ثقافةصحيفة البعث

أريج دوارة: أميل لفكرة التجديد وأرفض القولبة في الفن

 

قَدِمَت من عالم الأدب إلى رحاب الفن السابع، وبعد إنجازها لعدة أفلام قصيرة توجت مسيرتها بفيلم “مئة ليرة” الذي حصل مؤخراً على عدة جوائز في مهرجان الساقية للأفلام القصيرة في مصر: البرونزية لأفضل فيلم، وجائزة التميز في التمثيل للفنان ميخائيل صليبي، وجائزة أفضل قصة وسيناريو وحوار لنور خير الأنام، بعد أن كان الفيلم قد نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الجمهور ليشكل نقلة نوعية لها في مسيرتها السينمائية التي تصفها بالمتواضعة حتى الآن.
ماذا عن أهمية مشاركة الفيلم في المهرجان وحصوله على ثلاث جوائز فيه؟
المشاركة بحد ذاتها كانت أمراً مهماً حتى لو لم أحصل على جوائز كون الفيلم منحة مقدمة من المؤسسة العامة للسينما كمشروع تخرج لي من دبلوم العلوم السينمائية كطالبة، لذلك فإن مشاركة الفيلم في مهرجان عريق كمهرجان الساقية يُعتبر إنجازاً لأول أحلامي، فما بالك وقد حصد ثلاث جوائز على صعيد الأداء والتمثيل والنص والحوار والجائزة البرونزية كأفضل فيلم ضمن مشاركات عديدة من جميع أنحاء الوطن العربي.
وهل توقعتِ حصوله على هذه الجوائز؟
كان عندي شك في حصوله على جوائز خارج سورية، ومن هنا تأتي أهمية الجائزة التي تقطع أي شكوك للفنان، وهي شكوك يعيشها بعد إنهاء أي عمل فني من خلال نقده الذاتي لما أنجزه قبل أن يستمع لأي نقد من مختص، وهي حالة صحية يعيشها الفنان وتجعله دائماً يطمح للأفضل دون أن يصل إلى حالة الرضى الكامل.
أية خصوصية لفيلم “مئة ليرة”؟
أعتقد أن خصوصيته تنبع من البساطة في الطرح والعمق في المضمون وملامسة أحداث عايشها الكثيرون من الأشخاص والتذكير بمرحلة كاملة وهي زمن التسعينيات بكل تفاصيلها.
وما هي المرحلة التي يمثلها هذا الفيلم لك كمخرجة؟
مازلتُ في مرحلة التجريب، وحتى الآن لم تتحدد سمة واضحة لأسلوبي، خاصة وأنني أميل إلى فكرة التجديد، وأرفض الخوف والقولبة في الفن تحديداً.
ما قبل دراستك للدبلوم وما بعده وما بين الفيلم الأول لك وهذا الفيلم، ما الذي تغير بنظرتك لعالم السينما؟
“مئة ليرة” ليرة فيلمي الثالث بعد “مي وملح” و”أحلام خاصة” ولكنه التجربة الأنضج بعد دراستي لدبلوم العلوم السينمائية، لذلك يبدو الاختلاف واضحاً في آلية التفكير والتنفيذ.. عند دراستي للدبلوم صارت السينما شغفاً وهوية بالنسبة لي، وهنا من الضروري أن أشكر كل الأساتذة الذين درّسونا في الدبلوم والمؤسسة العامة للسينما التي ألغت فكرة أن دراسة الإخراج حلم مرتبط بالسفر خارج سورية.
ما هو أكبر تحدّ تواجهينه اليوم بعد تتويج “مئة ليرة” بكل هذه الجوائز؟
التحدي اليوم هو في تقديم المختلف والمحافظة على السوية، وأن تكون لي بصمة خاصة في السينما السورية الشابة.
ما هو مفهومك لفن السينما؟ وكيف تترجمين ذلك في أفلامك؟
السينما هي فن الصورة ونقل الأحاسيس والأفكار من الشاشة إلى المشاهد بسلاسة، لذلك هي الأثير الذي نتنفسه في كل لحظة دون الشعور بالعناء أو ملاحظة ذلك، والأهم في السينما هو ذلك الأثر والتأثير الذي تحدثه، خاصة وأنها الوسيلة الأهم لتخليد اللحظات التي لا تنسى.
كتبتِ الرواية والقصة والشعر قبل دخولك عالم الإخراج، فماذا استفدتِ من عالم الأدب الذي قدمتِ منه؟ وكيف وظفتِ مهارة الكتابة في أفلامك؟
كتابتي للرواية والشعر كانت الخطوة الأولى التي مهدت لأن أكون مخرجة سينمائية.. ولأن الخيال أكثر أهمية من المعرفة، وفيه تبنى المشاهد والأماكن والأصوات، وحتى الروائح، لذلك ساعدني التقاطي للصور في الشعر والرواية بمهنة الإخراج.
مابين تعب الكتابة في الراوية والشعر والقصة ومتعة الإخراج لمن تميلين أكثر؟
مرحلة الكتابة متعبة جداً بقدر أهميتها، ولكن مرحلة الإخراج هي الأمتع بالنسبة لي لأنها هي الخلق الفعلي للورق وبث الروح فيه، وفي النهاية فإن المُشاهد يهمه النتيجة النهائية والصورة المحسوسة الأقرب لعقله ولقلبه.
ماذا بعد فيلم “مئة ليرة”؟
فيلم احترافي مع المؤسسة العامة للسينما سيكون مختلفاً مع تأكيدي على أن مؤسسة السينما على الرغم من إمكانياتها البسيطة إلا أنها تتمتع بمصداقية كبيرة أكثر من أية شركة خاصة ما زالت تهمش السينما وتعتبرها مشروعاً خاسراً..
فيلم “مئة ليرة” من تمثيل ياسر سلمون، بشار أبو عاصي، ميخائيل صليبي، سامر عبطو، رغد عزقول، ليث المغربي.
أمينة عباس