أخبارصحيفة البعث

صندوق عالمي لمحاربة “كورونا”.. ودعوات لتضامن دولي

 

 

في ضوء المستجدات العالمية المتسارعة لمواجهة فيروس كورونا، والذي أصبح وباء خطيراً يهدد دول العالم واقتصاداتها، لاسيما النامية والفقيرة منها، أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً من أن ملايين الأرواح ستكون معرّضة للخطر إذا لم يكن هناك تضامن عالمي، خصوصاً حيال الدول الأكثر فقراً، فيما أعلنت النرويج أن الأمم المتحدة ستؤسس صندوقاً لدعم علاج المرضى في مختلف أنحاء العالم.
وذكرت وزيرة الخارجية النرويجية، إينه إريكسن سوريدي، في بيان، أن صندوقاً متعدد المانحين، تحت رعاية الأمم المتحدة، سيوفّر لشركائنا القدرة على استشراف الأمور، وسيساعد في جعل الجهود أكثر فاعلية، والهدف منه مساعدة البلدان النامية التي تعاني من ضعف الأنظمة الصحية في مواجهة الأزمة، وكذلك معالجة العواقب طويلة الأمد، وأضافت: إن إعلاناً رسمياً قد يصدر في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأصيب ما يقرب من 340 ألف شخص بفيروس كورونا المستجد في شتى أنحاء العالم، وتوفي أكثر من 14500، وتجاوزت الوفيات في إيطاليا نظيرتها في الصين، التي بدأ منها تفشي المرض، وفقاً لآخر إحصاءات.
وقال وزير المساعدة في التنمية النروجي، داغ-إينغيه أولستين: “نحن قلقون من الطريقة التي سيؤثّر فيها الفيروس على الدول النامية، والتي تملك أنظمة صحية ضعيفة أصلاً، وإن التضامن الدولي العابر للحدود هو الآن، أهم من أي وقت مضى، ولذلك من المهم لنا أن نسهم مالياً بصندوق مماثل في الأمم المتحدة”.
وأمس، عزّز العالم قيوده أكثر لمكافحة الفيروس المستجد مع عزل تام خصوصاً في اليونان لتجنّب الكارثة التي تشهدها إيطاليا بعد تسجيلها من جديد أكثر من 600 وفاة في يوم واحد.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “ملايين الأرواح ستكون معرّضة للخطر إذا لم يكن هناك تضامن عالمي، خصوصاً حيال الدول الأكثر فقراً، لمواجهة وباء كورونا.
وسجّل نصف المصابين بوباء كوفيد-19 الناجم عن الفيروس في القارة العجوز، وينبغي على قرابة مليار شخص في كل أنحاء العالم البقاء في منازلهم للحد من تفشيه أكثر.
وتدفع إيطاليا الثمن الأكبر في العالم، فيما تعطي الصين الأمل لكل دول العالم، إذ إنها أعلنت أنّها لم تُسجّل أي إصابة “محلية” بـ “كورونا”، لكنّها قالت في المقابل: إنّها سجّلت 39 حالة “مستوردة”، ما يثير القلق من موجة إصابات ثانية.
وفي روسيا أعلنت رئيسة الوكالة الطبية والبيولوجية الروسية، فيرونيكا سكفورتسوفا، أن عمل الوكالة على تطوير اللقاح ضد “كورونا” مر بمرحلته الأولى، مشيرة إلى أن الحديث لا يدور حول لقاح مصنوع من الفيروس الحي، بل من بروتينات تملك مراكز تربطها بالفيروس، وأنه قد تم تركيب 3 أنواع من هذه البروتينات، وسيتم اختبارها على حيوان ابن عرس أولاً عبر نقل الفيروس إليه، وأضافت: إن الاختبارات ستنتهي خلال الأشهر القادمة، وسيكون ممكناً بعد ذلك الانتقال إلى دراسات ضرورية لتسجيل اللقاح الجديد، وفي حال نجاح هذا العمل ستملك روسيا، بعد 11 شهراً، لقاحاً فعالاً محلي الصنع، أو أنواعاً عدة من هذا اللقاح، وأن العمل على وضع الفحوص الضرورية للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس كورونا سينتهي بحلول 2 نيسان القادم، وسيتم لاحقاً تنظيم تصنيعها الإنتاجي بمعدل 50 ألف فحص شهرياً على الأقل.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو لا تتوقع رفع العقوبات المفروضة من قبل إيطاليا في مقابل تقديم المساعدات لها في محاربتها للفيروس.
