صحيفة البعثمحليات

خط نقل “حماة 2- حلب.ف” بالخدمة نهاية الشهر الحالي.. الصناعيون على موعد مع صيانة محطات التحويل المتبقية بعد الزربة وإيكاردا!

يتجه تركيز ورشات الكهرباء اليوم على إعادة تأهيل المنظومة الكهربائية في حلب بعد التحرير الأخير للمدينة، بينما يضع الأهالي أملهم في إعادة انتظام التغذية للتخلص من الأمبيرات وتجارها المستغلين الذين لم يوفروا أية فرصة لرفع أسعار الأمبيرات والتحكم بساعات التغذية، وحتى الصناعيين لم يكونوا بمنأى عن الاستغلال، فمنهم من تعطّلت صناعاتهم بانتظار إعادة الكهرباء، ومنهم من اضطر للقبول بشروط تجار الأمبيرات ومحتكريها للاستمرار في العمل والإنتاج.
فبالنسبة لجميع الفئات تشكّل إعادة البنية الكهربائية في حلب عاملاً أساسياً في استقرار المدينة وإنعاش صناعاتها وإنتاجها.

تجهيز الشبكة
ووفقاً لمدير مؤسسة نقل الكهرباء م.فواز الضاهر، حازت حلب 60% من جهود وزارة الكهرباء، وتحسن واقع التغذية في المدينة بشكل كبير وباتت تعامل كما بقية المحافظات من حيث التغذية والتقنين المرتبط انخفاضه بكمية الاستهلاك، وأشار الضاهر إلى إعادة قسم كبير من محطات التحويل 230/66 ومحطات التحويل 66/20 ك.ف، إضافة إلى تأهيل محطة تحويل حلب.ف 400/230 ك.ف، إذ أنجزت الخطة التي وضعت لحلب عام 2019 في النصف الأول من العام تقريباً، ولاسيما فيما يتعلق بمحطات التحويل وتجهيز الشبكة الداخلية من الخطوط في حلب، ليتم تأمين الكهرباء للمدينة في حال وجود توليد كافٍ في الشبكة الكهربائية، مشيراً إلى أن تغذية حلب كانت في الفترة الماضية من مصدر وحيد هو خط توتر عالٍ 230 ك.ف (حماة1 – حلب.ف) الذي دخل الخدمة في 2017، وبالتالي لم تكن الكمية التي ينقلها كافية لتلبية الطلب على الطاقة، حيث يقوم بإيصال 200م.و، لذلك تم التفكير في إعادة تأهيل قسم من خطوط التوتر العالي لتكون رديفة له، وحتى الآن تمت صيانة 3 خطوط.

زمن قياسي
وبيّن الضاهر أن أضرار الشبكة بعد التحرير الأخير قُدّرت بقيمة 13 مليار ليرة، بينما اتجهت الوزارة للعمل على عدة اتجاهات، أولها الخطة السريعة بحيث تؤمّن الكهرباء للصناعيين في الزربة بإعادة تأهيل محطتي الزربة وإيكاردا، وخط 66 ك.ف الزربة– إيكاردا، وخط 230 ك.ف حلب و– الزربة، وخط 66 ك.ف حلب و– الزربة، وأنجزت الخطة الأولى خلال 15 يوماً رغم أنها تتطلب مدة زمنية لا تقل عن 6 أشهر، فأصبحت الآن محطة إيكاردا جاهزة لتغذية الصناعيين والمواطنين.
أما المرحلة الثانية للخطة فهي إعادة تأهيل خط 400 ك.ف حماة2– حلب.ف الذي كان خارج الخدمة لوجود الجماعات الإرهابية على مساره، وأوضح الضاهر أن حجم الأضرار المرصودة بعد التحرير الأخير فاقت التوقعات بكثير، حيث امتدت الأضرار على طول 75كم بلا أمراس ولا عوازل من أصل 152كم، إضافة إلى تخريب 12 برج توتر عالٍ 400ك.ف، وهي أبراج من نوع خاص يتطلب استبدالها وقتاً وجهداً كبيرين، بينما قدرت تكلفة صيانة هذا الخط بـ3 مليارات ليرة.
وكشف الضاهر أنه مع نهاية شهر آذار الحالي ستتم إعادة تأهيل الخط بالكامل ليساهم باستقرار المنظومة ووثوقية التغذية في حلب، ويكون بذلك خطاً رديفاً في حال حصول عطل على خط حماة1 – حلب.ف يتم النقل مباشرة عبر هذا الخط دون انقطاع الكهرباء عن المدينة، وأكد الضاهر أن خط حماة2 – حلب.ف قادر على نقل 300م.و في حال توافرها، فالكمية تحدّدها الإمكانات الفنية للشبكة كلها وكمية التوليد وفقاً لما يتوفر من الفيول، لافتاً إلى تأمين 50-60 م.و إضافية لحلب بعد صيانة الخط وفقاً لتوجيهات الحكومة.

خطة صيانة
وكانت الحكومة خصّصت المنظومة الكهربائية في حلب بـ75 مليار ليرة، حصة مؤسسة النقل منها 20 مليار ليرة، تم توزيعها -وفقاً للضاهر- على ما ذكر سابقاً من صيانات، إضافة إلى تنفيذ باقي الخطة لعام 2020، حيث ستتم إعادة تأهيل ما تبقى من محطات التحويل التي تم تحريرها في الفترة الأخيرة وهي: (محطة تحويل حريتان، محطة تحويل حلب ب، 230/66 ك.ف)، إضافة إلى 6محطات 66/20 ك.ف من بينها (معهد حلب، بيانون، هنانو، تل رفعت)، وإصلاح خط 400 ك.ف حلب ف-الزربة، وخطوط230 ك.ف (حلب – الزربة، حريتان – حلب و، حماة1 – الزربة).

صعوبات
وأشار مدير مؤسسة نقل الكهرباء إلى صعوبة تأمين القطع التبديلية، ولاسيما أن 90% منها مستورد، مؤكداً إمكانية استمرار العمل حالياً بما تم تأمينه خلال السنوات السابقة من قطع، مع السعي إلى تأمين معدات جديدة رغم الصعوبات والعقوبات الاقتصادية. وفي ظل نقص المواد اتبعت المؤسسة طريقة إصلاح كل الأعطال الممكن إصلاحها بالاعتماد على المواد المتاحة لتخفيف فاتورة الاستيراد، حيث تم إصلاح 75 محولة خلال 2019-2020، سعر الواحدة منها 500 ألف يورو فيما لو تم استيرادها، وفي المقابل تؤمّن الصناعة المحلية الأمراس وبعض الكابلات والأبراج.

اعتماد مؤقت
وحول الاستغناء نهائياً عن بيع الأمبيرات بيّن الضاهر أنه رغم صيانة قسم كبير من الشبكة، إلا أنه قد يستمر مؤقتاً الاعتماد على الأمبيرات في بعض مناطق إعادة الإعمار، حيث حجم الأضرار كبير جداً، فهي تحتاج إلى مبالغ طائلة لتأهيلها.
أما بالنسبة للإجراءات الوقائية من فايروس كورونا فقد تم تخفيض عدد العاملين والتعقيم في كل المكاتب، وفيما يتعلق بالورشات التي لا يمكن الاستغناء عنها، أصبح انتقالهم مباشراً إلى مكان العمل دون تجمعات، واتفق على تنظيم العمل وفق ورديات لتخفيف التجمع مع الحفاظ على استمرارية العمل.
ريم ربيع