الصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد الاعتقالات.. ناشطون ينتقدون إجراءات النظام السعودي

 

شهدت “مملكة الرمال” مؤخراً أزمات داخلية عديدة، كأزمة اعتقال الأمراء، وصولاً إلى الهبوط الحاد الذي شهدته البورصة المحلية، بفعل تراجع أسعار النفط، وما رافق ذلك من انتشار لفيروس “كورونا”.
وفي ظل الصمت الرسمي حيال الأحداث التي حصلت خلال الآونة الأخيرة في السعودية، وعلى الرغم من القمع الذي فرضته السلطات على وسائل الإعلام، وأيضاً على مواقع التواصل، إلا أن هناك حملة اعتراض واسعة على الممارسات داخل المملكة.
فقد هبطت مؤشرات أسواق المال في السعودية والدول الخليجية الأخرى بشكل حاد، بعد إخفاق تحالف “أوبك بلاس” في الاتفاق على خفض إضافي في إنتاج النفط بهدف رفع الأسعار المتأثّرة بانتشار كورونا، ونتج عن ذلك أزمة مستجدة في الاقتصاد السعودي، استفزت السعوديين، وخاصة بعد الانهيار الذي شهدته أسهم شركة “أرامكو”، التي كانت طرحت جزءاً من أسهمها للاكتتاب العام في شهر تشرين الثاني الماضي، ضمن خطة ولي عهد النظام المعروفة بـ “رؤية 2030”.
الأزمة أفرزت خسائر كبيرة، لكثير من المواطنين، الذين اكتتبوا على أسهم الشركة، فعبّروا عن انزعاجهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تراجع سعر السهم.
إلى ذلك، انتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، السلوك والممارسات داخل المملكة من اعتقالات وقمع، رافضين تلك السياسات المتبعة، وشرح أحدهم عن سبب اختيار محمد بن سلمان، لهذا التوقيت بالذات للقيام بالاعتقالات، معتبراً أن محمد بن نايف، وعمه أحمد بن عبد العزيز، “يشكّلان تهديداً مباشراً عليه لأسباب، أهمها أن ابن نايف لا يزال يتمتع بشعبية وحضور جماهيري”، حسب تعبيره.
وعلى خطٍّ موازٍ، لم تغب أزمة فيروس كورونا عن المملكة، حيث عبّرت معظم التغريدات التي نشرت على “تويتر” عن الامتعاض من “التكتم الذي اعتمدته الجهات الرسمية”.
وسجّلت هذه التطورات حالة من الاعتراض بين السعوديين، الذين طرحوا تساؤلات عديدة حول دوافعها وتوقيتها، ويشيرون ساخرين إلى أن “دولة منقبة من رأسها لأسفل قدميها وتطالب بالإفصاح”، ويضيفون: “استغلال سياسي وقح بدا واضحاً في قرار فرض حجر صحي على محافظة القطيف.. سوف يفرض حصاراً على الطريقة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.. النظام السعودي يستغل كل ظرف لخدمة غرض سياسي، وما يجري في القطيف ليس مفصولاً عن اعتقالات الأمراء وعن تطورات أخرى في الإقليم”.
كما اختار مغردون آخرون مهاجمة المحللين، الذين يعتمدون الخطاب السياسي الطائفي، معتبرين أن هذا النوع من الكلام يؤدي إلى إشعال الفتنة، ويضيفون: “إذا كانت الشخصيات التي تظهر في الإعلام بهذا المستوى من التفكير، فكيف هو الحال بمن يستمعوا لهم؟!”.
ونشرت وزارة خارجية النظام السعودي قراراً أعلنت فيه منع السفر إلى إيران، وطلبت من المواطنين الإفصاح عن الحالات التي زارت طهران، وإلا ستقوم بمنعهم من السفر لمدة 5 سنوات، وستتخذ إجراءات أمنية.
وبالتزامن مع القرار، أطلق الناشطون السعوديون هاشتاغ “القطيف في قلوبنا” تضامناً مع أهل القطيف، بوجه الممارسات القمعية التي اتبعتها السلطة ضدهم.