ثقافةصحيفة البعث

ملتقى المقاومة احتفاء بالذكرى الواحدة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية

 

أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق احتفالية بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وكانت ملتقى للمقاومة من سورية وفلسطين، واستحضرت المدينة المقدسة “مشهد” في دمشق بلد المقاومة ومواجهة المعتدين. واستضافت الاحتفالية عدداً من الشعراء السوريين والفلسطينيين الذين ألقوا قصائدهم حول قيم الشهادة واتسمت بمعان مجدت الشهادة استُمدت من القرآن الكريم.

الدور التوعوي
وألقى الشيخ د.نبيل الحلباوي عضو مجلس أمناء جامعة بلاد الشام وإمام مقام السيدة رقية قصيدة قصيرة تبوح بالمقاومة “الدماء تحفر الخنادق وتشعل الحرائق لتطفئ الطغيان”، وتحدث عن دور المستشارية الثقافية الإيرانية التوعوي والفكري والثقافي باستضافتها المثقفين في هذا البلد المقاوم، منوّهاً بأن ما يجمع بين الثورة الإسلامية والمقاومة هو عبق الشهادة والانتصار، وأن مناسبة الاحتفال بالذكرى الواحدة والأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية كانت تخليداً لذكرى البطل قاسم السليماني، واحتفاءً بالانتصارات الأخيرة التي تحققت في أرض الميدان في سورية، وبمهرجان الشعر الرضوي.
ورأى المستشار الثقافي الإيراني أبو الفضل صالحي نيا أن أهل الفكر والشعراء يقاومون بما يقدمونه، فالثورة الإسلامية والمقاومة توءَمان، والمقاومة لها أشكال متعددة في كل مجالات الحياة، ومنها الثقافة.

قنديل السماء
وألقى الشاعر مجيب السوسي قصيدة صوّر فيها بطولة الشهيد قاسمي وتربص الأعداء به:
“يحار الموت/فيتبعه مراراً لكنه عاد/وفي يده العناد/لينهي قصيدته بأسلوب القسم “أقسم أن ربك عنك راض”.
وأشاد الشاعر محمد سعيد العتيق بما قدمه الجيش العربي السوري من بطولات وحيا محور المقاومة وكل الدول التي وقفت إلى جانب سورية، وخصّ قصيدته بالشهيد القاسمي:
“رأيت النصر يشرق من قباب/ويعلو في تعاليه الغمام/وحلق قلبك الرقراق طيراً/ شوقاً أتيت مقاوماً كل العدا”.
أما الشاعرة الفلسطينية خلود قدورة فلقبت السليماني بابن الكرامة واستحضرت في قصيدتها، مئذنة القدس والمسيح المصلوب ومريم، لتصل إلى:
لا الشعر ينصف أحزاناً بحنجرتي/ولا عرفت لذي الغصات تبديلا
وتابع الشاعر صالح حاج صالح الملقب بالشاعر الأخضر ابن إدلب بقصيدة استهلها بالثورة الإسلامية كما استحضر فيها الحسين.
وتفجرت في أرض فارس ثورة /إيران قنديل السماء تراها
ثم ألقى قصيدة الشهيد قاسم سليماني بعنوان”الوردة والسيف”:
ياوردة فاحت بها الأنام/وتألمت من فقده الأقلام/والبدر سُمر فجأة لغيابه/أما الجبال تصدعت أقسام”. ليصل بقفلة القصيدة إلى عجزه عن وصفه وكذلك الرسام “وبرسمه يعجز الرسام” ويقفل قصيدته بالقسم” أقسمت أنك نجمة وسط السماء”.

الإيثار
وتغنى الشاعر عبد العظيم جحجاح بخلق الشهيد قاسمي المتأصلة المستمدة من خلق آل البيت:
روح يجللها التقى وتزينها/ من خلف آل محمد آثار/زانتك بالخلق الرفيع، ليصل إلى صفاته “وبعض صفاتك الإيثار”
واستمدت قصيدة الشاعر محمد خالد الخضر من وحي الحرب الكونية على سورية فيرى بأن الأخ الحقيقي من يقف وقت الشدة مع أخيه كما فعلت إيران:
أخوك من كان في الضراء ينتسب/لجرحك الصعب فاشهد يا أدب
ثم يخصّ البطل قاسمي الذي كان له دور بطولي بتحرير مناطق في سورية منها دير الزور والبوكمال وغيرها:
يا قاسم الحق الأشعار قاصرة/حتى إذا ملأت أوراقها الكتب، لينهي قصيدته بالانتقام لقاسمي:
لاينفع الشعر أو لا ينفع الأدب/إلا إذا انتقم الباقون عن شرف/ذكرى الإمام الرضا عليه السلام”.
وفي القسم الثاني من الاحتفالية تحدث الشيخ د. نبيل حلباوي عن مهرجان الشعر الرضوي نسبة إلى الإمام الرضا عليه السلام الذي أقيم في كازاخستان، وفاز فيه ثلاثة شعراء، إذ حصلت الشاعرة اللبنانية فاطمة سحمراني على الجائزة الأولى، وفاز الشاعر السوري محمد حديفي بالجائزة الثانية والشاعر السوري سليمان السلمان بالجائزة الثالثة، وسلم السيد علي رضا آيتي القائم بأعمال السفارة والشيخ د. نبيل حلباوي والمستشار الثقافي صالحي نيا والأديب د. مالك صقور درع التكريم وشهادة مشاركة والجائزة النقدية للشاعرين السوريين.
ثم تحدث الشاعر محمد حديفي عن زيارته لمدينة مشهد مع د. مالك صقور مدينة الإمام رضا عليه السلام وقرأ قصيدته التي حصلت على الجائزة بعنوان ” ابتهالات أمام حجارة المرقد” استهلها بتكريم إيران بالإمام الرضا:
آت لمشهد علّ الله يمنحني/ من فيض طهر إذا غاليت في الطلب/ إيران تخرج من ويلات محنتها/ عين الرضي على إيران كالحجب، استحضر فيها سيرة الإمام الرضا عليه السلام وأخلاقه الكريمة والغدر به واستشهاده في مشهد التي شهدت على هذه الحادثة، وغدت مدينة مقدسة يؤمها المسلمون.
أما الشاعر سليمان السلمان فقرأ قصيدته الفائزة بالجائزة والتي أطلق عليها “سلاسل ذهب” بدأها بالمخاطبة وأسلوب الأمر:
فاسترجع الزمن الماضي بما قيلا/تلقى المدائح باسم الحق منبعها/فتستزيد أصول الحق تأصيلا” ليصل إلى:
يا طيب الذكر هذي مشهد بلد/ مثواك فيه غدا بالخلد موصولا”

شركاء في المقاومة
وتحدث في الاحتفالية الأديب د. مالك صقور رئيس اتحاد الكتّاب العرب عن زيارته لمدينة مشهد ومشاهد العبادة فيها، وعن سيرة الشهيد الإمام الرضا، وتابع عن استشهاد قاسم السليماني وعن محور المقاومة في بلد المقاومة سورية، ليصل إلى قوله: “نحن شركاء بالمقاومة” ونوّه إلى أهمية اللقاءات بين الأدباء السوريين والإيرانيين وأساتذة الجامعات في إيران والاتفاق على تكرار هذه اللقاءات الهادفة.
واختُتمت الاحتفالية بمباركة الشيخ د. الحلباوي بذكرى الثورة الإسلامية والاحتفال بها في كل عام مع استمرار المقاومة ومحاربة الصهيونية والوعد بالصلاة في القدس الشريف والمسجد الأقصى.
ملده شويكاني