دراساتصحيفة البعث

الناس يعيشون مثل الحيوانات في مخيم موريا للاجئين

 

ترجمة: البعث

عن موقع غلوبال ريسيرتش

“إنهم يعيشون في أكواخ مثل الحيوانات، لأن الاتحاد الأوروبي يريد ذلك”، يقول جان زيغلر من مخيم موريا للاجئين في اليونان.

يعتبر السويسري جان زيغلر من أشهر منتقدي العولمة. وفي مقابلة معه يتحدث عن تجاربه في منطقة موريا الساخنة في اليونان، والتي تحوّلت إلى مخيم للاجئين المهاجرين على الحدود الخارجية الأوروبية.

– سيد زيغلر، لماذا سافرت إلى مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية؟

زيغلر: أنا هنا بصفتي نائب رئيس لجنة الخبراء التي تقدّم المشورة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.. أنا هنا لأعدّ تقريراً بشأن ما يُسمّى بالنقاط الساخنة، أي مخيمات اللاجئين.

– ما الوضع الذي وجدته في موريا؟

زيغلر: فظيع.. فظيع جداً! يعتبر المخيم ثكنة مكتظة بـ 5000 شخص، معظمهم عائلات من سورية أو أفغان، و35 في المائة من اللاجئين هم من الأطفال دون سن الـ 10 سنوات.

– ما هو الشيء السيئ الذي شاهدته في المخيم؟

زيغلر: هنا، يتوجب على كل 100 شخص التشارك في الحمام والمرحاض، وغالباً ما تكون مسدودة وقذرة. لا يوجد ماء ساخن ولا مدارس. هناك طبيبان فقط لـ 5000 شخص! غالباً ما يكون الطعام الذي تقدّمه شركات تقديم الطعام نيابة عن الحكومة غير صالح للأكل. كما أن الأمن غير مضمون على الرغم من وجود الشرطة اليونانية في الموقع.. ولا يجرؤ العديد من النساء على الذهاب إلى الحمام ليلاً بسبب الاغتصاب.

– ماذا عرفت عنهم؟

زيغلر: غالباً ما يواجه الناس هنا تجارب رهيبة، كالتعذيب، والحجز. معظمهم يجلسون هنا في سجن، محاطين بأسلاك شائكة، ولا يعرفون ماذا يتوقعون. ليس القضاة اليونانيون هم الذين يمارسون السلطة الحقيقية على مصير هؤلاء الناس.

– من غيرهم؟

زيغلر: يتمّ إجراء المسح الأول من قبل مسؤولي المكتب الأوروبي لدعم اللجوء EASO لفترة قصيرة. غالباً ما يستغرق هذا 15 دقيقة فقط لكل شخص، ولكن كيف يجب على الشخص الذي أصيب بصدمة أن يبلغ عن تجارب مثل التعذيب أو الاغتصاب أو الاضطهاد في مثل هذا الوقت القصير؟ من أجل التحدث عنه، يستغرق الأمر وقتاً، وإذا لم يتمّ منح هؤلاء الأشخاص الفرصة لشرح معاناتهم، فإن قبولهم كلاجئين والذي يتمّ على أساس برمجة السلطات اليونانية والمحاكم سيواجه بالرفض.

– ألا يجوز لهيئة EASO أن تقرر بنفسها، كما تفعل السلطات الوطنية؟

زيغلر: المسح الأول يمثل العملية.. إن حق الإنسان في اللجوء تقوّضه التفاهات الإدارية. في وقت مبكر من عام 2017، اشتكى محامو المركز الأوروبي غير الدستوري لحقوق الإنسان إلى أمين المظالم الأوروبي، مع جميع الادعاءات التي أثيرها. وذكر أمين المظالم في الاتحاد الأوروبي في ردّه أن إجراءات EASO تثير مخاوف خطيرة، ولكن تمّ رفض القضية وأغلق التحقيق.

– من الذي يجب إعادته ولا يزال بإمكانه الاستئناف؟

زيغلر: بالطبع، اليونان دولة دستورية، لكن القضاة يجتمعون في أثينا، حتى إنهم لا يتمكنون من رؤية طالبي اللجوء. أعبّر عن تقديري للمنظمات غير الحكومية التي تحاول مع المحامين الشباب اليونانيين تنفيذ الاعتراضات في أثينا.

– يلوم الاتحاد الأوروبي الحكومة اليونانية على كل هذه الشروط، إنهم يتلقون المليارات، لكن لا العرض ولا العمل الإداري. هل توافق على ذلك؟

زيغلر: على ما يبدو، تمّ تخصيص ملايين الدولارات لإطعام اللاجئين، لكن الكفاءة التنظيمية مفقودة في كل مكان. على سبيل المثال، يجوز لمفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين توفير خيام الطوارئ. ومع ذلك، لم تطالبهم الحكومة اليونانية، لذلك يجب على الناس الاستمرار في العيش في منازلهم البلاستيكية. لا أحد يفهم ذلك هنا، ربما هناك أيضاً ضغط أوروبي وراء هذه القرارات.