ثقافةصحيفة البعث

الحوار التفاعلي البنّاء في الملتقى الأدبي الثقافي الشبابي

 

في جلسته الثانية لهذا العام، أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب ملتقاه الأدبي الثقافي الشبابي الشهري، الذي أداره الشاعر قحطان بيرقدار.. وعنه قال: هو ملتقى لأجيال مختلفة من الشعراء والقاصّين والنقاد، ولاسيما الشباب منهم والأصوات الجديدة الناشئة، وقد بدأ أولى جلساته مطلع عام 2016، واستمر نحو عامين ثم توقّف فترةً، وانطلقَ من جديد مطلع عام 2020، وذلك في يوم الاثنين الأخير من كل شهر، وقد عقدنا حتى الآن جلستين للملتقى في شهري كانون الثاني وشباط 2020، وتشرّفتُ بإدارة هذا الملتقى منذ كنتُ عضواً في الهيئة الإدارية لفرع دمشق، ولا أزال أديره حتى الآن برعاية وإشراف من هيئة فرع دمشق برئاسة د. محمد الحوراني.

يُحاول الملتقى الأدبيّ الشبابيّ الشهري أن يستقطبَ الشبابَ الجُدد الموهوبين في كتابة الشِّعر والقصة لتشجيعهم ومَدِّهم بالنصح والرعاية والتوجيه حتى تتطوّر تجاربهم مستقبلاً وتؤتي ثمارها، كما يستقطبُ أيضاً الأطفال الموهوبين، ويشاركُ فيه أدباء ذو تجارب معروفة أيضاً، وذلك لخلق حالةٍ من التفاعل الإيجابيّ المثمر بين الأجيال والتجارب، وقد حرصنا مع الانطلاقة الجديدة للملتقى على أن يكون معنا في كل جلسة ضيفٌ من الأدباء ذوي التجارب الناضجة، يُواكِبُ النصوصَ التي تُلقى في الجلسة نقدياً، ويقدم رأيه فيها وملاحظاته عليها، ثم يقرأ نصاً من نصوصه، كل ذلك في حالة من الحوار التفاعلي البنّاء بين الحاضرين من مختلف الأجيال.

“رد أدبي”
شاركت شآم جنبلاط في الفعالية من خلال نصين بعنوان “حبيبي المتمنع” و”رد أدبي” الذي جاء فيه:
في حرب من أهوى القتال ملذةٌ، ولأجل عينيه يطيب سهادي، لاتحسبن مودتي لك كذبةً، وأنا التي قد هام جلّ فؤادي، غلب الهوى مني الملامح والحشا، نارُ الجوى أقوى من الإخمادِ، مانفع حرف لايهيم بذكركم، هل تنفع الأقلامُ دون مدادِ، صدّق أنا إن غاب عني رسمكم، خلت القوافي وارتمت بحدادِ، هذي العيون وقد ملكت بريقها، قد لونت مادونكم بسوادِ، عفت الأماكن والمواضع كلَها، وبصدرك الجافي جعلت بلادي.

“صلاة”
و قرأت ثراء الرومي نصاً بعنوان “صلاة” قالت فيه:
على شرفة أنهكتها الصلاة، على الغائبين يعلِّق طفلي، ألف سؤالٍ بخيطِ الغمام، لماذا تضنُّ السماء بكل النجوم، التي تعرفين ولا تعرفين، بخالي وخالكِ، وابن الخال، وابن الخالة، ابن الصّديق وبنت الصديقة، ألن تشبع يا أمي أسماء، تواصل قطف النجوم، تزيّن فيها جبين المساء، وتتركنا في أكف الردى، أكفكف آهي.. أمد غصون حناني ليصعد، يورق في مقلتيه الضياء، أهدهد ذلك السؤال العصي، بألف جواب تمدُّ غضوناً، لألف سؤالٍ جديد يردُّ الصدى، حزيناً كعود يعانق جمر الوتر.

