صحيفة البعثمحليات

الربط السككي مع الأردن أولوية عروض ومحفزات استثمارية لتنفيذ “نقل الضواحي” والتمويل ينتظر الحسم

 

دمشق – ميس خليل
تعمل المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي بشكل مستمر على تحديث المحاور المتفرعة من المحطة الأم “محطة الحجاز” والاستفادة منها نظراً لموقعها وسط مدينة دمشق وامتدادها لضواحي المدينة والمناطق الحيوية المحيطة بالعاصمة، بما يتيح الحصول على شبكة سككية كهربائية حديثة متطورة، وتعمل في هذا الإطار على استكمال مشروع نقل الضواحي بالقطارات الكهربائية الذي تم إطلاقه بالتعاون مع كوادر جامعة دمشق لحل أزمة النقل بين دمشق وريفها بعد توقف العمل به خلال سنوات الأزمة.

أربعة محاور
وأوضح حسنين علي مدير المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي في تصريح خاص لـ”البعث” أن الخطوط الحديدية الواقعة في المنطقة الجنوبية هي الأقدم في سورية، ما يتطلب جهوداً مكثفة لتفعيل قطاع النقل السككي وخاصة في دمشق وريفها، وعليه فإن المؤسسة تستكمل حالياً الخطوات العملية لتنفيذ مشروع نقل الضواحي من خلال نفقين الأول من منطقة الحجاز باتجاه محطة القدم بطول 5 كم ونسبة التنفيذ وصلت فيه إلى 70%، والمحور الآخر من محطة الحجاز باتجاه منطقة الربوة بطول 2كم ونسبة التنفيذ 70%، وهذان النفقان هما النواة الأساسية للمشروع، ويساهمان بتفادي التقاطعات المرورية على اعتبار أن القطار الكهربائي تصل سرعته إلى 160 كم في الساعة، ما يستوجب عدم وجود تقاطعات مع الطرق العامة.
وذكر علي أن المحور الممتد من الحجاز إلى قطنا موجود، ولكنه بحاجة إلى تطوير، والمحور الثاني من الحجاز باتجاه القدم – صحنايا – الكسوة ودير علي وصولاً إلى منطقة غباغب مهم جداً، وخاصة بعد تلقي المؤسسة طلبات من الجامعات الخاصة بعد عودة الأمن والأمان إلى دمشق ومحيطها ومحافظة درعا وعودة الجامعات الخاصة إلى عملها لإمكانية نقل الطلاب عبر القطارات، وخاصة مع وجود ما يقارب40 ألف طالب يومياً، الأمر الذي سيخفف أعباءً كبيرة عن الجامعات والطلاب، أما المحور الثالث فهو باتجاه الربوة -الهامة – قدسيا وهو موجود أيضاً ويحتاج إلى تطوير، في حين أن المحور الرابع من الحجاز إلى القدم فالسيدة زينب لمدينة المعارض ومن ثم مطار دمشق الدولي، ويتم حالياً إحداث صيانات لمحطة القدم، منوهاً إلى أن المؤسسة حرصت على تشغيل خط الزبداني حيث تم الوصول في عام 2017 إلى الزبداني بقطار النزهة.

محفزات
وقامت المؤسسة -وفقاً لعلي- بإطلاق المشروع للراغبين بالتمويل والتنفيذ باعتبار أن مشاريع السكك الحديدية مكلفة جداً وبحاجة إلى تمويل، وقد تلقت المؤسسة عروضاً من شركات صينية وإيرانية وروسية، حيث عرض عدد من الشركات التمويل من خلال القروض، مشيراً إلى أنه يجري التفاوض حالياً على طريقة التمويل والتنفيذ وفق مبدأ الـbot بدل القرض.
وأوضح علي أن تكلفة مشروع نقل الضواحي تصل إلى نصف مليار ليرة، ورغبة بإنجاح المشروع تمت إضافة مجموعة من المحفزات الاستثمارية الداعمة له باعتبار أن مشاريع السكك الحديدية هي مشاريع خدمية في كل دول العالم، لذلك تمت إضافة فعاليات تجارية خدمية ملحقة بالمحطات تساهم في دعم المشروع وتزيد من رغبة المستثمرين “مجموعة فنادق أو مولات تجارية يستفيد منها المستثمر ومجمعات تجارية في محطة القدم – محطات تجارية في القطار والسيدة زينب”، وعن المدة الزمنية أشار علي إلى أنه في حال التوصل مع إحدى الشركات إلى اتفاق، سيكون المشروع جاهزاً خلال خمس سنوات، أما في حال عدم وجود شركات ترغب باستثمار هذه المشاريع بشكل كامل فليس هناك مانع من تجزئة المحاور وقيام عدة شركات بإنجاز المشروع. وعن الربط السككي مع دول الجوار أشار علي إلى أن الربط مع لبنان والأردن كان موجوداً قبل الأحداث، ويتم العمل حالياً على صيانة خط دمشق درعا الحدود الأردنية، نظراً لمساهمته بنقل البضائع بين دمشق وعمان، ويتم التنسيق مع الجانب الأردني بهذا الخصوص، أما بالنسبة لخط سرغايا الحدود اللبنانية فالمؤسسة كانت تعمل على إيصال الخط لمدينة رياق اللبنانية، وكان لديها عقد مع الجانب اللبناني لتنفيذ الخط.

تمويل ذاتي
وأوضح علي أن المؤسسة منذ عام 2013 تقوم بالتمويل الذاتي على الرغم من تعرّض قسم كبير من خطوطها في دمشق وريفها ودرعا للتخريب من خلال إدارة واستثمار العقارات الواقعة في المنطقة الجنوبية، كاشفاً أن الإيرادات المحققة في عام 2019 بلغت ما يقارب ملياراً و200 مليون ليرة، إضافة إلى الإيرادات الناتجة عن معمل تصنيع لوحات السيارات، إذ نفذت المؤسسة تصنيع ما يقارب 61209 من أزواج اللوحات في عام 2019، مشيراً إلى أن المؤسسة تستكمل مشاريعها الاستثمارية وتتابع حالياً الإجراءات اللازمة لمعالجة وضع الاستثمار للعقارات الجارية بملكيتها في محافظة درعا لوضعها بالاستثمار الأمر المعول عليه لتحقيق إيرادات كبيرة لمصلحة المؤسسة، أما فيما يخص المشروع الذي تم طرحه في العام الماضي بالتنسيق مع وزارة السياحة لإقامة فندق خمس نجوم على أرض العقار 748 في منطقة الحجاز، فبيّن مدير المؤسسة أنه سيتم تنفيذه من شركة الحجاز المستقلة بمبلغ وقدره مليار و600 مليون ليرة، وهذا البدل تصاعدي، أي إقامة فندق خمس نجوم على أرض مساحتها 5100 متر مؤلف من 12 طابقاً كلفته التقديرية 60 مليون دولار، أما البدل الاستثماري السنوي فهو مليار و600 مليون ويتصاعد كل 3 سنوات بنسبة 5% ويصل الإيراد السنوي تقديرياً إلى مليارين و300 مليون.
وذكر علي أن مجموع الاعتمادات المخصصة لخطة 2020 بلغ 785 مليون ليرة، وحاز مشروع تطوير معمل لوحات السيارات الحصة الأكبر من الخطة بمبلغ وقدره خمسمائة وخمسة وخمسون مليون ليرة، أما خطة التدريب للعاملين فتم رصد ما يقارب ثلاثة ملايين ليرة.