الصفحة الاولىصحيفة البعث

أوروبا الأكثر تأثّراً بـ “كورونا”.. وانتقادات جديدة لإدارة ترامب

 

رغم كل الإجراءات التي تتخذها دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا, إلا إن هذه الجهود لم تمنع الفيروس من حصد المزيد من الأرواح، وتسجيل أعداد كبيرة من الإصابات, إلى جانب إنهاك اقتصادات الدول وبناها التحتية.
وحذت دول كثيرة غربية وعربية حذو الصين ودول آسيوية أخرى، وفرضت قيوداً صارمة لكبح انتشار الفيروس المستجد، حيث يباشر معظم الناس العمل من منازلهم، وأغلقت المدارس والمساجد والكنائس والمطاعم والحانات أبوابها، بعد أن تسبب الفيروس بوفاة ما لا يقل عن 13444 شخصاً في العالم منذ ظهوره في كانون الأول، بحسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية.
وفي هذا الإطار، أعلنت منظمة الصحة العالمية, أن عدد المصابين حول العالم بلغ 266 ألفاً مصاب، مشيرة إلى أن دول العالم تواصل تسجيل أعداد هائلة من المصابين بالفيروس كل يوم، إلا أن عدد المتماثلين للشفاء يسير في منحىً مرتفع  أيضاً, ورأى المدير العام للمنظمة أن تجربة مدينة ووهان الصينية تمنح أملاً للعالم، منبهاً في الوقت نفسه الشباب إلى أنهم ليسوا بمنأى عن الفيروس, فهم ليسوا محصنين ضده، مبيناً “أن هناك أخبار جيدة حيث لم تسجل ووهان أي حالات جديدة للمرة الأولى منذ بدء التفشي, وهي تعطي الأمل لبقية العالم بأنه حتى الوضع الخطير جداً يمكن تغييره”.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، أن عدد الإصابات المسجلة في المدينة تجاوز 8 آلاف حالة، بينها 60 وفاة، واعتبر أن تفشي الفيروس في الولايات المتحدة سيؤدي إلى أكبر أزمة داخلية منذ الكساد الكبير، داعياً إلى إعلان استنفار كامل النطاق في جيش البلاد.
وقال دي بلاسيو: إن “ما يحدث الآن سيكون أكبر أزمة داخلية في الولايات المتحدة منذ الكساد الكبير”، الذي شهدته البلاد في الثلاثينيات من القرن الماضي، مضيفاً: “لهذا السبب نحن بحاحة إلى استنفار كامل النطاق للقوات الأمريكية”، وحذّر من أن الأسوأ لم يأت بعد، مشددا على أن نيويورك لا تحصل على الإمدادات الطبية الضرورية لردع الانتشار السريع للفيروس، وقال إن المدينة على بعد 10 أيام فقط من مواجهة نقص واسع في المعدات والأدوية الحيوية الضرورية لمكافحة التفشي.
وتواجه إدارة ترامب انتقادات لاذعة بسبب أسلوب تعاملها مع أزمة كورونا، وخاصة الوضع في قطاع الصحة، إلا أن ترامب يقول إن حكومته تتخذ إجراءات غير مسبوقة لمعالجة القضية، ويصر على أن الوباء “يمكن الانتصار عليه في وقت أسرع مما يعتقد الكثيرون”.
وسجّلت أوروبا ما لا يقلّ عن 152117 إصابة، بينها 7800 ووفيتان، لتصبح القارة الأكثر تأثراً بالوباء، وتأتي بعدها آسيا (96669 إصابة بينها 3479 وفاة). إلا أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع الكامل بما أن عدداً كبيراً من الدول يكتفي بفحص الأفراد الذين تستدعي إصابتهم العلاج في المستشفى، في حين أعلنت السلطات الإيطالية عن وفاة 793 شخصاً.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن المملكة المتحدة تفصلها حالياً 3 أسابيع على الأكثر من الحالة المماثلة لتلك التي تعيشها الآن إيطاليا, حيث سجّل في بريطانيا، 5018 إصابة مؤكدة، بينها 233 حالة وفاة.
