أخبارصحيفة البعث

“المؤتمر الإيغوري العالمي” .. حلقة تدخل جديدة

 

 

تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تدخلها في الشؤون الداخلية للصين عبر مسارات متعددة تتمثّل في تأجيج موضوع هونغ كونغ، وتشويه انتصار الصين في معركتها على فيروس كورونا الجديد، والضغط على دول العالم لإيقاف التبادل التجاري مع الصين، والحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان، وغيرها من القضايا التي تشتغلها الإدارة الأمريكية لزعزعة استقرار الصين، وضرب وحدتها الداخلية.
ويعد موضوع إقليم شنيجيانغ واحداً من أهم أدوات التدخل الأمريكي بشؤون الصين، فبعد الدعم الأمريكي العلني لمجموعات إرهابية نفّذت عمليات تخريبية في الإقليم ومناطق من الصين، أعلنت إدارة ترامب أنها بصدد تنظيم “المؤتمر الإيغوري العالمي” تحت مسمى الحديث عن حقوق الإنسان، وقد كشفت وسائل إعلام أمريكية قبل وسائل الإعلام العالمية النقاب عن الهدف الحقيقي لهذا المؤتمر الذي ترعاه الولايات المتحدة، والمتمثّل في القيام بالمزيد من الأعمال العدائية والتخريبية المعادية للصين.
ويعد موقع الأخبار المستقلة الأمريكية على الانترنت من بين وسائل الإعلام التي تحدّثت عن الموضوع، ولفت في مقال تحت عنوان “استكشاف حقيقة المؤتمر الإيغوري العالمي” إلى أنه في الوقت الذي تمد الصين يدها للعالم في الحرب على فيروس كورونا الجديد، وترسل فرقاً طبية إلى دول العالم، وتقدّم كل مساعدة ممكنة، فإن الولايات المتحدة تواصل سلوكها التخريبي والعدائي تجاه الصين، وهذه المرة من خلال إعادة استغلال موضوع إقليم شينجيانغ، بهدف ضرب وحدة واستقرار الصين.
وقال الموقع: إن المنظمة تسعى إلى طرح معلومة مغلوطة، وهي أن “المؤتمر الإيغوري العالمي” “منظمة لحقوق الإنسان”، في حين أن المؤتمر هو الذراع التنفيذية والتخريبية للولايات المتحدة الأمريكية بشأن خططها تجاه الصين، ويحظى المؤتمر بدعم مالي كبير من “صندوق الولايات المتحدة للديمقراطية”، ويعمل على استقطاب الإرهابيين، وتنفيذ عمليات إرهابية بهدف فصل المقاطعات الصينية عن بعضها، وزجها في حرب أهلية.
ويتخذ “المؤتمر الإيغوري العالمي” من ميونيخ بألمانيا مقراً لنشاطاته، ولديه 33 فرعاً في 18 دولة ومنطقة حول العالم، وهو المؤسسة التنفيذية الأساسية التي تعتمدها واشنطن في إطار “الحرب الباردة الجديدة” التي تشنها ضد الصين، حيث يقدّم صندوق “الديمقراطية الأمريكي” للمؤتمر مئات ملايين الدولارات كل عام، وهي أموال دافعي الضرائب الأمريكية، ويندرج هذا الدعم المالي الأمريكي في إطار دعم كل حركات المعارضة وجماعات “المجتمع المدني” والمنظمات الإعلامية والتي هي بحقيقتها منظمات إرهابية تحت مسعى تخريب البلدان التي تتعارض سياساتها مع سياسات واشنطن.
ومنذ العام 2016، وهو العام الذي شهد بدء عودة العافية والسلام إلى الإقليم، وبعد سياسات ناجحة طبّقتها الصين لاحتواء التمرد الإرهابي، وعلى مسارات تنموية وتربوية وتعليمية، ودعم في كل مجالات الحياة للإقليم، قدّم صندوق الديمقراطية 1.284 مليون دولار لتمويل نشاطات المؤتمر الإيغوري العالمي، كما قدّم تمويلاً بعشرات ملايين الدولارات لمنظمات معادية للصين وتابعة للمؤتمر، وغالبيتها مؤسسات إعلامية في إطار الحرب الإعلامية الناعمة التي تشنها واشنطن على الصين، ومن بين تلك المؤسسات يبرز “راديو آسيا الحرة” الذي يعمل على إعداد ونشر الشائعات المتعلقة بإقليم شينجيانغ.
وتعد مهمة وسائل الإعلام الناعمة ذات أهمية كبرى في الحرب الباردة على الصين، حيث أعدت وسائل إعلام غربية تقارير مفبركة عن الأوضاع في شينجيانغ، وحاولت إظهار الإرهابيين الانفصاليين في الإقليم على أنهم دعاة حقوق إنسان، وضغطت على العديد من قادة وحكام دول العالم لاستقبالهم والترويج لأفكارهم في إطار “المؤتمر الإيغوري العالمي”، وبعضهم يحتل اليوم مناصب مفصلية في “وسائل الإعلام المعادية للصين” ومنها راديو آسيا الحرة.
ويبرز من بين الانفصاليين “عمر كانات” رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الإيغوري العالمي، وكان عمل محرر أخبار لمدة عشرة سنوات في راديو آسيا الحرة، وكذلك “روشان عباس” زعيمة ما يسمى مشروع حقوق الإيغور، والتي كانت أول صحفية تتلقى دعماً مالياً من الكونغرس الأمريكي، حين أنشأت شعبة برامج إيغورية في راديو آسيا الحرة عام 1998، وقد تزوجت لاحقاً من تركي أمريكي، وعملت لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
إن الزعم الأمريكي بأن المؤتمر الإيغوري العالمي هو حركة “سلمية مناهضة للعنف والإرهاب” زعم غير صحيح بدليل أن المؤتمر وفروعه وإرهابييه في العالم على اتصال مع منظمة “الذئب الرمادي” اليمينية التركية التي تتولى التخطيط لأعمال إرهابية في إقليم شينجيانغ، وهي متورطة بإعادة نشر الإرهاب فيه بعد سنوات الاستقرار منذ عام 2016، وتعمل المنظمة التركية على دعم منظمة “تركستان الشرقية”، وهي الواجهة الفعلية للمؤتمر.
وقد كشفت تقارير عن دور كبير للنظام التركي في عملية التخريب داخل الإقليم، ولدرجة أن قياديين في المؤتمر الإيغوري العالمي ومنظمة تركستان الشرقية وجهوا دعوة إلى تركيا كي تتدخل بشكل مماثل لتدخلها في سورية وليبيا.
ويرى متابعون أنه على الرغم من ازدياد حمى الحرب الباردة التي تشنها واشنطن على الصين، وتحديداً منذ العام 2018، وتأجيجها المتواصل لموضوع إقليم شينجيانغ، وترويج مواد إعلامية بأن الصين تنتهك حقوق الإنسان، وأنه يجب دعم المؤتمر الإيغوري العالمي، إلا أن متابعة مؤشرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية ومستوى الدخل والمعيشة لسكان الإقليم تكشف مدى التقدّم الذي حققته الصين داخل الإقليم، وهي سياسة متبعة في كل الإقليم والمقاطعات، ما يجعل هستيريا واشنطن الدائرة هذه الأيام حول شينجيانغ والمؤتمر الإيغوري العالمي مجرد جعجعة سياسية فاشلة في “حربها الباردة” الفاشلة على الصين.
عمر المقداد