دراساتصحيفة البعث

بومبيو يسيِّس الوباء!

ترجمة: عناية ناصر
عن غلوبال تايمز 1/3/2020

اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصين وإيران بفرض رقابة على المعلومات حول تفشي فيروس كورونا، وتعريض دول أخرى لخطر أكبر. فهل اتهاماته عادلة؟ ولماذا يحاول بومبيو تسييس الوباء في هذه المرحلة الحرجة؟
التقى مراسل غلوبال تايمز لى تشينغ تشينغ مع اثنين من الخبراء الصينيين للحديث حول هذه المسألة، حيث قال ني فنغ ، نائب مدير معهد الدراسات الأمريكية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في هذه المقابلة: هذه هي عادة بومبيو، فهو متطرف في عدائه للصين، ويخضع إدراكه للصين بالكامل تقريباً لوجهة نظر أيديولوجية ، بدلاً من محاولة إصدار أحكام تستند إلى الحقائق.
وقال: في البداية لم نعرف شدة وطأة الوباء في ذلك الوقت، لكن أدركنا خطورة الفيروس مع تطور الوباء ، وتم القيام بإجراءات فعالة في الوقت المناسب، لكن بوميبو يطلق الاتهامات تجاه الصين وينتقد نظام البلاد ، مما يدل على أنه ينظر إلى الصين من منظور ضيق الأفق.
كانت هناك أصوات مختلفة حول فيرس كورونا في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، ناقض دونالد ترامب تحذير سابق لمركز السيطرة على الأمراض من الانتشار “المحتوم” لـ فيروس كورونا في الولايات المتحدة. الأمر الذي يكشف عن نزاع بين الإدارة الأمريكية ووكالة الوقاية والرقابة المهنية، فالساسة الأمريكيون لا يرغبون في إثارة حالة من الذعر، أو أنهم يعطون الأولوية للوضع الاقتصادي الأمريكي والانتخابات الرئاسية المقبلة.
يعتبر بومبيو وأمثاله أن الصين خصم استراتيجي، فهم يقولون أي شيء طالما أنه يضر بالصين. لقد جعلوا إلقاء اللوم على الصين سلوكاً معتاداً بغض النظر عما تفعله الصين، و لا يزال موقفهم هو نفسه حتى عند مواجهة الوباء ، وهو تحد يواجه البشرية. ومثل هذا التسييس لـ فيروس كورونا يعيق التعاون الدولي ويقود الولايات المتحدة إلى موقف سلبي في التعامل مع الفيروس.
ويقول شين تشيانغ ، نائب مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة فودان في شنغهاي، يلقي بومبيو باللوم في كل شيء على النظام السياسي لأي بلد تعتبره الولايات المتحدة خصماً لها من أجل تضخيم الرأي العام وخلق أعذار لممارسة الولايات المتحدة سياسة القمع وكسب الدعم سياسياً في الداخل ومن حلفاء الولايات المتحدة، لكن ذلك لا يلغي حقيقة أن تهجم بومبيو يشوه الحقائق.
يرى العالم بوضوح أن الصين لم تخفي تفشي الوباء، ومن الضروري الاعتراف أنه عند مواجهة فيروس كورونا أنه كان جديداً وغير مألوف ، وكانت هناك مشكلات في استجابة الحكومات المحلية. ومع ذلك تبنت الصين موقفاً منفتحاً ومسؤولاً تجاه الوباء. إضافة إلى نشر معلومات عن الوباء في الوقت المناسب ، كما أغلقت الصين مركز الوباء واعتمدت تدابير الحجر الصحي الصارمة لمنع الفيروس من الانتشار خارج حدودها، الأمر الذي قد يتسبب في أضرار اقتصادية قصيرة الأجل. تتشارك الصين أيضاً المعلومات حول فيروس كورونا مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من البلدان والمناطق المتضررة وتزودها بخدمات الوقاية. لقد تغاضى بومبيو عن كل هذا، فهو لا يُضيع أية فرصة لتشويه الحقائق وتشويه سمعة الصين أيضاً.
وبصفته وزيراً للخارجية الأمريكية وعضواً مهماً في إدارة ترامب، يتخذ بومبيو جميع الإجراءات في محاولة لاحتواء دول مثل الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة بمثابة خصم لها، وهذا يتفق مع الاستراتيجية الخارجية لإدارة ترامب، و يبذل بومبيو قصارى جهده للترويج لهذه الاستراتيجية وكسب حلفاء لها.
لذلك لا ينبغي إعارة أي اهتمام لمحاولة بومبيو التشهير بالصين، إذ لا توفر الصين جهداً للقضاء على هذا الوباء، وسيكون انتصارها على فيروس كورونا أفضل سلاح لمواجهة هذه الافتراءات.