اقتصادصحيفة البعث

“الذكية” سَتُكْمَل.. نراهن ونثق..؟!

منذ بداية التطبيق لإرسال الرسائل للمواطنين لاستلام مخصصاتهم من أسطوانات الغاز مطلع هذا الشهر، بلغت النسبة المحققة من مبيع الأسطوانات 81%، لترتفع خلال يوم أمس الأول إلى 91%، وذلك من مجمل الأسطوانات التي تم تخصيصها، وتمت إعادة توجيه الرسائل إلى مواطنين جدد حيث بلغ عدد الرسائل التي لم يستجب أصحابها 100 ألف رسالة، بينما بلغ عدد الأسطوانات التي لم يتم استلامها 50 ألف أسطوانة، وفقاً لما أكدته لنا وزارة النفط.
شخصياً ويشاطرنا الرأي الكثير ممن استطلعنا رأيهم، نشدّد على توطين هذه التقنية المتطوّرة والحضارية، شريطة أن يتم تلافي الثغرات التي ظهرت أثناء التطبيق، والتي بإمكان القائمين عليها فعل هذا، وبالتالي الوصول إلى “داتا” كاملة متكاملة ترتقي بهذه الخدمة إلى مستويات أعلى في مفاهيمها وخدماتها وفوائدها ونتائجها، إذ من الممكن أن تكون مرجعاً معلوماتياً سكانياً ومحلياً ومناطقياً وجغرافياً وخدمياً وحتى استثمارياً واقتصادياً، وهذا ما نعتقد أنه أحد أعمدة الوصول إلى “الحكومة الإلكترونية”.
ولإتمام ما سبق على أكمل وجه، شكلاً ومضموناً، نلفت إلى أهمية التنسيق مع وزارة الإدارة المحلية والجهات المعنية الأخرى، للوصول بهذا التطبيق إلى الأمثل في ذكائه وأدائه، وعندها سيكون محط إعجاب كل السوريين، حتى عند أؤلئك الذين ينعتونها بمختلف الصفات السلبية حالياً، ويغمزون من المراد منها ومراميها…
رهاننا وثقتنا نُقَدِّمهما، بالنيابة عن كل المواطنين “المعذورين” على مواقفهم وأحكامهم، لوزارة النفط..، وكلّنا أمل أنها ستكون عند حسن ظن الجميع، لأن نجاحها في تطبيقات “الذكية” يعني الكثير للمواطن السوري، ونعتقد أن العثرات التي تواجه “الذكية” الآن، والناتجة عن أسباب منها الموضوعية ومنها غير الموضوعية، ما هي إلاَّ محطة تجريبية، سيتم في ضوئها إعادة برمجة وتجاوز مطبَّات التطبيق، على قاعدة شفافية الممكن والمتاح، بحيث يصل المواطن ليكون على مستوى عالٍ من التفهم، وبالتالي يكون عوناً وداعماً لمثل تلك التقانة، واثقاً بإدارتها ومتبنياً لثقافتها.
ولعل المؤشرات والمعلومات الجديدة والأولية التي وردتنا من الوزارة، تجعلنا نتفاءل؛ فإن يُتِحِ التطبيق ميزةً جديدة وهي معرفة ترتيب المواطن لدوره لدى المعتمد من أجل إلغاء انتظار الرسالة، ويتم تدوير 50 ألف أسطوانة لم يردّ أصحابها على الرسائل، من أصل 100 ألف لمستهلكين جدد، وإرسال الرسائل والتوزيع على أساس الأقدم احتياجاً من الشهر العاشر وما بعد، وتخفيض مدة الاستلام إلى يومين بدل ثلاثة، بغية التسريع بتوزيع الكميات غير المستلمة، وتسريع دور المعتمدين إلى نسبة تصل لـ30% يومياً، فهذا يدلّ أن هناك محاولات جادة للوصول إلى الأنجع إجرائياً.
وكذلك تأكيدها الانفراج، ووعدها أمس -إثر البدء بوصول النواقل المُحَمَّلة بالتوريدات- أن الجميع سيتلمس زيادة كبيرة في الكميات الموزعة في الأيام القليلة القادمة، وبيانها أن ما كان يمنع إرسالها الرسائل خلال الفترة الماضية، هو الحصار واستهداف المنشآت النفطية بالعدوان المباشر.. خطوات عدة، باتت معلومة عند معظمنا، لكن فيها تفاصيل ربما لا يقف عندها أحدنا، ومنها: أن إرسال الرسالة للمستحق، يتزامن مع خروج المعتمد بأسطوانته من المعمل، وبعدد رسائل يوازي حمولته، حيث تتضمن الرسالة (رقم البطاقة واسم المعتمد ورقم جواله ومدة الاستلام)، ما يمنع أي تلاعب، ومنها أيضاً أن سبب وجود سيارات غاز وموزعين لديهم كميات غير مسلّمة يعود إلى أن قسماً كبيراً ممن أرسلت إليهم الرسائل، هم موجودون خارج البلد، وبالتالي فإن الرسائل تصل إلى هواتفهم الشخصية ولا يستطيع الاستفادة من بطاقاتهم من بقيت معه هذه البطاقات، ليس هذا فحسب، وإنما هناك إجراءات عدة، غطت الثغرات، سواء لناحية الاستمرار بالتوزيع في العطل الرسمية، أم لتأمين المناطق التي لا يوجد فيها معتمدون، أو التي يوجد عدد كبير من البطاقات وفيها معتمد واحد فقط، وتلافياً لأي معيق تم توجيه مديري الفروع لتشكيل لجان أو تكليف أشخاص بكل فرع وتخصيص رقم يمكن التواصل عليه من المواطنين والمعتمدين لحل كل الإشكالات التي قد تحصل أثناء عملية التوزيع بشكل آني، والوقوف الكامل على عمليات التحميل والتوزيع.
وعلى أمل “الحلو يكمل” ويتكامل، سنراهن وسنثق، وعليكم “تبييض” وجوهكم ووجوهنا، مع احتفاظنا بحق المتابعة والتقصّي، لتحول اللون.

قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com