الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

قيادة الجيش: القضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت قواتنا الباسلة توسّع نطاق سيطرتها في ريف حلب الغربي.. ومطار الشهباء يقلع مجدداً

 

أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن تحرير عشرات القرى والبلدات في ريف حلب الغربي والشمالي الغربي، وذلك بعد سلسلة من العمليات العسكرية المركّزة ضد مواقع وتحصينات التنظيمات الإرهابية المصنّفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي، مشددة على إصرار الجيش على متابعة مهامه المقدّسة والنبيلة في القضاء على ما تبقّى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت على امتداد الجغرافيا السورية، وإن ارتفعت أصوات رعاته وحماته وداعميه، فيما وسّعت وحدات الجيش عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية بريف حلب الغربي، وحررت قرى بسرطون وحور وعنجارة، في وقت أعلنت وزارة النقل عن إعادة تشغيل مطار حلب الدولي، حيث سيشهد يوم الأربعاء القادم أول رحلة جوية من دمشق إلى حلب.
وقال بيان القيادة العامة للجيش: “بخطوات مدروسة محكمة وعمليات نوعية مركّزة تابع أبطال الجيش العربي السوري تقدّمهم مصممين على اقتلاع الإرهاب التكفيري من جذوره، والقضاء على القتلة المسلحين الذين أرادوا مصادرة إرادة أهلنا في المنطقة، واتخاذهم رهائن ودروعاً بشرية لعرقلة تقدّم الجيش، وتأخير القضاء على تلك التنظيمات المسلحة المصنّفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي”.
وأشارت القيادة العامة للجيش في بيانها إلى “تمكّن بواسل جيشنا الميامين من تنفيذ المهام الموكلة إليهم بكفاءة عالية وبزمن قياسي استعيدت السيطرة التامة على عشرات القرى والبلدات في ريف حلب الغربي والشمالي الغربي، ومنها: بلدة الشيخ علي والفوج 46 وأورم الكبرى وأورم الصغرى وكفرناها وكفر داعل وكفر حمرة وبشنطرة وبابيص ومعارة الأرتيق وعويجل وحريتان وحيان وعندان وبيانون والليرمون، وعدد كبير من الجمعيات السكنية والمعامل والمفارق والتلال الحاكمة، إضافة إلى فتح معبري “ميزنار ومجيرز” في الريف الغربي لحلب ومدينة سراقب لتأمين خروج المواطنين المدنيين بسلام، ووضع نهاية لكابوس الإرهاب التكفيري، الذي كان مخيماً عليهم طيلة السنوات الماضية”.
وأضاف البيان: “إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، إذ تعلن عن تحرير هذه المساحات الجديدة من أرض الوطن، فإنها تؤكّد استمرار الجيش في تقدّمه الميداني وإصراره على متابعة مهامه المقدّسة والنبيلة في القضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت على امتداد الجغرافيا السورية، فلا بقاء للإرهاب على ثرى الوطن، وإن ارتفعت أصوات رعاته وحماته وداعميه، وسيبقى الجيش العربي السوري عند حسن الظن به عيناً ساهرة ودرعاً حصينة لحماية أمن الوطن والمواطنين”.
يأتي ذلك فيما واصلت وحدات الجيش ملاحقة فلول الإرهابيين على محاور العمليات العسكرية بريف حلب الغربي والشمالي الغربي، محققة مزيداً من التقدّم بسيطرتها على قرى بسرطون وحور وعنجارة بريف حلب الغربي، ونفّذت الوحدات المتقدّمة رمايات مدفعية وصليات صاروخية على فلول الإرهابيين في عمق مناطق انتشارهم بالريف الغربي والشمالي الغربي محققة إصابات مباشرة في صفوفهم وتدمير تحصينات لهم.
إلى ذلك بدأت وحدات الجيش عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي حررتها من الإرهاب بريفي حلب الشمالي الغربي والغربي، وعثرت على أنفاق وخنادق ومقرات محصنة للإرهابيين في ضهرة عبد ربه والمحلق الغربي بالريف الغربي.
وأشار مراسل سانا، المرافق لوحدات الجيش خلال عمليات التمشيط وتثبيت النقاط، إلى أن فرق الهندسة في الجيش بدأت عمليات تمشيط واسعة لرفع مخلّفات الإرهابيين من العبوات الناسفة والألغام وغيرها من الشوارع والأنفاق والتحصينات في منطقة ضهرة عبد ربه والمحلق الغربي غرب مدينة حلب، حيث ضبطت أنفاقاً وخنادق ومقرات حفرتها التنظيمات الإرهابية في المنشآت والأبنية، والتي اتخذتها منطلقاً للاعتداء على الأحياء السكنية في مدينة حلب.
وأوضح ضابط ميداني أنه بعد السيطرة على منطقة تلة عبد ربه عملت وحدات الهندسة العسكرية على تمشيطها وإزالة الألغام والمتفجرات، وعثرت على أنفاق وخنادق كان يستخدمها الإرهابيون للتنقّل والاختباء من ضربات الجيش، كما تم ضبط كمية من الذخائر والأسلحة من مخلّفاتهم، وأكد استمرار وحدات الجيش في عملياتها العسكرية لدحر التنظيمات الإرهابية، وتحرير كامل التراب السوري من رجس الإرهاب.
