رياضة

تصحيح مسار الأندية

صحيح أن التوقف الرياضي سيكون له تاثيراته الفنية الضارة على معظم ألعابنا وعلى تحضيرات لاعبينا للاستحقاقات الهامة خارجيا، وصحيح أن الأعباء المادية ستزيد على أنديتنا المنهكة أساسا من تبعات الاحتراف المزعوم، إلا أن الفكرة الأدق هي أن هذا التوقف هو فرصة لتغيير حال واقعنا الرياضي الذي مر لفترات طويلة بحالة من التخبط والعشوائية في التخطيط والتنفيذ.

وإذا أردنا أن نبدأ من الأندية، التي تعد حجر الأساس لأي بناء رياضي صحيح، نجد أنها تئن تنظيميا وفنيا وماليا دون وجود أي أفق لعمل رياضي صحيح، فأنديتنا باتت أشبه بمنصة يتسلقها من يطلب الشهرة بعد أن يقدم دعما ماليا بسيطا وسط حالة العوز الذي تعيشه لينسحب بعد تحقيق مراده تاركا النادي في مهب الريح.

المشكلة هذه أكدتها العملية الانتخابية الأخيرة التي لم تصمد بعدها الكثير من إدارات الأندية تحت حجج مختلفة، فكيف لناد أن يتطور وإدارته لم تبق أكثر من شهر أو اثنين؟!

هذه الحالة التنظيمية المتردية التي باتت تحكم أنديتنا بحاجة لوقفة جدية من القيادة الرياضية التي يجب أن تلحظ أيضا أن الأمور المالية هي الأساس الذي يجر الكثير من المشاكل، فلو كانت أنديتنا مكتفية ماديا من استثماراتها ومنشآتها لكانت أمورها الفنية والادارية بألف خير، لكن ضيق ذات اليد يضعها تحت رحمة من لا يملك أي آفاق للتطوير.

وهنا، طبعا، لابد من العودة إلى أساس الموضوع، وهو الاحتراف الذي لم يُفهم المغزى منه رغم أننا في منتصف العقد الثاني من تطبيقه، حيث باتت الأندية تلهث وراء “تدليل” لاعبي كرتي القدم والسلة وتنسى بقية الألعاب التي باتت مهددة بالاندثار تحت وطأة قلة الدعم وغياب الاهتمام.

توقف النشاط الرياضي فرصة يجب أن تستثمر في مراجعة الكثير من القضايا، وأولها حال أنديتنا التي فقد أغلبها البوصلة وبات بحاجة لمن يصحح مساره ويضعه على السكة الصحيحة.

مؤيد البش