الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الصحة العالمية: على العالم الاستعداد لإجراءات أشد لمواجهة كورونا

بدأت دول منها فرنسا والجزائر ونيجيريا والمغرب تجارب على الكلوروكين، في ظل تشديد خبراء في مجال الصحة على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث قبل التصريح به كدواء لمصابين بالفيروس، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس، من أن الأطفال معرضون للإصابة بفيروس كورونا المستجد مثل كل الأشخاص.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه على العالم الاستعداد لإجراءات أشد لمواجهة الفيروس، مضيفة: “هذا هو وقت التضامن العالمي لمواجهة تهديد كورونا”.

وطالب المدير العام للمنظمة، تيدروس ادانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي حول كوفيد – 19، بالتشديد على الإجراءات الاحترازية مثل منع التجمعات والسفر وأهمية غسل اليدين وتتبع الحالات المخالطة للحالات المصابة ورصدها، كما طالب بأهمية حماية من يعمل في الخط الأول في المستشفيات من كوادر طبية وصحية.

وصرّح بأن البلدان التي تفتقر للمعدات والمستشفيات يسهل فيها انتشار وباء كورونا.

في المقابل، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن وباء كورونا يهدد الإنسانية برمتها، وذلك خلال إطلاقه خطة رد إنساني عالمي مع دعوة إلى تلقي مساعدات بقيمة ملياري دولار، وقال في مداخلة عبر الفيديو: إن هذه الخطة “تهدف إلى السماح لنا بمكافحة الفيروس في الدول الأشد فقراً في العالم وتلبية حاجات الأشخاص الأكثر ضعفاً، وخصوصاً النساء والأطفال والمسنين والمعوقين ومن يعانون أمراضاً مزمنة”.

هذا وأوضحت الأمم المتحدة أن الخطة الإنسانية ستنفذها منظمات تابعة لها وأخرى غير حكومية، مشيرة إلى أن كورونا بدأ بالانتشار في إفريقيا رغم مساعي دول الشرق الأوسط لمنع تفشيه.

يذكر أن الفيروس، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأسوأ أزمة صحية تواجه العالم، أودى بحياة ما لا يقل عن 19000 شخصاً في العالم منذ ظهوره للمرة الأولى. كما تمّ تشخيص أكثر من 430 ألف إصابة في 181 بلداً ومنطقة منذ بدء تفشي الوباء، علماً أن عدد الإصابات المشخّصة لا يعكس سوى جزء بسيط من الحالات الحقيقية بعد أن أصبح العديد من الدول يكتفي بفحص الأشخاص الذين يجب إدخالهم إلى المستشفيات.

بالتزامن تجد عدة دول انتشر فيها فيروس كورونا المستجد صعوبة في اتخاذ قرار يطالب به علماء وأطباء لاعتماد الكلوروكين، الذي يستخدم ضد الملاريا بصفة مؤقّتة، بعد أن أظهر فعالية ضد الفيروس التاجي، الذي لازال يحصد أرواح الآلاف، لكن التخوّف من أضراره المحتملة يدفعها إما إلى التريث أو المجازفة أمام هول الكارثة التي يمر بها العالم.

وتعرض مدير معهد المتوسط للعدوى في مرسيليا ديدييه راؤول، لانتقادات كبيرة في فرنسا، لا سيما من قبل مجموعة “فيك ميد” التي تضم علماء يحاربون المعلومات الكاذبة في المجال الصحي، بعد أن أكد أن دواء الكلوروكين الموصوف للملاريا، أبدى فعالية ضد فيروس كورونا وتمّ اعتماده في مستشفى المدينة الواقعة جنوب البلاد، في خطوة مخالفة تحذيرات السلطة.

ويفسر الخبراء، الذي انتقدوا ما يقترحه راؤول، وهو واحد من 11 عضوا في المجلس العلمي لدى الحكومة الفرنسية، بقلة عدد من أجري عليهم اختبار مادة الكلوروكين، التي تعد حالياً جزء من تجربة سريرية أوروبية واسعة لإثبات نجاعتها والحد من آثاره غير المرغوب فيها إلى حين اكتشاف علاج جديد.

وعقار كلوروكين دواء متدني الكلفة يستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض جهاز المناعة، وتمّ اعتماده منذ حوالي سبعة عقود، وينصح باستخدامه كثيراً عند الذهاب إلى المناطق الموبوءة بطفيلي الملاريا الذي ينتقل عن طريق البعوض.

وقال أنطوني فاوتشي خبير الأمراض المعدية، المعروف عالمياً: إن الدراسات حول استخدام الكلوروكين “لاتزال ضئيلة”، فيما أعلنت شركة “بانر هيلث” للرعاية الصحية عن وفاة رجل في منطقة فينيكس في ولاية أريزونا الأميركية، وزوجته تحت الرعاية الطبية، بعد أن تناول الثنائي فوسفات الكلوروكين، للعلاج من فيروس كورونا.

وحسب جان بول جيرو، الذي يعد أحد أشهر المتخصصين في علم الصيدلة وعضو الأكاديمية الفرنسية للطب، فإن آثار الكلوروكين يمكن أن تظهر في شكل “اضطرابات في الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتى الدم”.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية قالت إنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على فعالية الكلوروكين، لكنه جزء من التجارب المستمرة لإيجاد علاج لكورونا.

وحتى ظهر أمس، أصاب كورونا أكثر من 428 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 19 ألفاً، فيما تعافى أكثر من 109 آلاف.