الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

دفاعاتنا الجوية تتصدى لصواريخ  قادمة من فوق الجولان السوري المحتل وتسقط عدداً منها قواتنــــا الباســـــلة توســّــع نطــــاق سيطرتهــــا  غربــــي طريق حلــــب- دمشــــق

تصدت وسائط دفاعنا الجوي لأهداف معادية في سماء دمشق، وأسقطت عدداً منها، وقال مصدر عسكري: تم مساء أمس رصد صواريخ معادية قادمة من فوق الجولان السوري المحتل وعلى الفور تعاملت معها منظومات دفاعنا الجوي وأسقطت عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها.

يأتي ذلك فيما حررت قواتنا الباسلة قرية كفرجوم ومنطقتي جمعية المهندسين الأولى والثانية بريف حلب الغربي، بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة به، موسّعة بذلك نطاق سيطرتها في الجهة الغربية لطريق حلب دمشق الدولي، فيما جدّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف التأكيد على أن القوات السورية تحارب الإرهابيين على أرضها في إدلب، وهذا حق سيادي للدولة.

في الأثناء، عادت عبر مراكز جديدة يابوس والدبوسية وجوسيه الحدودية مع لبنان عشرات الأسر المهجرة إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإعادة المهجرين إلى أرض الوطن.

وفي التفاصيل، واصلت وحدات الجيش عملياتها العسكرية وضرباتها الصاروخية ضد تحصينات وخطوط تحرّك التنظيمات الإرهابية غرب حلب في قرية كفرجوم ومنطقتي جمعية المهندسين 1و2 جنوب غرب مدينة حلب، ودحرت الإرهابيين منها.

ولاحقت وحدات الجيش فلول المجموعات الإرهابية باتجاه قريتي أورم الكبرى وأورم الصغرى، حيث دارت اشتباكات عنيفة على أطرافهما، أسفرت عن تكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وحررت وحدات الجيش أمس الأول قرى الشيخ علي وعرادة وأرناز غرب الطريق الدولية بعد تدمير نقاط الإرهابيين وتحصيناتهم والقضاء على عدد منهم.

يأتي ذلك فيما ذكر مراسل سانا من مركز جديدة يابوس بريف دمشق أن عشرات المهجرين السوريين بفعل الإرهاب العائدين من لبنان وصلوا إلى المركز تقلهم حافلات تمهيداً لنقلهم إلى منازلهم في القرى والبلدات التي هجرتهم منها التنظيمات الإرهابية قبل اندحارها عنها.

وفي ريف حمص الغربي بيّن مراسلا سانا من مركزي الدبوسية وجوسيه الحدوديين أن عدداً من الحافلات تقل عشرات الأسر المهجرة مع أمتعتهم وصلت إلى أرض الوطن، وبعد اتخاذ جميع إجراءات الدخول من قبل الجهات المعنية، وتقديم الخدمات الطبية للمحتاجين منهم وخاصة الأطفال، انطلقت الحافلات بعد ذلك إلى بلداتهم وقراهم المطهّرة من الإرهاب.

وعبّر عدد من المواطنين العائدين عبر المعابر عن سعادتهم وفرحتهم بعودتهم إلى أرض الوطن، موجّهين الشكر للجيش العربي السوري على بطولاته وتضحياته التي أثمرت عن تحرير قراهم وبلداتهم من الإرهاب، منوّهين بالجهود التي بذلتها الجهات المعنية لإعادة الخدمات الأساسية إلى مناطقهم.

وتتواصل الجهود التي تبذلها الحكومة بالتعاون من الطرف اللبناني لاستكمال عودة جميع السوريين المهجرين إلى مناطقهم، حيث عادت على امتداد السنتين الأخيرتين عشرات الدفعات عبر معابر جديدة يابوس والدبوسية وجوسيه والزمراني، بعد أن أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إلى مناطقهم، وطهّرها من مخلّفات الإرهابيين.

سياسياً، جدّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف التأكيد على أن القوات السورية تحارب الإرهابيين على أرضها في إدلب، وهذا حق سيادي للدولة، وقال في تصريح للصحفيين في موسكو: “الحديث لا يدور حول نزاع ما في إدلب، بل حول عدم تنفيذ اتفاقات سوتشي، وحول الالتزامات التي أخذتها الأطراف على نفسها وفق هذه الاتفاقات”.

وكان بيسكوف أكد أمس الأول أن تواصل هجمات الإرهابيين في إدلب رغم تعهّد النظام التركي بتحييدهم أمر غير مقبول ومخالف لتفاهمات سوتشي، في حين قالت وزارة الخارجية الروسية: إن سبب تصعيد التوتر في منطقة إدلب يعود إلى عدم التزام تركيا المزمن بتعهداتها.

إلى ذلك، أكد نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف أن الموقف الروسي تجاه سورية يستند إلى المبادئ الأساسية للقانون الدولي الذي ينص على أن كل القوات العسكرية والمجموعات المسلحة الموجودة داخل الأراضي السورية دون موافقة حكومتها الشرعية هي قوات احتلال، ولا تملك أي تفويض لوجودها هناك، ولفت إلى أن النظام التركي لا يلتزم بمسؤولياته المتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب وفق اتفاقات سوتشي، وهذا ما يؤدي إلى تعقيد الوضع هناك، مشدداً على أن محافظة إدلب جزء لا يتجزأ من أراضي سورية التي تتمتع بالسيادة ومن حق الدولة السورية استخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين على أراضيها، وأشار إلى وجود مشاكل سياسية داخلية في تركيا نفسها، حيث يزداد استياء المجتمع التركي من سياسة حكومته الحالية.

كما شدد نائب مدير معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديسلاف بيلوف على أن ما يقوم به الجيش العربي السوري من استهداف الإرهابيين في إدلب يأتي ضمن أطر صلاحياته وواجباته المنوطة به كجيش وطني يدافع عن أرض بلاده، وهذا ما تدعمه روسيا بكل حزم، ولاسيما أن الجانب التركي لا يلتزم بمسؤولياته وفق اتفاقات سوتشي، وهو ما تعلن عنه روسيا على الدوام، وتحذّر من الأخطار والتهديدات الناجمة عن ممارسات المجموعات الإرهابية المدعومة من النظام التركي في إدلب، وأكد على موقف روسيا المتمثّل بالتمسك بوحدة سورية وسيادتها وسلامة ووحدة أراضيها بينما يعمل النظام التركي على تنفيذ أهدافه الخاصة خلافاً لما نصت عليه اتفاقات سوتشي.

بدوره أشار نائب مدير معهد رابطة البلدان المستقلة فلاديمير يفسييف إلى أنه لا يمكن لروسيا الاعتماد بشكل كامل على النظام التركي، معيداً إلى الأذهان إسقاط طائرتين عسكريتين روسيتين من قبل قوات النظام التركي والمجموعات الإرهابية التابعة لها، وكذلك اغتيال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف في عام 2016.