دراساتصحيفة البعث

إخفاق ترامب في الرعاية الصحية

 

ترجمة: عائدة أسعد
عن نيويورك تايمز 22/2/2020
أثنى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الرئيس الصيني شي جين بينغ بالقول: الرئيس بينغ قوي وحاد ويركّز بشدة على معالجته لتفشي فيروس كورونا وهو يقود عملية ناجحة للغاية.
وهذا المديح يسيء لبعض الأمريكيين لأنه ينطوي على خطر تشتيت الانتباه عن إخفاقاتنا في الرعاية الصحية، وهنا تكمن تصرفات ترامب الأكثر تدميراً من كلماته فقد اقترح تخفيضات هائلة في ميزانية مديكيد والمعاهد الوطنية للصحة ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها والتي إذا تم تنفيذها ستكون الولايات المتحدة أكثر عرضة لوباء كورونا.
إن النظام الصحي الأمريكي في حالة من الفوضى نتيجة الإخفاقات التي تعود إلى الوراء والتي يضاعف ترامب منها حالياً وتدمير برنامج أوباماكير دون تقديم أي شيء ليحل محله ذروة اللامسؤولية وتخريب.
بالفعل أدت سياسات ترامب إلى فقدان التأمين الصحي لـ 400000 طفل ونحن الأمريكيين نعيش في منزل زجاجي، فمتوسط عمر المولود الجديد في بكين (82 عاماً) وعمر المولود في واشنطن العاصمة (78 عاماً) ومدينة نيويورك (81 عاماً).
ومعركة الديمقراطيين الداخلية حول ما يسمى الرعاية الصحية للجميع ليست مهمة إلى حد كبير، لأن الخطة لن تحصل على موافقة الكونغرس وما هو ضروري ببساطة تحقيق تغطية طبية شاملة، إما عن طريق نظام دافع واحد (مثل بريطانيا) أو نظام متعدد اللاعبين (مثل ألمانيا) وكلاهما يعمل بشكل جيد.
في بعض النواحي الرعاية الصحية في أمريكا متميزة، فالعلاجات المتخصصة لمكافحة السرطان تنقذ الأرواح. لكن يوجد عيبان أساسيان في نظامنا: أولاً النتائج متوسطة وغير عادلة ويعيش الأمريكيون الأثرياء 20 عاماً أطول من الأمريكيين الفقراء والرجال الأمريكيون ذوو الدخل المنخفض لديهم طول عمر الرجال في السودان تقريباً كما أن العديد من المقاطعات الأمريكية لديها متوسط العمر المتوقع أقل من كمبوديا ونحن سيئين في أشياء بسيطة مثل تلقيح الأطفال ورواندا تمتلك نسبة أعلى من الفتيات اللواتي تم تطعيمهن للوقاية من سرطان عنق الرحم مقارنة بالولايات المتحدة.
تقول إحدى الدراسات أجراها آن كيس وأنجوس ديتون بعنوان “موت اليأس ومستقبل الرأسمالية” أن 21000 طفل أمريكي سيتم إنقاذهم كل عام لو كان لدينا فقط نفس معدلات الوفيات مثل بقية العالم الغني لذلك يموت طفلان أمريكيان كل ساعة لأن معدلات بقاء الطفل عندنا أسوأ من نظرائنا وحوالي 74 مليون أمريكي ليس لديهم تغطية أسنان أي حوالي أربعة أضعاف عددهم يفتقرون إلى التأمين الطبي عندما تتعفن أسنانهم فإنهم يعانون من آلام مبرحة ما يجب أن يكون غائباً في بلد غني مثل بلدنا.
إن الرعاية الصحية في الولايات المتحدة مستنقع أخلاقي والمشكلة الأساسية الثانية في نظام الرعاية الصحية لدينا هي أنها توفر نتائج الدرجة الثانية بتكلفة هائلة.
وتضيف الدراسة: إن هذا لا يشجع توظيف العمال ذوي الدخل المنخفض فمتوسط تكلفة بوليصة التأمين الصحي العائلي 20 ألف دولار، وهذا هو السبب في عدم قيام شركة بتوظيف موظف مبتدئ وتحمل تكاليف التأمين. فنحن ننفق كحد وسطي أكثر من 10000 دولار للشخص الواحد على الرعاية الصحية كل عام أي أكثر من ضعف ما تنفقه كل من فرنسا وكندا واليابان على الرغم من أن الفرنسيين والكنديين واليابانيين جميعهم يعيشون لفترة أطول.
للأسف المهنيون الصحيون هم جزء من المشكلة ولدى أطباء الأسنان ترخيص يمكنهم من إجراء عمليات بسيطة بسعر أرخص، وتحد مجموعات الأطباء من التدريب الطبي والأطباء الأجانب المؤهلين للحفاظ على الأسعار مرتفعة وحسب كيس ودايتون: “إن الصناعة التي من المفترض أن تحسن صحتنا تقوضها”.
ينبغي أن تكون انتخابات هذا العام بمثابة نقاش حول كل هذه القضايا كما ينبغي أن يذكرنا القلق من فيروس كورونا بخلل نظامنا الصحي، لماذا نحمل الصين المسؤولية؟ علينا نحن الأمريكيين أن ننظر أيضاً في المرآة.