الصفحة الاولىصحيفة البعث

حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين مهددة جراء الإهمال الطبي المتعمّد

 

حياة آلاف الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال باتت مهددة بالموت، في ظل رفض الاحتلال إدخال أدوات التعقيم إلى المعتقلات والتصدي لفيروس كورونا المستجد، الذي ارتفع عدد المصابين به على مستوى العالم إلى نحو 183 ألفاً في 162 دولة وإقليماً، توفي منهم أكثر من سبعة آلاف.
وأعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال أن إدارة السجون لا تتخذ أي إجراءات وقائية حقيقية ضد فيروس كورونا “غير مصادرة المزيد من حقوقهم”، وأشارت إلى أن احتجاز الأسرى الإداريين من دون تهمة، في ظل انتشار وباء كورونا، جريمة إنسانية، مضيفةً: “إن من حق الأسرى أن يكونوا مع ذويهم في هذا الظرف”.
وأوضحت في بيانها أن قرصنة الحقوق، بمنع زيارة ذوي الأسرى، ومنع المنظفات من الكانتينا، هي ما اتخذته إدارة السجون كإجراء وقائي ضد كورونا، مؤكدةً أن قيادة الحركة الأسيرة تجري مشاوراتها للتصدي لهذه الهجمة بما يتناسب مع حجم الانتهاك والاستفراد رغم الظروف الصعبة.
الخارجية الفلسطينية أكدت في بيان لها أن ممارسات سلطات الاحتلال العنصرية تشكّل جزءاً من الإرهاب المنظّم الذي تمارسه في حربها على الوجود الفلسطيني، والتي تطال هذه المرة الصحة العامة للأسرى، مشيرةً إلى أن ما يقوم به الاحتلال يأتي في وقت تتكاثف فيه الجهود الدولية والإنسانية لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين أوضحت أن ممارسات الاحتلال بمنع اتخاذ تدابير احترازية من الفيروس تهدد حياة 5000 آلاف أسير فلسطيني، بينهم 200 طفل و700 مريض يعانون أمراضاً مزمنة، مثل القلب والكلى والسرطان والسكر، وعشرات النساء وكبار السن، حيث يرفض الاحتلال تزويدهم بمواد التنظيف والتعقيم، كما يرفض الإفراج عن ذوي المناعة الضعيفة نتيجة تعمده إهمال ظروفهم الصحية واحتجازهم بظروف غاية في السوء.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة قال: “إن هناك قلقاً كبيراً على حياة الأسرى من انتشار فيروس كورونا في ظل تردي الأوضاع الصحية للمئات منهم من أطفال ونساء وكبار في السن. وانعدام المواد الطبية والإهمال الطبي المتعمد بحقهم، وعدم توفير مواد التعقيم والازدحام في غرف المعتقلات، وعدم اتخاذ إجراءات تمنع انتقال الفيروس إليهم”.
وأوضح فروانة أن سلطات الاحتلال منعت الأهالي والمحامين من زيارة الأسرى، ولا أحد يعلم ظروفهم الصحية والنفسية مع انتشار فيروس كورونا، لافتاً إلى أن احتمال انتقال العدوى لهم وارد جداً، لأن كل ظروف ذلك متوافرة، وإذا حدث ذلك ستكون الكارثة، مطالباً المجتمع الدولي بتدخل عاجل لإنقاذ حياة الأسرى، وإيفاد لجنة طبية دولية عاجلة للاطلاع على أوضاعهم وإنقاذ حياتهم.
رئيس جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد بيّن أن معتقلات الاحتلال موبوءة بالأمراض ومليئة بالحشرات، ولا توجد فيها تهوية، ونسبة الرطوبة فيها مرتفعة، ما يجعلها بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا، لافتاً إلى أن رفض الاحتلال إدخال مواد التعقيم سيفاقم الأوضاع الصحية للأسرى سوءاً، ما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المؤسسات الدولية للضغط عليه، والإفراج الفوري عن الأسرى المرضى وكبار السن والأطفال.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير المحرر أحمد أبو السعود أشار إلى أن ما يرتكبه الاحتلال بحق الأسرى جريمة بحق الإنسانية وخاصة مع انتشار فيروس كورونا، فاحتمال انتقال العدوى إليهم كبير جداً، الأمر الذي ستنتج عنه كارثة حقيقية تطال معظم الأسرى، وتهدد حياتهم بالموت، فيما العالم منشغل بمكافحة الفيروس، ولا يلتفت إلى حياتهم.
وبيّن أبو السعود أن سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى أودت بحياة العشرات منهم، وهم الآن يواجهون ظروفاً خطيرة تضاف إلى أوضاعهم الصحية الصعبة، مطالباً المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال على الإفراج الفوري عنهم.
المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم حذّر من الخطر الشديد على حياة الأسرى في ظل تعمّد الاحتلال منع إجراءات التصدي لفيروس كورونا، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لإنقاذ حياة الأسرى، وإجراء فحوصات طبية لهم للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.
أهالي الأسرى، بدورهم، يخشون على حياة أبنائهم داخل معتقلات الاحتلال في ظل تعمّده التضييق المستمر عليهم ومنع الزيارات عنهم، حيث قالت والدة الأسير حسام الزعانين: “إن الاحتلال يرتكب جريمة بحق الأسرى من خلال مواصلته الإهمال الطبي، والاكتظاظ الشديد في المعتقلات، ومنعه تعقيمها، ما يشكّل بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا”.
في سياق آخر، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اعتقال سلطات الاحتلال اثني عشر فلسطينياً بمدينة القدس المحتلة، أول أمس، خلال قيامهم بتدابير احترازية لمنع انتشار فيروس كورونا، مشددةً على أن هذه الممارسات جزء من حربها على الوجود الفلسطيني.
وأوضحت الخارجية أن عمليات القمع والاعتقال العنصرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق 12 فلسطينياً من المشاركين في المبادرات الشبابية للوقاية من انتشار فيروس كورونا في مدينة القدس المحتلة جزء من الإرهاب المنظّم الذي تمارسه سلطات الاحتلال في حربها على الوجود الفلسطيني في المدينة لتغيير هويتها القانونية والحضارية والتاريخية ليطال هذه المرة الصحة العامة للفلسطينيين.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت 12 فلسطينياً خلال قيامهم بتعقيم المرافق العامة في حي الصوانة بالقدس المحتلة كتدبير احترازي لمنع انتشار فيروس كورونا.
وفي رسالة موجّهة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، دعا أربعة وستون عضواً في الكونغرس الأمريكي إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى رفض هدم سلطات الاحتلال منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وخاصة في القدس، والضغط عليها لوقفها.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مدناً وبلدات في القدس المحتلة ورام الله ونابلس وقلقيلية والخليل بالضفة الغربية، وقامت بتفتيش المنازل، واعتقلت سبعة فلسطينيين.
كما اعتدى مستوطنون إسرائيليون على أراضي الفلسطينيين فى بلدة بروقين غرب مدينة سلفيت بالضفة، وقطعوا 35 شجرة زيتون و10 شتلات من الكرمة وعدداً من أشجار الخروب.