الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الكرملين: أنقرة لا تنفّذ التزاماتها.. والإرهابيون يحصلون على أسلحة خطرة جداً الجيش يحرر قريتي الشيخ دامس وحنتوتين.. والنظام التركي يعتقل المرتزقة الفارين من القتال في إدلب

 

في إطار تقدّمها المستمر باتجاه تحرير مزيد من البلدات في ريفي حلب وإدلب، حررت قواتنا الباسلة قريتي الشيخ دامس وحنتوتين غرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بعد أن دمّرت آخر تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم، ولاحقت فلولهم المندحرة باتجاه بلدتي كفرسجنة ومعرزيتا، فيما اعتقلت قوات الاحتلال التركي عشرات الإرهابيين، الذين يعملون بإمرتها، في منطقة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، وذلك على خلفية محاولتهم الفرار إلى الأراضي التركية لخوفهم من المشاركة في المعارك ومواجهة الجيش العربي السوري في إدلب.
يأتي ذلك فيما جدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف تأكيده أن النظام التركي لم يف بالتزاماته بشأن اتفاق سوتشي حول إدلب، مشيراً إلى أن الإرهابيين المنتشرين فيها يحصلون على معدات عسكرية خطرة جداً.
وفي التفاصيل، تابعت وحدات الجيش عملياتها المركّزة على محاور تحرّك التنظيمات الإرهابية، وحررت قريتي الشيخ دامس وحنتوتين جنوب غرب وشمال غرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي بعد أن دمّرت آخر تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم، ولاحقت فلولهم المندحرة باتجاه بلدتي كفرسجنة ومعرزيتا.
وأسفرت العملية العسكرية على هذا المحور عن تدمير 3 عربات للإرهابيين ومصادرة ذخائر وعتاد كانت بحوزتهم.
وفي وقت سابق، رصدت وحدات الجيش تحرّك مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات المنضوية فيه بمحيط بلدتي كفرنبل ومعرزيتا وقرية الفطيرة إلى الجنوب الغربي من معرة النعمان، وتعاملت معهم برمايات مدفعية وصليات صاروخية أدت إلى قطع طرق إمداد الإرهابيين وتدمير تحصينات وأوكار لهم.
وخلال عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية فيما تبقّى من مناطق انتشارها بريف إدلب قضت وحدات الجيش أمس الأول على عدد من الإرهابيين، ودمّرت لهم مقراً لمتزعميهم وآليات وعتاداً حربياً في بلدات دير سنبل وجوزف وسفوهن وكفرعويد وكنصفرة واحسم وبينين والفطيرة والبارة وسرجة بمنطقة جبل الزاوية والمسطومة وكفرنبل وحاس وبسقلا بريف إدلب الجنوبي.
بالتوازي، ذكرت مصادر أهلية في الحسكة أن قوات الاحتلال التركي أغلقت الحدود أمام الإرهابيين الذين يعملون بإمرتها بريف الحسكة الشمالي بعد محاولتهم الفرار من مدينة رأس العين إلى الأراضي التركية، واعتقلت العشرات منهم بعد رفضهم الذهاب إلى القتال في إدلب.
وفي سياق مواصلة الاعتداءات ضد المدنيين ذكرت مصادر أهلية أن مجموعة من مرتزقة الاحتلال التركي اختطفت امرأتين من قرية أم الكيف في ناحية تل تمر، وسرقت 100 رأس من الأغنام لأهالي القرية، وأشارت إلى أن الإرهابيين يواصلون سرقة ونهب ممتلكات المواطنين في القرى القريبة من خطوط التماس مع الجيش العربي السوري والواقعة في محيط مدينة رأس العين، حيث عمدوا إلى هدم البيوت الطينية في قرية أم عشبة لسرقة الأخشاب والأسلاك الكهربائية وبيعها.
ولفتت المصادر إلى أن الاعتداءات المتكررة على الأهالي من قبل الإرهابيين وتهديدهم بالخطف والقتل أشاع حالة من الخوف بين المدنيين، وعطّل الحياة العامة، ومنعهم من القيام بأعمالهم اليومية بشكل طبيعي.