رسالة حب
“هل يثمر الملح”، و”رسالة حب” النصوص التي قرأتها آيات جوبان، وجاء فيها:
أمري وأمرك رهن في يدِ القدرِ، خذني بكفيك في منأىً من البشرِ، وحدي أنا طفلة والأرض موحشةٌ، خذني لأمنك من خوفٍ ومن خطرِ، عمري الَّذي ضاع بيداء أواخرها، سراب رملٍ فهب لي قطرة المطر، ليل المسافات حولي لا نهارَ له، ووحي روحك أغناني عن البصرِ، وهمسة منك في عودي اليبيس .. غدت، على مناياه.. أوراقاً على شجرِ، فاخضر عمري بعد الجدب مرتوياً، من نبع عشقك سلسالاً بلا كدرِ، أصداء خطوكِ تشجي مسمعي طرباً، كأنما وقعها ضربٌ على وترِ، كلحن ضحكتك الطاغي على شفتي، يا بارع العزف.. قلبي ليس من حجرِ، بيني وبينك أصقاعٌ وأزمنةٌ،لا تدرك الشمس يوماً صحبة القمرِ، تعال نكتب فوق الماء قصتنا.
“غفوة”
وبدوره قرأ حسن حسين الراعي “غفوة” قال فيها:
تضيق بي دربُ الحياةِ التي تصادرُ الحلمَ بلا رحمة أكفها تغلق باب السماء كيف أجتازُ فم اللحظة أموتُ جداً دون موت أنا أسطورة العسيس في الجمرة يظنُّ أيوب بأني صبرت أكثر الخلقِ على المحنة أأسكتُ القلبَ؟ أنا حائر من سوف يحمي النور في الظلمة أريد وقتاً لا يعد الخطا أو يسبق الروح إلى الجنة أريد بحراً واضحاً في دمي أريد ماءً كان في غيمتي أريد طفلاً لست أخشى عليه من نحيب القهر والدمعة أريدُ بيتاً يرتئيني أباً مكتملَ الحنكة والحكمة أريد زوجاً تشتهيني يقيناً يمسكُ الحب بلا مصادفة أريدني أين أنا يا أنا مازلت ألقيك إلى العزلة متى سأنجو من غدٍ عابث حين يثور العطر في الوردة كيف سأبني قامتي واثقاً غني، وإن غنى فمٌ، فانصت فشلت في كل آناً كنته سر، فالمسير غايةُ القبلة حتى إذا لم ألقني سوف يلقاكَ الخلود منتهى اللذة قال وغابَ في السراب احتمالاً فصحوتُ الآن من غفوتي.

“ياريم”
“يا ريم حبك” هو العنوان الذي قرأه سليم المغربي حيث قال: سنعود يا ريم هذا القلب فيك معلق وأرى نعيمي في بطون شقائي ما إن نظرت لها أذوبُ صبابةً وتدورُ بي أرجوحةُ الشعراء عجم صبا سيكا أرندحُ شادياً متفاعلن متفاعلن بغنائي هي من رهام العشق أولُ قطرة سقطت على روحي بشوق شتائي من بسمة جيش اللآلئ أظهرت أعلنتُ حباً للعدو ولائي ومضت ويتبعها الفؤادُ بخفة هيفاءُ ما أحلى خطا هيفائي قد أججت ناراً تزيدُ تسعراً قد حولت كلي إلى أشلاء يا أول الكلمات في كتب الهوى من يطارقني بكأس بكائي أواه يا سر الغرام..

“مسك الطهر”
وقرأت نيفين عصام الأزهر “مسك الطهر”:
نامت بخدودي عارية أشواقك من دون وثار ذبلت، وتلاشت حمرتها وتزملَ ميسمُ أزهاري ورميت رصاصك في قلبي فجرتْ بدمائكَ أشعاري لطختَ الطهر فيما فتئت تنزفُ من غدرِكَ أسراري تحتالُ لتسلُبَ من نبضي حباً من روحِ الأنوار لتعيش حياةً راغدةً وأنازعُ أنفاس العارِ تدعُ الأقدارُ لتحكمنا كم تجهل جوهر نواري معذرةً فرسائل قلبي ماتت من صمت الأحجارِ بالأمس حسبتك لي وطناً وغفوتُ بدفء الأسحار ولففت أماناً يحضنني ونسيت بحضنك أسواري لكنَّ الليل نوى طعني فصحوتُ الفجرَ بلا دارِ ومشيتُ بنارك تائهةً أتوسلُ عفوَ الأقدارِ وظننتك ملكاً قد سكنت أنوارك أرضَ الأغيارِ لكنك بشرٌ في ثوبٍ يتلألآ دون الأقمار اليوم رحلتُ على وجعي والدمعُ يصاحب مشواري فتذكر إن مرَ خيالي من روحكِ مسك الأطهارِ.
قرأ سليم المغربي (يا ريم حبك – سنعود)، قرأت نيفين عصام الأزهر (مسك الطهر)، قرأت فاطمة فجر (عن طريق الحب يا من لها في الخافقين دبيب -ـ ولما ارتديتك قلباً وفيا).. وقرأ جود دمشقي مجموعة من النصوص القصيرة.
جمان بركات