الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

سورية تدعو “حظر الكيماوي” إلى تغيير نهجها وتأكيد موضوعيتها طهران: لسورية الحق بفرض سيادتها الوطنية على كل أراضيها

 

 

أكد السفير بسام صباغ المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الأمانة الفنية للمنظمة بأمس الحاجة الآن إلى تغيير نهجها، مشدداً على ضرورة حياديتها واستقلالها وموضوعيتها بما يعيد الثقة بالتقارير التي ستصدر عن فرقها مستقبلاً، فيما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن لسورية الحق بفرض سيادتها الوطنية على كل أراضيها، واعتبر المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في تصريحات “أن مسار عملية أستانا هو الطريق الوحيد لحل الأزمة في سورية وأكثرها سهولة لإعادة السلام والاستقرار إليها”.
وأشار صباغ، في كلمة ألقاها خلال أعمال الدورة الثالثة والتسعين للمجلس التنفيذي للمنظمة، التي تعقد حالياً في لاهاي، إلى توالي التسريبات المتصلة بتقرير بعثة تقصي الحقائق حول الحادثة المزعومة في دوما، حيث تمّ نشر وثائق داخلية ورسائل متبادلة بين موظفي الأمانة الفنية تكشف تحريفاً للحقائق وتلاعباً بالمعلومات، مضيفاً: إن ما تمّ الكشف عنه خلال جلسة الإحاطة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بصيغة اريا في الـ 20 من كانون الثاني من هذا العام يجب أن ينذر جميع الدول الأطراف بالخطر، وذلك جراء التحريف الخطير لتقرير دوما وحجم الضغوط الخارجية التي مورست على أعضاء بعثة تقصي الحقائق.
وأوضح صباغ أن ما قامت به الأمانة الفنية للمنظمة لمواجهة هذا التحدي لعملها لم يكن بالمستوى المطلوب إذ فشلت في الإحاطة التي عقدتها يوم الـ 6 من شباط الماضي بخصوص التحقيق الداخلي في خرق السرية بالمنظمة في الرد على مضمون تلك التسريبات وكشفت معضلة حول أيهما أهم السرية أو كشف الحقيقة.
وشدّد صباغ على أن إصرار الأمانة الفنية للمنظمة على نهج التهرّب من مواجهة الحقيقة وتجاهل مسألة تحريف الحقائق والتلاعب بالمعلومات في التقرير النهائي للحادثة المزعومة في دوما وتأييد تقييم بعيد عن الحقيقة والمنطق تقف وراءه الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة من الدول الغربية بغية تبرير عدوانها على سورية يعكس حالة غير طبيعية وغير مهنية للعمل داخل المنظمة، مشيراً إلى أن الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأمس الحاجة الآن إلى تغيير نهج عملها وتأكيد حياديتها واستقلالها وموضوعيتها بما يعيد الثقة بالتقارير التي ستصدر عن الفرق التابعة لها مستقبلاً.
وجدّد صباغ إدانة سورية لاستخدام الاسلحة الكيميائية في أي مكان وتحت أي ظروف وتحذيرها المستمر من تنامي أعمال الإرهاب الدولي وخطر حيازة التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها المواد الكيميائية السامة واستخدامها كسلاح، معرباً في هذا المجال عن رفضه للمحاولات المستمرة من بعض الدول الغربية لاتهام سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية واستنكاره للتجاهل المتعمد للمعلومات التي توفرها سورية بشكل متواتر للمنظمة والأمم المتحدة حول تحضيرات الإرهابيين وداعميهم لمسرحيات مفبركة عن حالات استخدام مواد كيميائية من أجل اتهام الجيش العربي السوري في كل مرة يقوم بهزيمة هؤلاء الارهابيين.
وأشار صباغ إلى أن أحدث مثال على ذلك هو ما حصل مؤخراً في ريفي محافظتي حلب وإدلب أثناء عمليات الجيش العربي السوري ضد المجموعات الإرهابية حيث تمّ تقديم معلومات مهمة عن نقل وإيصال مواد كيميائية سامة من تركيا إلى سورية لمجموعات تتلقى الدعم من مخابرات نظام أردوغان للعمل على تذخيرها في مقرات تتبع لجماعة “الخوذ البيضاء” الإرهابية وبإشراف عناصر استخبارات تركية وأمريكية وذلك لاستخدامها أثناء تقدم الجيش العربي السوري في تلك المناطق ولكن مع الأسف لم يتمّ التعامل مع هذه المعلومات المهمة.
ولفت صباغ إلى أن الدول التي رعت إنشاء “فريق التحقيق وتحديد الهوية” المنقوص الشرعية تستمر في حملتها لتسويق العمل غير القانوني الذي يقوم به هذا الفريق وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً بحملة مريبة في عواصم بعض الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لتسويق مسبق للاستنتاجات التي ستصدر في تقرير هذا الفريق وبما يخدم أجنداتها السياسية في استهداف الجمهورية العربية السورية تحت ذريعة حماية اتفاقية الأسلحة الكيميائية وتقديم الدعم لجهود الأمانة الفنية للمنظمة.
