دراساتصحيفة البعث

استراتيجية فرنسا النووية

ترجمة: عائدة أسعد
عن موقع توب نيوز 8/2/2020
في خطاب دام 75 دقيقة في المدرسة الحربية قبل أيام، بحضور وزيري الخارجية والدفاع وكثير من الملحقين العسكريين في باريس وكبار ضباط الجيش الفرنسي، كشف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن عقيدته النووية كجزء من استراتيجية الأسلحة الفرنسية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودعا إلى بذل جهود دولية لنزع السلاح مع إعادة التأكيد على القوة التي تمنحها القوة النووية لفرنسا، كما حذر ماكرون من أن الدول داخل أوروبا لا يمكن أن تظل كالمتفرج في أي سباق تسلح جديد.
وقال ماكرون: “يجب على الأوروبيين أن يدركوا جميعاً أنهم في غياب إطار قانوني قد يواجهون بسرعة سباقاً جديداً للأسلحة التقليدية وحتى الأسلحة النووية على أراضيهم”، ودعا إلى حوار استراتيجي مع الشركاء الأوروبيين فيما يتعلق بدور فرنسا كقوة نووية.
يأتي خطاب ماكرون في الوقت الذي تتدهور فيه العديد من الاتفاقيات النووية العالمية الطويلة الأمد، حيث تخلت الولايات المتحدة وروسيا عن معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، كما أنه من المتوقع أن لا تمدد الولايات المتحدة معاهدة الحد من الأسلحة الموقعة في عام 2010. وعن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ذكر ماكرون أن خروجها لم يغير شيئاً من حيث التعاون بين باريس ولندن، وقال: “فرنسا مقتنعة بأن الأمن طويل الأجل في أوروبا أمر ممكن من خلال تحالف قوي مع الولايات المتحدة لكن أمننا يتحقق أيضاً  من خلال قدرة أكبر على العمل المستقل في أوروبا”.
وأضاف:إن القدرات النووية الفرنسية تعزز أمن أوروبا من خلال وجودها، وفي هذا الصدد يكون لها بعد أوروبي أصيل كما أنه في الوقت نفسه خفضت فرنسا ترسانتها من الرؤوس الحربية النووية إلى أقل من 300 ما أعطى فرنسا الشرعية للمطالبة بتحركات ملموسة من القوى النووية الأخرى نحو نزع السلاح العالمي بشكل تدريجي وموثوق به ويمكن التحقق منه.
وماهو جدير بالذكر أنه مع رحيل المملكة المتحدة الرسمي عن الاتحاد الأوروبي، أصبحت فرنسا الآن القوة النووية الوحيدة في الكتلة، وأن الردع النووي هو حجر الزاوية في استراتيجية الدفاع الفرنسية، وخطاب الردع النووي الفرنسي أمام الضباط العسكريين هو تقليد لكل رئيس فرنسي في عهد الجمهورية الخامسة.