تحقيقاتصحيفة البعث

بسبب الأحوال الجوية طلاب المدارس.. وخيارات الذهاب إلى المدرسة أو البقاء في البيت

 

ترك الأمور تقديرياً، وإعطاء صلاحية لمديري التربية في كل محافظة ليقرروا إذا ما كان هناك دوام رسمي في المدارس أو عطلة، قرار أصدرته وزارة التربية في بداية الأسبوع بسبب تأثر البلاد بعاصفة ثلجية حرصاً منها على سلامة الطلاب والكادر التعليمي والإداري، وبسبب عدم توفر وسائل التدفئة في الكثير من المدارس، ما أثار لغطاً كبيراً وتشويشاً، إضافة إلى حالة من الفوضى والضياع لم تقتصر على الأهل، بل أيضاً انتقلت إلى الكادر التعليمي والإداري في مختلف المناطق بسبب عدم التأكد من وجود عطلة رسمية أو دوام، وحتى لا نذهب بعيداً، معاون وزير التربية الدكتور عبد الحكيم الحماد هو نفسه وقع في حيرة من أمره أثناء تواجده على إحدى المحطات الإذاعية عندما سأله المذيع عن هذا اللغط، ليتبيّن أنه ليس بصورة الموضوع، ولا علم له عن إيقاف الدوام في بعض المدارس المتواجدة في مناطق ريف دمشق، فإذا كان معاون الوزير نفسه لا علم له فما بالك بالطلاب وأسرهم، حيث إن الكثير منهم أرسلوا أولادهم إلى المدرسة ليرجع الطلاب أدراجهم بعد أن تم إخبارهم بإلغاء الدوام، والسؤال هنا: لماذا لا تقوم الوزارة باتخاذ إجراءات استباقية، خاصة أن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من الاجتهاد مع وجود نشرات الأخبار الجوية التي أشارت إلى حدوث عاصفة ثلجية منذ أكثر من أسبوع، أحد الأساتذة يقول: المسألة ليست بهذه الصعوبة، وكان الأجدى صدور قرار واضح يشمل الجميع، لأن درجات الحرارة المتدنية لا تقتصر على مدينة دون سواها، ومعظم المدارس في الكثير من المناطق غير مهيأة لاستقبال الطلاب، خاصة من هم في مرحلة التعليم الأساسي الذين لا قدرة لأجسادهم الضعيفة على تحمّل قساوة الطقس وبرودته، مع وجود بعض المدارس بلا شبابيك أو أبواب، وليس فقط من دون مدافىء، أما بالنسبة لتعويض الفاقد التعليمي فالأمر متاح حسب ما أكد لنا عدد من المعلمين الذين تحدثوا عن طول الفترة الزمنية للفصل الدراسي الثاني، وتوفر الوقت الكافي لتعويض كل أيام العطل من دون الاضطرار إلى الضغط على الطلاب، والدة أحد الأطفال تقول: تطلب المعلمة من طلابها أن يحضر واحد منهم كل يوم عبوة مليئة بالمازوت لتعبئة المدفأة الموجودة في الصف، ومن ثم لتقوم بعدها بتعبئة قسم، وأخذ الباقي معها إلى منزلها، مضيفة: نحن بالكاد نستطيع تأمين المازوت لبيوتنا، فما بالك بتأمينه لمدارس أولادنا!.
لا شك أن استمرار العملية التعليمية أمر لا نقاش فيه، لكن هذا الأمر يكون عند تأمين كل المستلزمات الضرورية لمواجهة الظروف الجوية السيئة، والأهم من هذا كله توحيد القرار منعاً لبث الأخبار المغلوطة، خاصة تلك التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت الوزارة قد أصدرت القرار سابق الذكر مساء السبت الفائت تقريباً عند الساعة العاشرة ليلاً، والجميع يعلم وضع الكهرباء، ما منع الكثير من الأهالي والمعنيين بالأمر من رؤية قرار العطلة الذي تمت الإشارة إليه على الشريط الإخباري للتلفزيون السوري.
لينا عدرة