أخبارصحيفة البعث

مؤتمر القدس لشباب فلسطين: مواصلة النضال على درب الشهادة

دمشق- ريناس إبراهيم:

أقامت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية مؤتمر القدس لشباب فلسطين بدورته الرابعة عشرة، دورة الشهيد القائد قاسم سليماني، في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، تحت شعار: “القادة بين الثورة والشهادة”، تزامناً مع الذكرى 41 لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية ومرور أربعين يوماً على استشهاد سليماني و”أبو مهدي” المهندس، نائب قائد الحشد الشعبي العراقي.

وافتُتِح المؤتمر بعرض فيلم وثائقي استعرض مسيرة حياة القادة الشهداء: سليماني، المهندس، عماد مغنية، بهاء أبو العطا، صالح الصماد، داود عبد الله راجحة.

وأشاد الرفيق عقاب كيوان بانتصارات الجيش العربي السوري في ريفي حلب وإدلب، كما أدان دور النظام التركي في دعم الإرهابيين وتمويلهم مادياً وعسكرياً، من جهته وصف أبو الفضل الطباطبائي، ممثل قائد الثورة الإسلامية الإيرانية في سورية الثورة الإسلامية الإيرانية بأنها معجزة العصر الحديث، فقد ناضلت ضد قوى الاستكبار العالمي في ظل أصعب الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، وفي سورية اشتعلت الشرارة مرة أخرى في مواجهة الغرب لسحق الأمريكيين، وإنهاء وجودهم في المنطقة، مؤكداً أن انتصارات الجيش العربي السوري هي مقدمة النصر الأكبر بتحرير القدس وإنهاء الوجود الإسرائيلي، وسندفع ثمن هذا النصر بدماء شهدائنا.

كلمة المقاومة ألقاها حسن حب الله، عضو المجلس السياسي في حزب الله، استذكر خلالها الشهيد عباس الموسوي، مؤكداً أن مسيرة النضال لن تتوقف، لأن الشهادة هي المطلب والغاية الأسمى للمقاومين، ولفت إلى أن الرفض الفلسطيني القاطع لما تسمى “صفقة القرن” هو الرهان الوحيد والأجدى في إسقاط كل المخططات والمؤامرات، وأن أي اختراق لهذه الوحدة الفلسطينية سندفع ثمنه غالياً.

فيما ألقى طلال ناجي أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، كلمة فلسطين، مشيداً خلالها بتضحيات القائد سليماني منذ توليه قيادة فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قائلاً: “لقد حقق سليماني الشهادة والنصر معاً”.

وأضاف ناجي: “إن مقولة بن غوريون قبل 72 عاماً بأن الكبار يموتون والصغار ينسون قد سقطت، فلم تنسَ الأجيال، بل إنها ازدادت تمسكاً بالحقوق وإصراراً على استعادتها”.

كلمة جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية، ألقاها رئيس الجمعية الدكتور محمد البحيصي، قال خلالها: “إن المؤتمر بدورته الـ14 حاول رسم خارطة لمحور المقاومة عبر قادته الشهداء من إيران إلى العراق، فسورية ولبنان واليمن”، لافتاً إلى أن الشهداء أنجزوا مشاريع على الصعيد الشخصي، فقد حلموا بالشهادة في سبيل استعادة الحقوق والنصر منذ دخولهم الميدان، كما أنجزوا مشروع الأمة، وحققوا كرامتها وعزتها واستقلالها.

وخلال المؤتمر، وزعت أوراق استبيان للمشاركين استطلعت آراءهم بأعمال المؤتمر بدورته الحالية ومقترحاتهم حول الدورات القادمة، وطرحت أسئلة حول قيمة الشهيد سليماني وتقييم الرد الإيراني على عملية اغتياله بقصف قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق.

وجاءت جلسات المؤتمر، التي أدارها الرفيق عمر جمعة، على ثلاثة محاور، أولها الثورة الإسلامية في إيران ومحور المقاومة وفلسطين، قدّمه ياسر المصري، تحدّث خلاله عن التطور والتقدم الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ الثورة، رغم كل ظروف الحصار والحرب الاقتصادية والنفسية، مشيراً إلى أهمية الدور الإيراني في محور المقاومة الذي تأسس في تسعينيات القرن الماضي كمحور “ممانعة” في مواجهة ما سمي “محور الاعتدال العربي” بقيادة أنظمة الخليج، وإلى ضرورة الحفاظ على ثقافة المقاومة لدى الأجيال القادمة.

وقدّم الإعلامي محمد الخضر، مراسل قناة الميادين في سورية، المحور الثاني حول الشباب في مسيرة المقاومة والشهادة، مستهلاً عرضه بذكر الجندي السوري باسل قرفول الذي سطّر ملحمة في التضحية والنضال بشهادة رفاقه، إذ فجّر ثلاث مفخخات للإرهابيين ومنع وصولها إليهم، مؤكداً من خلال ذلك أهمية الشباب ودورهم في المعركة مع العدو من الجانب العسكري، كما أكد أن الشباب هم رافعة العمل السياسي والإعلامي والفكري المقاوم، مشدداً على أن الهدف الأساس للحرب على سورية هو إنهاء القضية الفلسطينية وتضييع جهود النضال، لذا على الشباب اليوم أن يتمسكوا بالوعي والثوابت الوطنية والمقاومة، فهي قيمة إنسانية كبيرة، وليست فقط عسكرية، وأضاف: “الخيانة ليست وجهة نظر، وما تقوم به بعض الأنظمة العربية غير مبرر”.

واختتم الدكتور معتز القرشي من اليمن جلسات المؤتمر بمحور الوجود الأمريكي في المنطقة “مواجهته، وطرده”، قائلاً: “إن الخطوة الأولى على طريق طرد الأمريكي من المنطقة هي الذات المقاومة، أي حينما تتحرر ذواتنا من هيمنة الفكر الأجنبي ولا سيما إثر التطور التكنولوجي والغزو الثقافي، ومن ثم مواجهة الأنظمة الرجعية التي تعمل كأدوات لإنجاح المشاريع الأمريكية في المنطقة بهدف تفتيت المنطقة وتقسيمها”، لافتاً إلى ضرورة تجاوز الانتماءات الفرعية والمذهبية والعرقية التي يعمل العدو على تغذيتها وإثارتها لبث الفتنة.

وفي مداخلاتهم، أكد المشاركون ضرورة الخروج من القالب النمطي في طرح قضايانا، وأهمية الاستفادة من فكر الثورة الإيرانية، وليس فقط استعراضها تاريخياً.

كما ندّد الحضور بالصفقة المشؤومة ومخططات العدو في المنطقة، مشددين على مواصلة درب القادة الشهداء في النضال حتى استعادة الحقوق والأرض المغتصبة وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس الأبدية.

حضر المؤتمر مدير عام مؤسسة القدس الدولية- سورية الدكتور خلف المفتاح ومدير الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب علي مصطفى وعدد من قادة وممثلي فصائل تحالف القوى الفلسطينية والفعاليات النقابية والمهنية والأحزاب الوطنية السورية والفلسطينية وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين بدمشق.