الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

لافـــــروف: “الهدنـــة” مع الإرهابييــــن دعــــم لهم تحرير كفرنبل و3 قرى جديدة في ريف إدلب.. وإسقاط طائرة تركية مسيّرة

 

 

تابعت قواتنا الباسلة تقدّمها في ريف إدلب، وحررت بلدة كفرنبل، أبرز معاقل تنظيم جبهة النصرة في منطقة جبل الزاوية، وقرى معرتماتر ومعرتصين وبعربو، جنوب غرب مدينة معرة النعمان، وسط انهيارات في صفوف الإرهابيين، كما أسقطت طائرة مسيّرة لقوات النظام التركي في منطقة داديخ، فيما عثرت وحدات الجيش، وخلال استكمال أعمال تأمين المناطق المحررة غرب مدينة حلب، على ورشتين لتصنيع القذائف، ومعسكر للتدريب من مخلّفات الإرهابيين في منطقة المهندسين وقرية كفرجوم.
يأتي ذلك فيما استشهد مدني، وأصيب آخر بجروح بليغة نتيجة انفجار عبوة ناسفة لصقها إرهابيون بسيارة مدنية قرب ملعب تشرين بمدينة دمشق، كما أصيب شخص بانفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة مدنية في نفق الأمويين بدمشق، فيما قامت عناصر الهندسة في الجيش بتفجير عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في حي حلب الجديدة.
سياسياً، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن حديث بعض الدول الغربية عن هدنة مع الإرهابيين في إدلب لا يمثّل حرصاً على حقوق الإنسان، بل هو دعم لهم، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي، فيما وصف زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليتشدار أوغلو، سياسات وممارسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في سورية بأنها تتسم بـ “الجهل والغباء”، وتقوم على مطامع توسعية ليس لتركيا أو للشعب التركي أي مصلحة فيها.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات الجيش عمليات مكثّفة ضد الإرهابيين في بلدة كفرنبل، إحدى أهم معاقل الإرهاب بريف إدلب الجنوبي، وقرية حاس، أقصى الجنوب الغربي لريف معرة النعمان، ودحرت المجموعات الإرهابية، المدعومة من قبل النظام التركي، بعد تكبيدها خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد.
وبعد تحرير وحدات الجيش قريتي معرتماتر ومعرتصين تابعت عملياتها ضد تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي والمجموعات المرتبطة به، والمدعومة من النظام التركي، وحررت قرية بعربو، أقصى الجنوب الغربي لريف منطقة معرة النعمان، بعد تدمير تجمعات وتحصينات للإرهابيين فيها.
ولاحقت وحدات الجيش فلول الإرهابيين الفارة باتجاه مدينة كفرنبل وغيرها مما تبقى من ثغور لاذ بها الإرهابيون في ريف إدلب الجنوبي، وسط انهيارات في صفوفهم، أمام تقدّم وحدات الجيش على جبهات الاشتباك.
وحررت وحدات الجيش أمس الأول تل النار و8 قرى في ريف إدلب الجنوبي، أبرزها بلدة “حاس” الاستراتيجية، التي تعد البوابة الشرقية لمدينة “كفرنبل”، أبرز معاقل تنظيم القاعدة في منطقة “جبل الزاوية”.
وخلال استكمال أعمال تأمين المناطق المحررة من الإرهاب غرب مدينة حلب، عثرت وحدات من الجيش على ورشة لتصنيع القذائف الصاروخية والهاون من مخلّفات الإرهابيين، الذين حوّلوا معملاً خاصاً لصناعة الخيوط في منطقة المهندسين عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة حلب إلى مصنع للعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية، إضافة إلى مدفع هاون محلي الصنع.
