ثقافةصحيفة البعث

أمهات الدراما السورية

 

برعت الفنانة منى واصف في أداء دور الأم، وتحديداً في مسلسل “سمرا” حيث قدمت دور راوية التي كانت تلقّب بأم الكل، المرأة القوية، صاحبة السلطة والحكمة والحنان، أما في مسلسل “الولادة من الخاصرة” فقد أدت دور أم جابر المرأة المعذبة مع عائلتها ضد الظلم، وهي امرأة فقيرة تعاني مع أفراد أسرتها العوَز والحاجة، وجلّ اهتمامها مساعدة الأولاد والزوج في حل المشكلات التي حلت على العائلة تباعاً، أما في مسلسل “قاع المدينة” فأدت دور أم ربيع التي تعاني مع ابنتيها الأرملة والطالبة في الجامعة من بخل زوجها الذي يتركهم ليتزوج من شابة صغيرة، وكانت منى واصف كذلك الأم المكافحة التي تقدم لأبنائها كل ما تستطيع في سبيل سعادتهم كما في مسلسل “أمهات” وفي مسلسل “الهيبة” أبهرت المشاهد بشخصية الأم القوية صاحبة القرار والسلطة على العائلة.

تزوجت لأنجب

في منتصف السبعينيات وبعد نجاحها في عالم الفن تزوجت نبيلة النابلسي وكانت ولادة ابنها الأول عام 1976 أعظم حدث في حياتها، ولم ترغب في الابتعاد عنه وهو في عزّ حاجته إليّها فبقيت في البيت ولم تعمل حتى ولادة ابنها الثاني عام 1983، ولم يكن اختيار نبيلة النابلسي لتمثل دور الأم في معظم أدوارها عبثياً، إذ تمكّنت منذ البدايات من النجاح في هذا الدور ليس فقط في عالم التمثيل وإنما في عالم الواقع عندما غابت عن السينما لتهتم بأبنائها.

تنوعت أدوار الأم في حياة النابلسي الفنية، فقدمت شخصية الزوجة المظلومة من زوجها في مسلسل “حمام القيشاني” والتي تعاني من إهانات زوجها المتكررة لها أمام أولادها، كما قدمت شخصية أم حاتم في مسلسل “ليالي الصالحية” لتجسد دور الأم التي فقدت ولدها في مشهد جعل كل من شاهدها يثني على أدائها الرائع، كما قدمت دوراً في مسلسل “ليس سراباً” للأم الحنون الخائفة على ولدها الذي يعاني من صعوبات في حياته الاجتماعية والعاطفية وأبهرتنا ببساطة تمثيلها في مسلسل “الفصول الأربعة” عندما جسّدت شخصية نبيلة وهي أم لأربع بنات، هادئة ومتزنة وقادرة على حل المشكلات بهدوء، إلى جانب أدوارها في مسلسلات “يوم ممطر آخر-هيك تجوزنا-شركاء يتقاسمون الخراب-ليس سراباً”.

أم محمود

يرى كثيرون أنها الوحيدة التي استطاعت أن تنافس الممثلة منى واصف في هذه الأدوار، ويذكرها المشاهد جيداً في دور أم محمود في مسلسل “أيام شامية” وهو من أهم أدوار البطولة التي لعبتها، إلى جانب دور أم عمر في مسلسل “ليالي الصالحية” ويُشار إلى أنه عندما بدأت الدراما التلفزيونية بالازدهار تحوّلت هالة شوكت من أدوار الحسناء والفاتنة إلى أدوار الأم، فقدمت شخصيات ونماذج لا تنسى في عدة أعمال نذكر منها: “العريس-الأجنحة-حارة نسيها الزمن-حي المزار-الخوالي-عشتار-كسر الخواطر”.

أمضت هالة شوكت أيامها الأخيرة في دار للمسنين بخيارها الشخصي بعد أن أعطت بيتها لابنها ليسكن فيه، وكانت تقول عن أولادها :”جئت إلى هنا بعلمهم ورأيهم وموافقتهم، ولا توجد أية مشاكل.. أعرف أن الناس سيتحدثون وسيقولون الكثير، ولكني أرى أولادي ويزورونني باستمرار”.

الأم الباكية

عُرِفَت بالأم الباكية دوماً والحنونة التي لا حول لها ولاقوة، المغلوب على أمرها أمام سلطة الأب أو الأولاد كما في مسلسلات “شجرة النارنج-دمشق يا بسمة الحزن،-البقعة السوداء-البحر أيوب-رقصة الحبارى” علماً أن الراحلة نجاح حفيظ كانت من الفنانات اللواتي لم ينجبن، وكانت تؤكد دائماً في حواراتها الصحفية أنها لم تُرزَق بأطفال خلال زواجها، وأنها تعتبر أي طفل ابنها وأنها تعامل عائلتها وتعيش معهم وكأنها الأم الحقيقية لهم.

خفيفة الظل

في صغرها ولأداء دور الأم كانت تلجأ إلى استخدام الشعر المستعار والمكياج لتبدو أكبر سناً، وقد برعت بدور الأم في مسلسل “دائرة النار” ولأنها من أهم ممثلات الكوميديا نجحت سامية جزائري في تقديم شخصية الأم خفيفة الظل في معظم الأحيان كما في مسلسل “عيلة خمس نجوم”.

الأم الهادئة

عوَّدتنا الفنانة ثناء دبسي على تقديم شخصية الأم الهادئة التي تلجأ إلى حل كل المشاكل التي تواجه أبناءها بهدوء وحكمة كما في مسلسل “غزلان في غابة الذئاب” وها هي أيضاً في مسلسل “بيت العيلة” تجسد دور الأم الراقية التي تربي أولادها على احترام العادات والتقاليد ومحاولة عدم الخطأ.

أمينة عباس