ثقافةصحيفة البعث

بسام ناصر: لننقذ أطفالنا من الألعاب المنتشرة على النت

 

 

بعد تجارب عديدة في مسرح الطفل يستعد المخرج بسام ناصر اليوم لتقديم مسرحية الأطفال “أون لاين” على خشبة مسرح راميتا، ويبيّن ناصر أن فكرة المسرحية تخاطب عالم الطفل والعائلة في ظل طغيان وسائل التواصل الحديثة على حياتنا وانعزال الأطفال نتيجة غرقهم الشديد بالألعاب المنتشرة على هذه الوسائل، وترصد المسرحية حالة طفل يدمن بشكل غير طبيعي على الألعاب نتيجة إهمال العائلة وانشغال الوالدين، فتتم الاستعانة بطبيب نفسي لتخليصه من هذا الوضع، ويقرر الطبيب أن يعيش مع الطفل وعائلته لمتابعة حالته، فيدخل في حوار معه لإخراجه من جو العزلة، مؤكداً ناصر أن المسرحية تلامس جميع العائلات في هذا العصر، وسيتم تقديمها ضمن قالب كوميدي، وهي تندرج ضمن إطار مسرح العائلة وتوجه رسائل عديدة، أهمها التأكيد على خطورة هذه الألعاب وضرورة الاهتمام بأطفالنا لإنقاذهم من أخطارها الكثيرة.

حرارة الموضوع
ويشير ناصر إلى أنه كتب النص عن فكرة لسالي النشواتي وفي ضوء حرارة الموضوع المطروح والذي له علاقة مباشرة بحياتنا الواقعية، وهذا ما اعتاد ناصر عليه في أعماله التي يحرص فيها على تجاوز مسألة الحكاية لقناعته أن مكانها الكتب وتسليط الضوء على قصص مستمدة من واقع أطفالنا، لذلك عمد في هذا العمل إلى تشكيل فريق منسجم والعمل وفق مبدأ الورشة، فقدَّم الجميع اقتراحاتهم، وخضع الأمر للنقاش والحوار، مستبعداً كمخرج الاقتراحات غير المناسبة للحكاية الأصلية وتبنى كل ما يخدمها وقد تم تطويره كثيراً على خشبة المسرح أثناء البروفات ليتم التعاون بين الجميع على ترميم بعض الثغرات الموجودة في البنية الدرامية للنص، وقد كتب ناصر شخصيات العمل وفي ذهنه الفنانون الذين يعرفهم جيداً، الأمر الذي سهَّل عملية رسم الشخصيات بشكل جيد، مؤكداً أن هذه الطريقة في الكتابة خطيرة في حال عدم معرفة الكاتب بالفنانين، وهي طريقة إيجابية جداً في حال معرفته بهم .

المتعة والفائدة
ويحيى بسام ناصر عودة شركة نتالي للإنتاج الفني لمسرح الطفل في وقت بات فيه طفلنا بأمس الحاجة لهذا المسرح الذي يحقق له المتعة والفائدة، ولمساعدته على التخلص مما بين يديه من تكنولوجيا جعلته منعزلاً عما حوله، مشيراً إلى أهمية وجود قطاع خاص يهتم بالمسرح ويقدم أعماله إلى جانب أعمال مديرية المسارح التي لم تتوقف عن تقديم الأعمال المسرحية الموجهة للطفل، ويسعده وجود نتائج إيجابية خرجت بها فرق مسرحية خاصة من خلال مشاركتها في مهرجان مسرح الطفل الذي تقيمه المديرية سنوياً، وهذا برأيه يأتي في إطار حرص المديرية على تفعيل النشاط المسرحي الجيد للقطاع الخاص ليكون مصدراً آخر من مصادر فرح أطفالنا.

رقابة ومتابعة
ويوضح ناصر أن العمل ضمن عالم الاحتراف الذي له علاقة بمؤسسة حكومية يلزم المخرج بتقديم عمل مسرحي ضمن مقاييس معينة في عالم الطفل، حيث التأكيد على تقديم أعمال باللغة العربية الفصحى دون الانجرار وراء الكوميديا على حساب مقولات العرض، ولكن هذا لا يعني أن الأمر مختلف كلياً في القطاع الخاص، حيث تخضع الأعمال التي يقدمها هذا المسرح لمتابعة من قبل مديرية المسارح، ولكن مع بعض المرونة، لذلك اعتمد ناصر في مسرحيته اللغة الثالثة مع تقديم متعة كوميدية لتمرير ما يريده العرض من جرعات معرفية بهدف خلق نوع من أنواع التفاعل بين الجمهور والعرض، وقد حرص على مشاركة أحد النجوم في العمل، حيث تم الاعتماد على الفنان أندريه اسكاف المشارك في معظم أعمال شركة نتالي، وهو الفنان المحبوب لدى الأطفال والذي له باع طويل في مجال مسرح الطفل، مؤكداً ناصر أن اسكاف فنان قدير ولديه حضور ساحر على خشبة المسرح، ويسعده أنه تعامل مع فنان لديه الخبرة التي اختصرت الكثير من الوقت والجهد أثناء البروفات، إلى جانب العلاقة الجيدة التي تربطه بفريق العمل، الأمر الذي خلق أجواء مريحة لتقديم كل ما هو ممتع للأطفال، منوهاً ناصر إلى أن التعامل مع القطاع الخاص يتمتع بخصوصية معينة، وخاصة على صعيد الديكور، فهو يحرص على ألا يكون ضخماً، لأن القطّاع الخاص لا يكتفي بعرض أعماله في مكان واحد، وغالباً ما يتنقل به بين المحافظات، لذلك اعتمد في “أون لاين” على الستائر وتوزيعها بشكل بسيط وهي صيغة تفي بالغرض المسرحي وتوحي بالمكان.

دعم القطاع الخاص
ولا ينكر بسام ناصر أن القطاع الخاص يحرص على عدم الخسارة في أعماله التي ينتجها، واستمراره محكوم بالربح المادي، في حين أن القطاع العام يقدم رسائل ثقافية ومعرفية دون الالتفات لموضوع الربح والخسارة.. من هنا تأتي برأيه أهمية دعم القطاع الخاص تشجيعاً له على تقديم أعمال جيدة لأطفالنا وعدم الانجرار وراء أساليب لا تناسب طفلنا بهدف تحقيق الربح لتغطية التكاليف.
ويشير ناصر إلى أن عروض “أون لاين” على خشبة مسرح راميتا تمتد لثلاثة أيام فقط: اليوم الخميس والجمعة والسبت بمعدل عرضين يومياً، الرابعة والسادسة مساء، لتقدم عروضها فيما بعد في عدد من المحافظات، منوهاً إلى مشاركتها في مهرجان اللاذقية لمسرح الطفل خلال شهر آذار، في حين يستعد مسرح الطفل والعرائس في مديرية المسارح والموسيقا لتقديم مجموعة من الأعمال للمخرجين: عبد السلام بدوي، نبيل سليمان، بسام ناصر.
يُذكر أن “أون لاين” من تمثيل: أندريه اسكاف، زهير بقاعي، راكان تحسين بيك، مريانا حداد، خالد مولوي، أحمد عيد الإضاءة محمد الإدلبي، الصوت علاء عباس، علاقات عامة مروى النايف، إدارة الإنتاج يوسف سلام.
أمينة عباس