دراساتصحيفة البعث

كورونا خارج كفاءة ترامب الفكرية

ترجمة: عائدة أسعد
عن نيويورك تايمز
أعلن دونالد ترامب مرة أخرى أن فيروس كورونا تحت السيطرة تماماً، وأن أية انطباعات على عكس ذلك مجرد أخبار مزيفة، وهنا يمكن طرح السؤال: هل هي المرة الأولى التي يكذب فيها ترامب؟.
إن اطمئنان ترامب حول هذه القضية الخطيرة، وبأن كل شيء على ما يرام، يؤدي إلى تفاقم حالة الذعر وذلك يثبت أعماق أوهامه، فهو في الوقت الذي يغرد بمدحه لنفسه كانت الأسواق العالمية في حالة من السقوط الحر.
وأفضل مؤشر على انهيار الثقة هو ما يحدث لأسعار الفائدة التي انخفضت وبسرعة، كما حدث خلال الأزمة المالية عام 2008، ومن المتوقع أن يحصل ركود ضمني في الأسواق وعجز اقتصادي كبير على مدار عدد من السنوات.
ويمكن القول إن وضعنا الحالي أسوأ مما كان عليه في عام 2008، لأنه على الأقل كان لدينا قيادة اعترفت بخطورة الأزمة بدلاً من رفضها كلها باعتبارها مؤامرة ليبرالية.
وتكشف السجلات أنه مع تطور الأزمة المالية كان اليمينيون أيضاً في حالة إنكار عميق، أو يميلون إلى نبذ الأخبار السيئة أو نسبها إلى المؤامرات الليبرالية أو الإعلامية، ولم يعترفوا بما اعترف به كبار المسؤولين في المراحل الأخيرة من الانهيار المالي.
لقد نشأت الأزمة المالية عام 2008 بسبب انهيار فقاعة السكن الهائلة، لكن الكثير من اليمينيين أنكروا وجود أي شيء، وعندها بدأ الاقتصاد بالتراجع وظل الجمهوريون في حالة إنكار عميق.
وحتى مع فشل بنك “ليمان برازرز” الذي دفع الاقتصاد إلى الانهيار بقي المحافظون في حالة إنكار، وبعد أن ساعدت الأزمة الاقتصادية باراك أوباما على الفوز في انتخابات عام 2008 أعلن النقاد اليمينيون أنها كانت مؤامرة يسارية.
إن استجابة ترامب الوهمية الغامضة للفيروس تشبه الطريقة التي تعامل بها اليمين مع الأزمة المالية قبل أكثر من عشر سنوات، ولكن ما هو مختلف الآن هو أنه من المحتمل أن يكون عواقب مميتة للإنكار والتأخير الناتج عن ذلك.
إن إنكار الفيروس يهدر وقتاً حاسماً، وهو الوقت الذي كان من الممكن استخدامه لإبطاء انتشاره، لأن الوباء سيتحرك بسرعة كبيرة وسيثقل كاهل المشافي الأمريكية، وعدم إجراء اختبارات واسعة النطاق من البداية  يعني أن الفيروس سينتشر بسرعة، ومع ذلك لا يوجد أي تلميح حتى الآن بأن الإدارة مستعدة لاتخاذ أنواع تدابير الصحة العامة التي قد تحدّ من وتيرة هذا الانتشار.
خلاصة القول: إن أزمة فيروس كورونا لا تتعلّق فقط بترامب، لكن عدم كفاءته الفكرية والعاطفية وجنونه وانعدام الأمن يسهم بالتأكيد في تفاقم المشكلة، وفي رفضه مواجهة حقائق غير مريحة، وفي إسناده كل الأخبار السيئة إلى المؤامرات الشريرة علامة على أنه لا يستطيع التعامل مع الحقيقة، وأنه لم يتعلم الدروس المستفادة من عام 2008.