وقال للصحفيين، رداً على سؤال بهذا الصدد: “لا، إنها غير متصلة على الإطلاق، بالطبع لا يمكن الحديث عن أي شروط أو حسابات أو آمال بطريقة أو بأخرى، إن إيطاليا تحتاج بالفعل إلى مساعدة أكبر بكثير، وما تفعله روسيا هو إرسال المساعدات، ومن العبث أن نقو: إن هناك نوعاً من التبادل، فالأمر ليس كذلك”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق أن طائرة عسكرية روسية ثامنة، تقل على متنها أخصائيين ومعدات طبية لمكافحة كورونا، وصلت إلى إيطاليا.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية عدم تسجيل أي إصابات بعدوى فيروس كورونا بين العسكريين الروس، وقال مدير الإدارة الطبية العامة للوزارة دميتري تريشكين: “حتى اللحظة لا حالات إصابة بعدوى الفيروس بين عسكريينا”، مبيناً أن مخزونات القوات المسلحة الروسية تحتوي بشكل دائم على الاحتياطات الضرورية من جميع الأدوية، ووسائل الحماية الصحية وأحدث المعدات الطبية لتقديم المساعدة الطبية الدقيقة لكل المصابين بأمراض ناجمة عن الفيروسات، وأنه تم إعداد مراكز خاصة لإجراء فعاليات المراقبة الطبية على أساس المؤسسات الطبية التابعة للوزارة، لافتاً إلى أن المساعدات الطبية التي تقدمها موسكو لإيطاليا، لا تنعكس على الإطلاق على القدرات الخاصة بضمان الأمن الصحي للمواطنين الروس.
رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أعلن أنه تم تسجيل 71 إصابة جديدة، ليبلغ عدد الإصابات الإجمالي في روسيا 438 حالة، مبيناً أنه تم اتخاذ مجموعة إجراءات جديدة لمواجهة انتشار الفيروس ودعم الاقتصاد الوطني، منها تخصيص نحو 300 مليون دولار لقطاع صناعة الأدوية والأجهزة الطبية في البلاد.
وفي الصين أعلنت السلطات الصحية أنه لم يتم تسجيل إصابات جديدة محلية في البر الرئيسي الصيني، ووفق لجنة الصحة الوطنية الصينية فإنها تلقت تقارير عن تسجيل 39 حالة إصابة، مؤكدة كانت جميعها وافدة من الخارج، وأنه تم الإبلاغ عن 9 حالات وفاة، ووصل إجمالي حالات الإصابة المؤكدة في البر الرئيسي الصيني إلى 81093 حالة، من بينهم 5120 مريضاً مازالوا يتلقون العلاج، و72703 مرضى غادروا المستشفى بعد شفائهم، ووفاة 3270 شخصاً بالإجمال بسبب هذا الفيروس.
وسجّلت كوريا الجنوبية أدنى عدد من حالات الإصابة الجديدة منذ وصولها إلى الذروة حتى الآن في 29 شباط الماضي، وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: إنها سجلت 64 حالة إصابة جديدة، ليرتفع بذلك عدد حالات الإصابة إلى 8961، وارتفع عدد الوفيات حالة واحدة لتصل إلى 110 حالات.
وبالإضافة إلى المخاوف من احتمال تجدد الإصابات بالفيروس في آسيا، تعرب الأسرة الدولية عن قلقها خصوصاً حيال القارة الإفريقية، وإذا كانت هذه الأخيرة حتى الآن بمنأى عن المرض، فيزداد الكشف عن إصابات أولى فيها.
وتشهد الدول العربية معدلات متفاوتة في انتشار فيروس كورونا، ورغم أن عدد الإصابات في مجموع الدول العربية تجاوز 3 آلاف و140، وأكثر من 65 وفاة، إلا أنه أقل بكثير من دول تسجّل هذا الرقم في يوم واحد، ومع ذلك مازال الخطر قائماً في قادم الأيام.