صحيفة البعثمحليات

مسلسل الطابور.. “وجبة يومية”

 

 

يتواصل منظر المواطنين في مدينة سلمية وهم يضيّعون معظم ساعات يومهم على طوابير الغاز والمازوت، أما طوابير السيارات على محطات الوقود فلها كلام آخر، لأنه بات مشهداً يومياً يتكرر على الرغم من توفر مادة البنزين، لكن الازدحام ما زال يضرب بقوة أمام المحطات دون أي تفسير لما يحدث في هذه المحطات، ويبدو أن التوزيع غير العادل لمادة البنزين بات هو الآخر مسلسلاً يومياً أبطاله أصحاب محطات الوقود وهم يتحكمون بقضايا كثيرة تبدأ من التعبئة الجائرة من خلال عدم الدقة التي تعطيها الساعات الإلكترونية لمضخاتها، إضافة إلى افتعال مشكلات وهمية هدفها زيادة الازدحام بشكل وهمي بهدف عدم التعبئة كما يجب ولكل السيارات، أما الازدحام على محلات موزعي الغاز فله شكل آخر يتميز بالمعاناة الكبيرة للمواطنين وخاصة كبار السن الذين ينتظرون عدة أيام دون أخذ أية إجابة من موزع الغاز الذي يطنش أحياناً ويضع الحق على مورّد الأسطوانات إليه في أحياناً أكثر، ما يضع كل المواطنين في حيرة ومن سيلجؤون للحصول على حقهم الذي منحتهم إياه البطاقة الذكية المفترضة الذكاء.
أما الازدحام على الأفران فله أيضاً حكاية مختلفة تبدأ من تجار مادة الخبز الذين يستفيقون باكراً للحصول على ربطات كثيرة من هذه الأفران بهدف الكسب الوفير وغير المشروع، ما يسبّب أعباء مادية إضافية على المواطنين الذين يضطرون إلى شراء الخبز من هؤلاء الباعة بعد أن تغلق الأفران شبابيكها في وجوههم، والسؤال: أين الرقابة على هذه الأفران، ولماذا يتم بيع ربطات كثيرة لأشخاص محدّدين لمجرد أنهم يستفيقون باكراً؟.. وآخر الحكايات وأهمّها “مياه الشرب” التي لا يحصل عليها سكان مدينة السلمية إلا كل ستة أيام، ولم يعُد يدري المواطن كيفية توزيع مياه الشرب بدوره السداسي رغم توفر وتدفق المياه إلى خزانات مؤسسة المياه العملاقة، ولأننا نعرف القصة التي تبدأ من مؤسسة مياه حماة التي لا تريد حل هذه المشكلة التي تمتد إلى أكثر من أربعين عاماً، فالحل موجود وليس بتلك الصعوبة، وهو أن ترتبط مياه مدينة السلمية بمشروع مياه مدينة حماة.
مدينة سلمية باتت تحتاج إلى تدخل سريع لحل مشكلاتها الأساسية وعلى رأسها المياه، ولن ندخل في قصة الانقطاع الجائر للكهرباء في ساعتي الوصل، لأن هذا الأمر بات مرهوناً بالنظام التردّدي الذي أصبح يصيب كهرباءها كل أسبوع مرة، ناهيك عن الأعطال في الشبكة الكهربائية في ساعتي الوصل، ما يضع المواطن وأسرته في ظلام دامس طوال اليوم، فهل سنرى في الأيام القادمة تحسّناً في الخدمات أم ستبقى هذه المدينة منكوبة كالعادة في خدماتها؟.
نزار جمول