وفي قرية كفرجوم إلى الغرب من الطريق الدولي حلب دمشق بالريف الجنوبي الغربي، أوضح ضابط ميداني أنه تم العثور خلال تمشيط القرية على مقر للتنظيمات الإرهابية في أحد معامل النسيج تم تحويله إلى مركز للتدريب وورشة لتصنيع القذائف، لافتاً إلى أن الإرهابيين سرقوا محتويات المعمل من خطوط إنتاج وآلات، وبيّن أنه ضبط في المركز والورشة مدافع تدريبية رشاشة من عيار 23 و14.5 مم وقواذف (ار بي جي) وقذائف هاون من عيارات متنوعة وقذائف محلية الصنع باستخدام أسطوانات الغاز “مدفع جهنم” وتجهيزات معدنية للتدريبات الرياضية وخنادق للتدريب، إضافة إلى أنواع مختلفة من الأدوية الطبية والأسرة الميدانية.
وفي هذا السياق، عثرت وحدات الجيش على أنفاق ومقرات محصّنة تحت الأرض للتنظيمات الإرهابية في منطقة تلة النار بريف إدلب الجنوبي بعد تحريرها من الإرهاب.
يأتي ذلك فيما فجّر إرهابيون عبوة ناسفة لصقوها بسيارة مدنية نوع هونداي كانت مركونة بمحيط ملعب تشرين في مدينة دمشق، ما أدى إلى استشهاد مدني وإصابة آخر بجروح بليغة تم نقله إلى مشفى المجتهد لتلقي العلاج.
وفي حلب، وبناء على معلومات تم الكشف من قبل عناصر الهندسة في الجيش عن وجود عبوة ناسفة تم زرعها في وقت سابق من قبل إرهابيين عند دوار شفا في حي حلب الجديدة، وقامت عناصر الهندسة بتفجيرها بعد تأمين السكان في المنطقة.
إلى ذلك، انفجر لغم أرضي من مخلّفات المجموعات الإرهابية عند دوار الليرمون، على الأطراف الشمالية من مدينة حلب، ما تسبب باستشهاد عاملين من مديرية خدمات حلب الجديدة أثناء قيامهما بعملهما في المنطقة.
سياسياً، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في إدلب، داعياً المجتمع الدولي إلى مساهمة حقيقية في مكافحة الإرهاب الذي يشكّل تهديداً للأمن والاستقرار في العالم، وأشار، في كلمة أمام الدورة الـ 43 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، إلى أن بعض الدول تدعم الإرهابيين لتنفيذ أجنداتها الخاصة، كما هو الحال في محافظة إدلب، مشدداً على ضرورة القضاء على الإرهاب فيها، وأضاف: “موقف بعض الزملاء تطغى عليه الرغبة في تبرير فظائع التنظيمات الإرهابية، والحديث عن هدنة مع الإرهابيين في إدلب لا يمثّل حرصاً على حقوق الإنسان، بل هو دعم لهم في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي”، مؤكداً أنه على المجتمع الدولي محاربة الإرهاب أينما وجد، لأنه يشكّل تهديداً للأمن والاستقرار في العالم.
من جانبه، أكد ممثل روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى غينادي غاتيلوف أن تفاقم الوضع في محافظة إدلب هو نتيجة مباشرة لـ “الاستفزازات” التي ينفّذها الإرهابيون هناك، وقال: “إن عملية مكافحة الإرهاب في سورية تنفّذها حكومتها الشرعية بما يتفق وقرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات الأخرى”، موضحاً أن أولئك الذين يحاولون “المقايضة” بشأن هذا الموضوع، ويهددون بعرقلة العملية السياسية، لأن الدولة السورية تفرض سيطرتها على أراضيها بشكل شرعي، ربما ليسوا مهتمين كثيراً بنجاح عمل لجنة مناقشة الدستور.
وبيّن غاتيلوف أنه تتم مناقشة الوضع في إدلب على مختلف المستويات، وقال: لكننا مازلنا لا نرى أي صلة مباشرة بين العملية السياسية والوضع هناك كما يحاول بعض شركائنا الإيحاء، حيث يتحججون بأنه لن تكون هناك عملية سياسية حتى يتم حل مشكلة إدلب.
