صحيفة البعثمحليات

تطــبــيــق تعسّفي لــربـــط الجــامــعــة بســــوق العــمـــل.. خـريجــو 2019 ينتظــرون مـن ينصفـهــم في مفاضـلـة الصحـة الترميمية!

تتكرّر كل عام مشكلة استيعاب خريجي الكليات الطبية مع صدور المفاضلات كلٌ في وقتها، في وقت يشكو فيه خريجو تلك الكليات من قلة عدد مقاعد مفاضلات الاختصاص وارتفاع المعدلات المطلوبة، على الرغم من النقص الحاصل في الكادر الطبي الذي سبّبته الحرب، مع طرح سؤال إشكالي أيضاً هو لماذا يتم قبول كل تلك الأعداد الكبيرة إذا لم يتم استيعابها؟.
منذ عدة أيام صدرت مفاضلة الصحة الترميمية التي اعترض عليها عدد كبير من الطلاب الخريجين على عدد المقاعد القليل نسبياً، مقارنةً مع السنوات السابقة حيث طالب الخريجون بزيادة عدد مقاعد الاختصاص، وهي المشكلة نفسها التي حدثت في العام الفائت وتم حلها عن طريق زيادة سبعمائة وخمسين مقعداً بعد تدخّل من وزير الصحة شخصياً، حسبما أوضح رئيس الهيئة السورية للاختصاصات الطبية الدكتور يونس قبلان للطلاب الذين قابلوه لعرض مشكلتهم عليه، والذي بدوره وبعد أخذٍ وردّ حوّلهم إلى وزارة الصحة، ونحن لسنا هنا بصدد شرح تفاصيل ما حدث مع الطلاب الخريجين الذين لم يلقَ صوتهم الصدى المنشود في الوزارة بسبب عدم تمكّنهم من إيصال شكواهم إلى الجهة المسؤولة.

الربط بسوق العمل!
عدد كبير من الخريجين بمعدلات مرتفعة جداً لم يتمكنوا من الحصول على مقعد في الاختصاص الذي يرغبون به، فماذا نريد أكثر من طالب معدّله 89 بالمئة؟ أليس من الإنصاف أن يختار الاختصاص الذي يرغب به؟ وهنا يبرز المطلب الأساسي للطلاب وهو توحيد المفاضلة، بحيث يحصل كل طالب على حقه بالتفاضل من دون أن يتأثر غيره بانفكاكه أو متابعته اختصاصه، لأن الطالب الذي بذل كل طاقته من حقه أن يضمن مستقبله، وحتى الطالب الذي حصل على معدل فوق الوسط والذي تضرّر، لأن غيره سجّل وانفكّ فيما بعد ولم يطلب بدلاء عنهم حقهم، أيضاً أن يحصلوا على مقعدٍ، ما يعيدنا إلى أصل المشكلة وهي خللٌ وسوء تخطيط من الأساس، وربما ترجع أسباب هذه المشكلة إلى العدد الهائل من الخريجين وإمكانيات المشافي المتواضعة.