وعمدت التنظيمات الإرهابية خلال السنوات السابقة إلى تهجير الأهالي من منازلهم في منطقة المحلق الغربي وضهرة عبد ربه، واتخذت من أقبية الأبنية السكنية والحكومية والمنشآت الصناعية مقرات لها، وحفرت خنادق، وحصنتها، ووضعت سواتر من الصخور والأتربة على جانبيها لتأمين التنقّل الآمن بين الأبنية، كما حفرت أنفاقاً لتفادي ضربات الجيش.
وفي منطقة دوار الليرمون على مدخل مدينة حلب الشمالي الغربي التقت كاميرا سانا عدداً من المواطنين الذين غمرتهم الفرحة بتحرير ريف حلب الغربي من دنس الإرهاب، معبّرين عن سعادتهم بعودة الأمن والأمان لمدينة حلب، منوّهين بالتضحيات التي قدّمها أبطال الجيش، وبدماء الشهداء التي سقت تراب الوطن الغالي.
بالتوازي، أعلنت وزارة النقل عن إعادة تشغيل مطار حلب الدولي، حيث سيشهد يوم الأربعاء القادم أول رحلة جوية من دمشق إلى حلب، وأوضح وزير النقل المهندس علي حمود أنه ستتم برمجة رحلات من مطار حلب الدولي إلى القاهرة ودمشق خلال الأيام القليلة القادمة، فيما قال مدير الطيران المدني في سورية: إنه بفضل تضحيات الجيش العربي السوري وتأمين محيط مطار حلب، ولاحقاً تأمين كامل محيط المدينة، أصبحت إمكانية الهبوط والإقلاع بمطار حلب الدولي آمنة بالكامل، مشيراً إلى أنه تم تأهيل المطار والمحافظة عليه طيلة فترة الحرب الإرهابية رغم ما تعرّض له من اعتداءات وهجمات من قبل المجموعات الإرهابية، ولفت إلى أن طواقم العمل جاهزة للعمل في مواقعها، مبيناً أن عودة إقلاع المطار تشكّل عودة قوية للصناعة والتجارة ودوران عجلة الاقتصاد كونه يشكّل نقطة استراتيجية مهمة في العمل والاقتصاد.
من جهته أكد مدير مطار حلب جهوزية المطار بالكامل لاستقبال كل الرحلات، مشيراً إلى أن ورشات الصيانة انتهت من إصلاح كل الخدمات الفنية والأرضية داخل وخارج المطار، وأصبحت جاهزة للعمل، بما فيها إجراءات تفتيش الركاب الداخلين والخارجين من المطار، وتأمين سيارات الإطفاء والإسعاف، وتفتيش الحقائب، ونظام الإعلانات والإذاعة.
وكان الجيش العربي السوري حرر في كانون الأول عام 2016 كامل مدينة حلب، بما فيها المطار الدولي، وأسهمت بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري خلال الأيام الماضية بتحرير قرى وبلدات محيط مدينة حلب، لتعلن المدينة آمنة بالكامل، ما وسّع مساحة الأمن والأمان بمحيط مطار حلب الدولي الذي يعد شرياناً حيوياً للعاصمة الاقتصادية لسورية.
في الأثناء، وبعد رصد ومتابعة، تمكّنت وحدة من الجيش من إسقاط طائرة مسيّرة محمّلة بذخائر في محيط مصفاة حمص كان الإرهابيون يحاولون عبرها استهداف المصفاة.
وأحبطت وحدة من الجيش أمس الأول محاولة اعتداء إرهابية عبر 5 طائرات مسيّرة الكترونياً كانت تحاول استهداف مصفاة حمص.
ممران إنسانيان في ميزنار ومجيرز
يأتي ذلك فيما فتحت الجهات المعنية، بإشراف وحدات الجيش العربي السوري، ممرين إنسانيين في ميزنار بريف حلب الغربي ومجيرز شرق مدينة سراقب بإدلب لتأمين المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين إلى المناطق التي حررها الجيش من الإرهاب.
وذكر مصدر طبي من ممر مجيرز: إن عيادة متنقلة فيها أطباء مختصون ومسعفون وكادر تمريضي على أتم الاستعداد لاستقبال الأهالي الراغبين بالخروج إلى المناطق الآمنة وتقديم العلاج والإسعافات الأولية للمحتاجين منهم، كما توجد في الممر سيارة إسعاف مع كادرها الطبي، إضافة إلى فريق طبي لتقديم اللقاحات للأطفال فور وصولهم وذويهم إلى الممر، وأشار إلى أن الفريق الطبي مزوّد بجهاز مسح حراري لفحص العائدين، والتأكد من عدم وجود حالات إنتانية فيروسية صدرية بينهم، لافتاً إلى وجود كميات كافية من الأدوية المتنوعة لاحتياجات الخدمات الإسعافية والعلاجية، أما الحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة، فيتم نقلها بسيارة الإسعاف إلى المشافي المتخصصة.
وأقامت الجهات المعنية بإشراف الجيش في الـ 13 من الشهر الفائت 3 ممرات إنسانية في منطقة أبو الضهور جنوب شرق إدلب وبلدة الهبيط بالريف الجنوبي ومنطقة الحاضر بريف حلب الجنوبي لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين في إدلب وريف حلب، لكن التنظيمات الإرهابية منعت الأهالي من الوصول إليها للخروج إلى المناطق التي حررها الجيش من الإرهاب.
وخلال السنوات السابقة جهّزت الجهات المعنية بالتعاون مع الجيش ممرات إنسانية في عدد من المناطق على امتداد جغرافيا الوطن، وأمنت خروج مئات آلاف المدنيين منها حفاظاً على حياتهم، وتم نقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة المزوّدة بجميع لوازم الإقامة قبل إعادتهم إلى منازلهم بعد تحرير تلك المناطق بفضل بطولات الجيش وتأمين البنى الأساسية فيها.