وتتواصل معاناة الأهالي في المناطق التي تحتلها قوات النظام التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية بريفي الحسكة والرقة الشماليين نتيجة اعتداء الإرهابيين عليهم وسرقتهم ممتلكاتهم وسط حالة من الفلتان الأمني تسود المنطقة نتيجة الاقتتال فيما بين الإرهابيين على خلفية الخلاف على الغنائم والمسروقات.
سياسياً، جدّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف تأكيده أن النظام التركي لم يف بالتزاماته بشأن اتفاق سوتشي حول إدلب، مشيراً إلى أن الإرهابيين المنتشرين فيها يحصلون على معدات عسكرية خطرة جداً.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد خلال اتصال هاتفي، الجمعة، مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ضرورة الاحترام غير المشروط لسيادة سورية وسلامة أراضيها، معرباً عن قلقه البالغ إزاء استمرار اعتداءات الإرهابيين في محافظة إدلب، فيما حذّرت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق النظام التركي من مغبة دعم اعتداءات الإرهابيين في إدلب والاستمرار في إطلاق التصريحات الاستفزازية حول الوضع فيها.
وفي سياق متصل أعلن بيسكوف أنه سيتم عقد قمة رباعية حول الوضع في سورية بمشاركة كل من روسيا وألمانيا وفرنسا والنظام التركي إذا تم الاتفاق على موعدها، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي “مؤيد للقمة”.
وكان البيان الختامي للقمة الرباعية التي عقدت في اسطنبول في تشرين الأول عام 2018، وضمت زعماء روسيا وفرنسا وألمانيا ورئيس النظام التركي، أكد الالتزام بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، وأنه لا بديل من الحل السياسي للأزمة فيها.
من جانبه، أكد الرئيس بوتين أن مشاركة القوات الروسية في محاربة الإرهاب في سورية ساهمت بمنع ظهور تهديدات جدية لأمن روسيا، وأوضح، في كلمة ألقاها في حفل أقيم في موسكو بمناسبة عيد حماة الوطن، أنه تم خلال مشاركة القوات الروسية في محاربة الإرهاب بسورية القضاء على تنظيمات إرهابية مزوّدة بعتاد نوعي، ما منع ظهور تهديدات جدية لروسيا.
وفي لبنان، أكد رئيس الحزب الواعد فارس فتوحي أن سورية ستنتصر على الإرهاب وداعميه وكل القوى التي دنست أرضها، لافتاً إلى أن تسارع انتصارات الجيش العربي السوري لم يترك أي مجال للشك باستعادة كل شبر من الأرض السورية، وقال: “إن سورية اليوم تقترب من طي صفحة الحرب، والبدء بإعادة الإعمار الذي سيترافق مع عودتها إلى دورها ومكانتها التي تليق بها عربياً ودولياً”.
وفي براغ، أكد يارومير شلاباتا رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي أن القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية هي قوات احتلال ومن حق سورية الدفاع عن سيادتها وضمان الاستقرار والأمن على أراضيها بكل الوسائل، وقال: إن هذه القوات التي دخلت إلى أجزاء من الأراضي السورية دون موافقة حكومتها الشرعية تعتبر بحكم القانون الدولي قوات احتلال، ولفت إلى أن سورية دولة محورية مهمة إقليمياً ودولياً، واستقرارها عامل مهم  في استقرار الأمن والسلم الدوليين، داعياً إلى ضرورة الوقوف إلى جانبها، وتأييد الخطوات التي تتخذها للتصدي للإرهاب.
وأشار إلى أن سورية بشعبها وجيشها وقيادتها محل احترام وتقدير كل القوى التقدمية في العالم، لأنها تخوض حرباً ضد الإرهاب نيابة عن الجميع.
بدوره أكد الباحث العلمي التشيكي فلاستا هافيلكا أهمية وقف كل أشكال التدخل الخارجي في سورية، وفرض أشد العقوبات ضد دول قوات الاحتلال الموجودة على أراضيها، مديناً في هذا السياق العدوان التركي على مدينة إدلب، ولفت إلى أن الوجود الأجنبي غير القانوني هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الحروب التي بدأتها الولايات المتحدة في هذه المنطقة وفي أماكن أخرى من العالم هدفها خدمة مصالحها الخاصة.