واستنكر المندوب الدائم تولي الدبلوماسيين الأمريكيين مسؤولية الإجابة عن أي تساؤلات لدى تلك الدول بشأن العمل الذي تقوم به منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وضمان أن الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي لديها الخلفية اللازمة لعمل فريق التحقيق وتحديد الهوية وإزالة أي خلط بشأن ولاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذا المجال، معتبراً أن هذا المسعى الأمريكي يثبت بوضوح أمرين.. الأول معرفتها المسبقة بما سيرد من استنتاجات في هذا التقرير، إن لم تكن قد أرسلت مسبقاً وفداً للاجتماع مع أعضاء الفريق لفرض رؤيتها عليه، على غرار ما حصل عند إعداد تقرير بعثة تقصي الحقائق حول الحادثة المزعومة في دوما.. والثاني استمرارها في سياستها بممارسة الضغوط من خلال استخدام هذا النوع من التقارير كأداة لتحقيق أهدافها المعادية لسورية.
وأكد صباغ أن الجمهورية العربية السورية مستمرة في تقديم أقصى أشكال التعاون مع الأمانة الفنية للمنظمة، ورحبت بزيارة فرقها المختلفة إلى سورية، مشدداً على ضرورة مراعاة الإجراءات الواجب اتباعها في تقييم الوضع الأمني لأي منطقة من سورية والتي تقتضي الحصول على رأي وموافقة السلطات السورية المختصة بشأن تنفيذ مثل هذه الزيارات وبما يضمن سلامة وأمن مفتشيها.
يأتي ذلك فيما ندد سفير روسيا السابق في أفغانستان ميخائيل كوناروفسكي بعدوان النظام التركي على الأراضي السورية، مشيراً إلى أن تدخل النظام التركي السافر في محافظة إدلب أدى إلى “تفاقم الأوضاع فيها”، واعتبر أن الوضع في إدلب “يتطلّب تحمّل المسؤولية من قبل جميع البلدان المنخرطة بالأزمة في سورية”، مبيناً أن المجموعة الجوفضائية الروسية موجودة في سورية بصورة قانونية وبطلب من الدولة السورية لتقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب.
من جانبه، أشار نائب مدير معهد التحاليل السياسية والعسكرية ألكسندر خرامتشيخين إلى أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يريد تحقيق أحلامه في إحياء السلطنة العثمانية، مشدداً على ضرورة المحافظة على وحدة وسيادة الأراضي السورية وخروج قوات الاحتلال التركي منها، وجدد التأكيد على أن حل الأزمة في سورية غير ممكن إلا بالطرق السياسية.
بدوره أكد المستشرق الروسي فاسيلي كرافتسوف أن مزاعم أردوغان فيما يتعلق بوجود قواته على الأراضي السورية كاذبة ومتناقضة.
وفي نيودلهي، أكد السفير والدبلوماسي الهندي السابق راجان ابيانكر أن نظام أردوغان يحمي ويدعم التنظيمات الإرهابية في سورية ويحاول تقويض جهود الحكومة السورية لدحر الإرهابيين من مدينة إدلب وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد.
وقال ابيانكر، الذي عمل سفيراً لبلاده لدى سورية وتركيا وقبرص وسكرتيراً لوزارة الخارجية الهندية، “إن أردوغان يحمي الإرهابيين في سورية ويمارس الحيلة والخداع لتحقيق ذلك”، مشدّداً على حق الدولة السورية في القضاء على الإرهاب الموجود على أراضيها، وأشار إلى أن أردوغان يعاني أزمات داخلية يحاول الهروب منها عبر تدخله في سورية وإثارة أزمة اللاجئين، لافتاً إلى أن سورية ورغم كل ما تواجهه تباشر بعمليات إعادة الإعمار والعودة إلى القيام بدورها في المنطقة.
وفي براغ، أدان رئيس المجموعة البرلمانية التشيكية للصداقة مع سورية الدكتور ستانيسلاف غروسبيتش الأعمال الإجرامية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية المدعومة من الاحتلال التركي بحق الأهالي في شمال شرق سورية، وقال: إن إرهابيي هذه التنظيمات وداعميهم من المحتلين لا يكتفون بأعمال النهب والسطو على ممتلكات الأهالي بل يقومون أيضاً بسرقة القطع الفنية الأثرية التي توثّق تاريخ سورية الحضاري، وينهبون الإرث الوطني الثقافي السوري، مشيراً إلى أن هذه الأعمال المشينة تظهر المستوى الأخلاقي المنحط للمحتلين الأتراك وأدواتهم الإرهابية والإجرامية، وأعرب عن ثقته بأن الجيش العربي السوري سيحرر إدلب من الإرهابيين وينهي الوجود العسكري غير الشرعي للقوات التركية وغيرها على الأراضي السورية.