وأكدت السلطات البريطانية، في وقت سابق, أن العدد الحقيقي للمصابين أكبر بكثير من معطيات الإحصائيات الرسمية، لأن الجهات الطبية تجري حالياً فحوصاً فقط على الأشخاص الذين يدخلون ضمن فئة الخطر أو تعتبر حالتهم الصحية حرجة، بينما نصحت الحكومة هؤلاء الذين ترصد لديهم أعراض طفيفة بالبقاء في الحجر المنزلي وعدم التوجه إلى الأطباء.
وفي حين لم يكفّ عدد حاملي الفيروس في الصين عن التراجع في الأسابيع الأخيرة، تشهد دول أخرى ارتفاعاً في أعداد المصابين، فقد سجّلت تايلاند ارتفاعاً مفاجئاً في عدد الإصابات مع 188 إصابة جديدة، ما يثير الشكوك حول الأعداد لدى جارتيها بورما ولاوس، اللتين لم تُبلغا عن أي إصابة.
وبعدما أغلقت حدودها أمام غير المقيمين والأجانب، طلبت أستراليا التي تعدّ 1300 إصابة، من السكان إلغاء رحلاتهم إلى خارج البلاد، فيما أعلن معهد رويرت كوخ الفدرالي الألماني عن تسجيل تسع وفيات ونحو ألفي حالة إصابة جديدة.
وتحل ألمانيا حالياً في المرتبة الثالثة، بعد إيطاليا وإسبانيا، في قائمة أكثر دول أوروبا تضررا بالفيروس من حيث عدد الإصابات المسجلة.
وكانت سلطات أكبر ولاية ألمانية، بافاريا، قد فرضت مؤخراً عزلاً شاملاً عليها في محاولة لردع تفشي الوباء.
وذكرت وزارة الصحة الإسبانية تسجيل نحو 400 حالة وفاة جديدة, مبينة أن حصيلة الإصابات المؤكدة ارتفع من 24926 إلى 28572 إصابة.
ولا تزال منطقة مدريد أكبر بؤرة للوباء، حيث سجلت 9702 من إجمالي عدد الإصابات. وفي هذه الظروف أفادت عدة وسائل إعلام بأن الحكومة تنوي تمديد حالة الطوارئ التي تم إعلانها لمدة 15 يوماً في 14 من الشهر الجاري لـ 15 يوماً إضافية.
وعلّقت باكستان، حيث سُجّلت إصابة 300 شخص بالمرض، كل الرحلات الدولية، فيما خضع ملايين الهنود إلى حظر تجوّل وطني تجريبي في إطار مكافحة الوباء.
وتمتّ زيادة عدد فحوص الكشف عن المرض في الهند، التي تعدّ 1.3 مليار نسمة والتي سجّلت 320 إصابة، في عدد يُتوقع أنه أقلّ من الواقع.
ودعت منظمة الصحة العالمية دول جنوب شرق آسيا إلى مكافحة “عنيفة” للوباء، معربةً عن خشيتها من أن يؤدي تفشي المرض إلى انهيار أنظمة الصحة الضعيفة أصلاً.
وفي الدول التي كانت تبدو مسيطرة على الوباء، باتت السلطات تواجه مرحلة ثانية من الإصابات مرتبطة خصوصاً بالأشخاص القادمين من الخارج.
ومنعت سنغافورة دخول الزائرين لفترة قصيرة، بعد موجة إصابات مستوردة رفعت العدد الإجمالي للإصابات المسجّلة إلى 432.
وأمام توجيهات منظمة الصحة العالمية تجد الحكومات في جميع بلدان العالم نفسها أمام اختبار حقيقي لإثبات قدرتها على هزم الفيروس، الذي وصفته المنظمة الأممية بـ”عدو الإنسانية”. وبينما يسعى المسؤولون في الدول إلى انقاذ تداعياته الخطيرة على الاقتصاد يعكف الأطباء والعلماء في المخابر على إيجاد مصل ينجح في القضاء عليه في أسرع وقت ممكن.
وعمت تعليمات “الزموا منازلكم” و”أغلقوا كل شيء” العالم بأسره، خاصة هذا الأسبوع، لمنع التواصل والتجمعات التي تشجع انتقال الفيروس المستجد، ومحاصرة وباء عالمي ينتشر بسرعة، وأصبحت أرقام الوفيات المتداولة يومياً متوقّعة في جميع دول العالم دون استثناء وسط ضعف كبير بدأ يظهر في الإمدادات الطبية حتى في البدان المتقدّمة.
وأمام تحذيرات منظمة الصحة لم يبق أمام البشرية سوى العلماء، الذين يبقى الحل على عاتقهم بالتوصل فعلاً إلى لقاح ضد كوفيد-19 وتوزيعه في العالم، كما وعدت شركات الأدوية خلال مهلة 12 إلى 18 شهراً.