مفاضلة “الصحة”
أحد أهم أهداف الهيئة السورية للاختصاصات الطبية هو توحيد الشهادة، وبالتالي توحيد موضوع المفاضلة والسعي لتكون مفاضلة واحدة “وزارة الصحة والدفاع والتعليم العالي والداخلية”، وهذا ما يُعمل عليه منذ فترة من خلال عقد اجتماعات معينة، ولكن موضوع تواؤم الوقت هو ما يختلف، هذا ما أكده معاون وزير الصحة للشؤون الفنية الدكتور أحمد خليفاوي في حديثه لـ”البعث” قائلاً: اليوم نعمل ضمن خطوات معينة لنصل إلى مرحلة توحيد المفاضلة، علماً أنه ومن خلال عدة مفاضلات صدرت مفاضلة الصحة مع مفاضلة وزارة الداخلية بآن واحد.
ويوضح خليفاوي أنه لدى وزارة الصحة مفاضلة نظامية وهي التي يتم فيها جمع الاحتياجات من جميع مديريات الصحة بمشافيها وهيئاتها المستقلة، ويتضح من خلال هذا الجمع القدرة الاستيعابية في هذه الأقسام المختلفة سواء جراحة أم قلبية أم نسائية وغيرها للتدريب، وما يهم الوزارة هو جودة المنتج أي أن يتم تخريج هذا الطبيب المقيم كطبيب أخصائي كفؤ، بالتالي لا نستطيع أن نضع عشرة أطباء في قسم طاقته الاستيعابية أربعة مقيمون “مثلاً” لأننا هنا سنخلّ بالعملية التعليمية، إضافة إلى أننا في كل مراكزنا المعتمدة للتدريب، لدينا ما يطلق عليه اعتمادية المركز التي تقوم من خلال المجالس العلمية للاختصاص التي تحدّد، وعلى سبيل المثال في اختصاص القلبية تعتمد مركز الباسل في دمر للتدريب بواقع عدد محدّد من الأطباء المقيمين الذين يمكن استيعابهم في سبيل الحصول على القدرة العلمية المطلوبة، هذا ما يحكمنا بطلب أعداد المقيمين والاختصاصات المختلفة، وبالعودة إلى المفاضلة الأساسية نرصد عدد الأطباء العامين الذين تسرّبوا، لتأتي المفاضلة الترميمية وتسدّ الثغرة في هذه الأماكن، ويبيّن خليفاوي أن إعلان المفاضلة واضح حيث لا يحق التقدم إلى المفاضلة لمن حصل على فرصة سابقة، وأحد أهداف توحيد المفاضلة هو أن ننتهي من موضوع الازدواجية مع تأكيد عدم قبول الطالب في المفاضلة، إلا إذا مضى على انسحابه من المكان الآخر على الأقل فترة زمنية تتجاوز الشهرين حتى نضمن عدم حصوله على فرصة لطالبٍ آخر، وهذا ما كان يحدث في السنوات السابقة، حيث كان الطالب يستطيع أن ينسحب ويقدّم مباشرةً لدينا، ما أثار إشكالية كبيرة لتأثيره في الأعداد وأعداد المقبولين ما ينتج عنه إخلال بالعملية العددية في مكان ما.

خلل ترميمي!
لا يخفى أن العام الماضي شهد خللاً بموضوع تقدير الاحتياجات واتضح أن هناك سعة استيعاب أعلى في الأماكن الشاغرة في المفاضلة الترميمية بمعنى أننا لم نخلق أماكن جديدة، لذلك وبعد التأكد من وجود شواغر لم يتم لحظها في المفاضلة الترميمية السابقة تمت زيادة 750 مقعداً، أما هذا العام فقد تأكدنا تماماً بعد إجراء عدة مراجعات على الشواغر في كل المحافظات لتتم تعبئتها بشكل كامل، وهنا يوضح خليفاوي أن الوزارة كان لديها 98 مشفى خدمياً وتعليمياً، وفي فترة الحرب تقريباً 54 مشفى خرجت بسبب استهدافها بشكل كامل أو جزئي من الخدمة، وبالتأكيد عند عودتها للخدمة وفق إمكانيات وخطط إعادة الإعمار والميزانية الاستثمارية للوزارة سيتحسن الوضع، وعند عودة المشافي للعمل في المستقبل القريب سيستفيد منها الطلاب.
ومن الجدير بالذكر أن عدد مقاعد هذا العام أقل بألف مقعد مقارنة مع السنة الماضية (1606 مقاعد هذه السنة مقابل 2489 مقعداً السنة السابقة)، علماً أن خريجي هذا العام هم أكثر عدداً. ونختم بالقول: مع وجود ألف طالب خريج تقريباً لديهم المشكلة نفسها؟! نترك الموضوع بعهدة وزارة الصحة للنظر بأمرهم!.
لينا عدرة