أخبارصحيفة البعث

أربعون يوماً على استشهاد سليماني: التمسّك بنهج المقاومة

 

 

دمشق- ريناس إبراهيم:
بمناسبة مرور أربعين يوماً على استشهاد الفريق قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني ومؤسسة القدس الدولية -سورية- وفصائل المقاومة الفلسطينية ندوة فكرية ومهرجاناً في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، تخللها عرض فيلم عن الشهيد سليماني.
وبيّن الرفيق أمين فرع دمشق للحزب، محمد حسام السمان، أن حياة الشهيد سليماني سجل حافل بالتضحيات والأمجاد ومنارات مشرقة يجب أن تتعلّم منها الأجيال، فيما أوضح مدير عام مؤسسة القدس الدكتور خلف المفتاح أن إحياء ذكرى الشهداء هو وفاء لهم، وتأكيد أن هناك نهجاً سيستمر باتجاهين: طرد الاستعمار من المنطقة وتحرير الأراضي العربية المحتلة، وفي مقدمتها فلسطين.
السفير الإيراني بدمشق جواد ترك أبادي أكد أن القائد سليماني ناضل من أجل عودة الحق لأصحابه، وأن الشهادة في سبيل ذلك كانت أسمى غاياته، واليوم نحن هنا لنطلق نداء وفاء لكل الشهداء ولإكمال مسيرة النضال ضد العدو، مضيفاً: “القائد سليماني موجود في قلب كل إيراني وكل شريف، وهذا ما تجلّى يوم تشييع جثمانه الطاهر. لقد ترك لنا مسؤولية كبرى نحملها على عاتقنا لمتابعة هذا الدرب، رافعين شعاراً “كلنا سليماني” في نضالنا”.
وشدّد ترك أبادي على أن مسلسل الاغتيالات ليس جديداً، فقد اغتالت واشنطن العديد من العلماء والقادة في محاولة للنيل من إرادة المقاومة، لكنها لم تدرِ أن الشهادة هدف وغاية لكل شريف في هذه الأرض، فزادت عزيمتنا وإصرارنا على المقاومة، وعن استهداف سورية قال: “إنه جزء من مخطط الغرب لضرب محور المقاومة، لكن سورية انتصرت بفضل حكمة قائدها وتضحيات وصمود جيشها وشعبها”.
من جهته، أشار طلال ناجي أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة إلى صمود الشعب الإيراني وإرادته التي جعلت إيران دولة قوية وفي طليعة المواجهة ضد قوى الاستكبار العالمي، مشيداً بانتصارات الجيش العربي السوري في ريفي حلب وإدلب، ومذكّراً بموقف لجندي سوري عند تحرير تلة العيس في حلب حين أهدى الانتصار إلى روح الشهيد القائد قاسم سليماني، ما يعكس قيمة ومكانة الشهيد لدى المقاتلين في محور المقاومة.
كما أتى ناجي على ذكر بعض مناقب الشهيد وخصاله وعلاقته الطيبة وتواضعه، مؤكداً أن مواجهة قوى الظلم والاستكبار، ونصرة المستضعفين، واستعادة الحقوق كانت الهاجس الرئيس لدى الشهيد القائد، وأن دوره الكبير في دعم المقاومة كان سبباً لاستهدافه من قبل الإدارة الأمريكية.
وقدم أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة أبو حازم الصغير نبذة عن حياة القائد الشهيد المولود في محافظة كرمان عام 1957، وتدرّجه في المهام القيادية في الحرس الثوري والأوسمة التي تقلّدها، وآخرها وسام بطل الجمهورية العربية السورية الذي قلّده إياه السيد الرئيس بشار الأسد، كما استذكر تواضعه الذي تجلّى حتى في وصيته بأن يدفن كأي جندي عادي بلا أي “كليشيهات”.
بدوره، أشار حسن حب الله، ممثل حزب الله، إلى دور الحرس الثوري الإيراني في دعم حركات التحرر والنضال في لبنان وغيره، لافتاً إلى المخططات الاستعمارية الغربية التي لا تكتفي بالاستهداف والاغتيالات، وإنما تستهدف تصفية الحقوق، والإبقاء على حالة الانقسام في المنطقة، وآخر خطوة في هذا الإطار كانت إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لما سميت “صفقة القرن”.
ونوّه حب الله إلى أن المرحلة تنبئ بفرصة مواتية لنهضة شعوبنا وحكوماتنا، وتوحيد جهودها في مواجهة العدو الإسرائيلي وقوى الاستعمار، رغم الخيانة والتطبيع العلني الذي “نأسف له، ونمتن في الوقت ذاته، فقد كشف الأدوار وعرّى المؤامرات التي تحاك بأموال خليجية”، مختتماً بالقول: “كلنا أمل أننا سننتصر في النهاية، ولا سيما أن فكر القادة الشهداء ونهجهم حاضر في أذهاننا وسلوكنا”.
وفي تصريح صحفي، أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية-سورية- أن الشهيد سليماني كان مناضلاً من أجل الحرية وحقوق الإنسان، وتجاوز بنضاله إيران، فناضل إلى جانب سورية والعراق ولبنان في مواجهة الإرهاب، وأشارت إلى أن إيران برهنت أنها قادرة على بناء نفسها، وبرهن شعبها أنه يقف مع بلده وتاريخه وحضارته رغم المحاولات العدائية الرامية لاستهدافها وحرفها عن مسارها.
حضر الندوة والمهرجان عدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين بدمشق وقادة وممثلي الفصائل الفلسطينية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وفعاليات اجتماعية وعلمية وثقافية ودينية.