وفي موسكو، أكد الباحث الروسي غريغوري لوكيانوف عضو المجلس الروسي للشؤون الدولية أن استمرار الولايات المتحدة بدعم وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية يمثّل خرقاً فاضحاً للمواثيق والقوانين الدولية، وقال: “إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة كما تدّعي بوقف العنف وحل الوضع الإنساني في سورية، فيجب عليها أولاً الامتناع عن إرسال الأسلحة إلى التنظيمات الإرهابية”، موضحاً أن الولايات المتحدة تمارس بشكل مستمر لعبة ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا الدولية، فيما لفت كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية بوريس دولغوف إلى أن كل الدلائل تؤكد أن الولايات المتحدة مستمرة بدعم “جبهة النصرة” وغيره من التنظيمات الإرهابية بهدف وقف تقدّم الجيش العربي السوري واستكمال تحريره الأراضي السورية من الإرهاب، وأضاف: إن كل ما يتذرع به الأمريكيون وحلفاؤهم الأوروبيون لتبرير دعمهم للإرهابيين في إدلب ليس سوى أكاذيب مختلقة، موضحاً أن الادعاءات التي يقدّمونها “لا تعتبر محض افتراء، وتخالف الواقع على الأرض فحسب، بل وتتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي التي اعتبرت “جبهة النصرة” وغيره من التنظيمات المنضوية تحت لوائه تنظيمات إرهابية، ووافقت الولايات المتحدة وغيرها على هذه القرارات بما في ذلك النظام التركي أيضاً، وبالتالي إن دعم هذه المجموعات هو انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة”.
وفي أنقرة، وصف زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بأنها تتسم بـ الجهل والغباء، وقال في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه: “إن أردوغان ومن معه في حكومته لا يفقهون أي شيء في السياسة الخارجية التي يجب ألا تبنى على حسابات شخصية، بل على أسس وطنية”، معتبراً أن سياسات وممارسات أردوغان في سورية وليبيا تقوم على مطامع توسعية، ليس لتركيا أو للشعب التركي أي مصلحة فيها.
ولفت كليتشدار أوغلو إلى أن “أردوغان ليس سوى أداة بيد الدول الامبريالية، كما أنه يكذب دائماً، ويخفي الحقائق عن الشعب التركي وخصوصاً فيما يتعلق بعلاقته بالإدارة الأمريكية و”إسرائيل”.
كما أكد وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي السابق يشار آوكيان أن أردوغان تدخّل في سورية انطلاقاً من عقيدته الإخوانية المتخلّفة ولإشباع غرائزه التي خلقت لتركيا الكثير من المشكلات، وقال: “أردوغان يدعم إرهابيي جبهة النصرة في إدلب أمام أعين العالم أجمع، وهو سبب الأزمة في سورية، حيث يدعم عشرات الآلاف من الإرهابيين”، فيما أكد الجنرال التركي المتقاعد خلدون صولماز تورك أن العدوان العسكري التركي على سورية خاطئ وفاشل بكل المقاييس باعتبار أن الجيش التركي موجود في أراضي دولة أخرى، ويدعم عصابات ومرتزقة، وطالب أردوغان بالتخلي عن دعمه إرهابيي “النصرة”.
وفي بيروت، أكد العلّامة اللبناني الشيخ عفيف النابلسي أن سورية بتلاحم جيشها وشعبها وقيادتها استطاعت أن تقاوم بكل بسالة وشجاعة الإرهاب وداعميه، وبقيت على موقفها الثابت في دعم المقاومة والقضية الفلسطينية، وقال خلال لقائه وفداً من اللجنة الأهلية للمصالحات الوطنية في سورية: “إن تحرير حلب يشكّل دعامة مهمة للنصر النهائي على الإرهابيين”، موضحاً أن سورية وحلفاءها أثبتوا أن الإيمان والإرادة كانا عاملين حاسمين في كل الإنجازات التي نعيشها اليوم، ولا شك أن المستقبل سيعزز موقع سورية المقاوم، وسيدفع بكل الغزاة والطامعين إلى الندم على ما فعلوه.