ثقافةصحيفة البعث

“خمائل الورد” في مقاربة نقدية

“كيف قرأ الشعراء ديوان خمائل الورد؟” للشاعر عصام شعبان، عنوان الجلسة الأدبية الشعرية التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب، وأدارها أمين اليوسف. و”خمائل الورد” مجموعة شعرية صادرة حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب ضمن سلسلة إبداعات شابة.

البداية كانت مع الشاعر قحطان بيرقدار الذي قال: تضم المجموعة عدداً كبيراً من القصائد الشعرية القصيرة التي تسير في مجملها وفق نظام قصيدة الشطرين الكلاسيكية مع وجود عدد قليل من القصائد سارت وفق نظام قصيدة التفعيلة، لكن بأشكالها المبكرة، لم تتح لي قراءة المجموعة يوم كنتُ مديراً للتأليف في الهيئة العامة السورية للكتاب، فحين أتيتُ إلى المديرية كانت المجموعة في المطبعة على وشك الصدور، ولو أتيحت لي قراءتها لكنت نصحتُ كاتبها بالتريث قليلاً في طباعتها ريثما يُجري مراجعات عدة تعود بالنفع على المجموعة، عموماً تلوح لنا في المجموعة روح الشاعر اللطيفة، ونحس بنبل مقاصده، وقد وفق في عدد من القصائد ونجح، لا ريب في ذلك، أما العنوان “خمائل الورد” فقد جاء مباشراً في التعبير عن مراميه، إذ لا نرى فيه أيَّ انزياح فني، وأستطيع أن أوصف المجموعة عموماً فأقول إن قصائدها سارت وفق مناخ القصيدة التقليدية في الغالب الأعم، في نفس إتباعيّ بحتٍ، وكانت القصائد أقرب إلى المقطعات القصيرة منها إلى القصائد الطويلة، والموضوعات التي دارت حولها موضوعات أخرى وطنية عن دمشق وحلب مثلاً، واجتماعية كقصيدة عن المطرب فؤاد غازي، ومن الموضوعات أيضاً قصائد حوارية بين الشاعر وبين شاعرة تدعى زرقاء اليمامة يعرفها الشاعر.

وأضاف: مما لاحظته التكرار في الموضوعات التي تعالجها القصائد، والتشابهات والتقاطعات الكثيرة بين القصائد مبنىً ومعنىً، وضيق المعجم اللغوي للقصائد، وعدم ملاءمة بعض القصائد لبعض مبنىً ومعنىً وضيق المعجم اللغوي للقصائد، وهنا أشير إلى ناحية الوحدة العضوية، وضرورة أن تُشكل المجموعة في مجملها رسالة فنية هادفة، فمن غير المناسب في رأيي أن تأتي قصيدة غزلية بحتة وإلى جانبها قصيدة وطنية تليها قصيدة عن المطرب فؤاد غازي، فليس كل ما تجود به قرائحنا يصلحُ للنشر هكذا كما هو، لابد من التأمل والاختيار والانتقاء والاصطفاء قبل أن نجمع القصائد بين دفتي كتاب، كما لابد من المراجعة اللغوية الدقيقة والمراجعة العروضية، والعمل بدقة على تنقيح القصائد وصقلها من النواحي كافة، بالإضافة إلى ملاحظات عدة تتعلق باللغة والصياغة والوزن العروضي والقافية.

مجموعة قيّمة

وشارك الأديب أحمد إسماعيل في الجلسة حيث قال عن المجموعة: حقاً هي خمائل وردٍ يضوع شذاها، وهذا الديوان أو هذه المجموعة تُعَدُّ في القلة المتميزة، من إصدارات هذه الآونة، حتى إنني ألمحُ فيها شذرات الفحول، يكاد الشاعرُ فيها يسيلُ رقةً وعذوبة لولا مانعٌ يمنعهُ، ربما طبيعةُ المرحلةِ والظروف المحيطة، هذا لا يعني أن هذه المجموعة منزهةٌ عن غلط لغوي هنا، وكسر في الوزن هناك، ولكن بالمجمل هي مجموعة قيمة تستحق الوقوف والتأمل والتقدير.

“خمائل الورد”

في ختام الجلسة قام الشاعر عصام شعبان بتوقيع الديوان، وفي تصريحه قال: “خمائل الورد”: هو عنوان مجموعتي الشعرية بـ 170 صفحة من القطع الصغير، تضم بين دفتيها نصوصاً شعرية مختصرة من السهل الممتنع قريبة المعاني تحكي عن الحب والطبيعة والمرأة والوطن بأسلوب رقيق عذب، لا تكد تمر لفظة غامضة أو كلمة جافة حول مواضيع متقاربة بأسلوب كلاسيكي مع بعض قصائد التفعيلة وإن كانت قليلة.

وإحد عناوين قصائده جاء عن “عيد الحب” حيث يقول:

“انْثُري الوَرْدَ على ليلي ونامي/كي يَنامَ العِطْرُ في حُضْنِ الكَلامِ/واطْبَعي أحْرُفَ شِعْري قُبُلاً/وارْسُميها فوقَ طَيْفٍ مِنْ يمامِ/كُلّما اسْتَيقَظَ حَرْفي ثَمِلاً/قَبّلَ الثّغرَ وحَيّى باحْتِرامِ/جاءَ عيدٌ فارْتَدي شعري حُلَىً/وانْظُريني نلْتَقِ فَوْقَ الغمامِ/كلّ عامٍ في العُيونِ الزُّرْقِ ألْقى/مَوطِني الأغلى ومأوى منْ حُطامي/قُبْلَةُ الزّهرِ تُلاقي قُبلتي/فاحضُنيها بينَ نَهْدَيْكِ ونامي”.

القسم الثقافي