صحيفة البعثمحليات

٣٥٠٠ دونم خطة مشروع التشجير المثمر وعائد اقتصادي

 

 

طرطوس – رشا سليمان
تتميز طبيعة محافظة طرطوس بكثرة الجبال والوديان، وتمتدّ مساحات الأراضي التي لو استصلحت بالشكل الأمثل لأصبحت مساحات زراعية واسعة ترفد السهول في طرطوس بالإنتاج الزراعي الذي يعدّ ركيزة الاقتصاد الأساسية في سورية، ويعتبر مشروع التشجير المثمر دائرة إنتاجية استثمارية من ضمن دوائر مديرية الزراعة من خلال الآليات العاملة وفق أجور رمزية لخدمة المزارعين بشكل أساسي بغية استثمار هذه الأراضي غير القابلة للزراعة باستصلاحها وتحويلها إلى أراضٍ زراعية قابلة للإنتاج الزراعي من خلال كوادرها الإدارية والفنية في الدائرة. وبيّن م. علي يونس مدير زراعة طرطوس أنه يتم استصلاح الأراضي ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة والوعرة وتحويلها إلى أراضٍ قابلة للزراعة وعلى كامل مساحة المحافظة، وتتم الاستفادة من الاستصلاح بموجب رخصة تنظم من لجان فنية تابعة للمديرية في دوائر المناطق، ولفت إلى أنه يمكن تأجير الآليات للقطاع الخاص أو العام بموجب موافقة مسبقة من الوزارة وبأجور استثنائية، وأضاف: إن آليات المشروع تقوم بشق وتعزيل الطرق الحراجية أيضاً بموجب خطة معدة مسبقاً، إضافة إلى شق طرق زراعية بموجب موافقات وتنازل من الأهالي مدفوعة التكاليف، ولفت إلى أنه يتم الكشف على الأرض المراد استصلاحها وبيان وضعها الجغرافي (انحدارها وطبيعة ونسبة الصخور الموجودة فيها)، ويتم تقاضي أجور من المزارعين بموجب قرار صادر من وزير الزراعة والإصلاح الزراعي وهذه الأجور رمزية دعماً للمزارعين، وتحدّد قيمة الأجور بناء على ساعات العمل المنجزة في الأراضي المستصلحة، ويتم تحصيلها من خلال تقاضي نسبة ٢٥% من القيمة التقريبية للأجور بموجب إيصالات، ويتم فيما بعد تقاضي أجور الساعات بشكل مسبق إلى حين استكمال عملية الاستصلاح، إذ يتم الانتهاء من تحصيل الأجور بانتهاء عملية الاستصلاح، وتختلف أجور الساعات حسب نوعية الآلية إذ تبدأ من ٤٨٠٠ ليرة حتى ٨٠٠٠ ليرة للساعة الواحدة، وأشار إلى أنه يتوفر في المشروع آليات ثقيلة بلدوزرات (كاتربللر وكوماتسو) وتركس جنزير وآليات خدمة متنوعة، وجميعها في العمل، لكن عدد هذه الآليات قليل وقلة آليات الخدمة لا تفي بالغرض لجهة متابعة العمل، وهي آليات قديمة تحتاج إلى صيانة دائمة، وقطع التبديل اللازمة لإصلاحها غالية ومكلفة.
والمشروع يعتبر رابحاً اقتصادياً، إذ يتم تحويل أراضٍ غير قابلة للزراعة إلى أراضٍ زراعية ومنتجة أو إعادة استصلاح أراضٍ ذات طبيعة صعبة وقاسية إلى أراضٍ زراعية ومنتجة، ونظراً للإقبال الكبير على عمليات الاستصلاح من المزارعين ترغب دائرة التشجير المثمر في زيادة عدد الآليات الثقيلة (بلدوزرات وباكر مع رأس نقار وتركسات جنزير ودولاب) لأن ذلك يزيد المساحات المستصلحة، وبالتالي زيادة الإنتاج والفائدة المباشرة للمزارعين مادياً والبلد اقتصادياً، وعن خطة العمل للعام الحالي تم إقرارها من الوزارة بموجب خطة استصلاح تبلغ /٣٥٠٠/ دونم، ونتيجة لاستصلاح هذه المساحات من الأراضي الزراعية، يقوم مزارعون بزراعتها بكل أنواع الزراعات الممكنة بما يتناسب مع طبيعة الأراضي وهي تحقق لهم ولأسرهم موارد للعيش وتطوير حياتهم المادية، وبالتالي دعم الإنتاج المحلي من حيث الاكتفاء الذاتي ورفد الأسواق بالمنتجات الزراعية التي يحتاج إليها المواطن السوري والتخفيف من استيراد المنتجات الزراعية، ويتم تصدير الفائض من الإنتاج وتحقيق أرباح وزيادة في الناتج الوطني والدخل القومي وتقوية الاقتصاد الوطني.