تحقيقاتصحيفة البعث

قلاع طرطوس الأثرية تشكو.. والخوابي شاهدة على “النسيان”!

تزخر محافظة طرطوس كغيرها من بقية المناطق السورية بكثرة القلاع الأثرية التي كانت شاهدة على عظمة تاريخ سورية، حيث شكلت هذه القلاع حصونا للدفاع عن التراب الوطني بوجه الغزاة الطامعين من جهة, وأهدافا استراتيجية بهدف السيطرة عليها لحماية الطرق والقوافل وغيرها، من جهة أخرى. ولكن مع مرور الزمن، تحولت هذه القلاع رغم أهميتها التاريخية ورمزيتها إلى مواقع “داثرة” يتغلفها الإهمال والنسيان، وتقطعت سبل الوصول إليها لجملة من الظروف والأسباب.

وقلعة الخوابي الشهيرة واحدة من هذه المواقع التي تعد بالعشرات الموجودة في محافظة طرطوس، ونظرا لأهميتها فقد تم تشكيل لجنة من قبل المكتب التنفيذي في المحافظة لرفع الستارة عن هذا المعلم الأثري ومعاينة قلعة الخوابي واقتراح المناسب وبالشكل الذي يحافظ على القيمة التراثية والمعمارية واستثمارها الاستثمار الأمثل، وكذلك الكشف على القلاع الأخرى وبيان واقعها الحالي وتنظيم محضر يتضمن المقترحات اللازمة للحفاظ على القيمة التراثية والمعمارية لها وإمكانية استثمارها الاستثمار الأمثل وفق الانظمة النافذة.
وأكدت المهندسة ثريا الجندي عضو المكتب التنفيذي للمحافظة وعضو اللجنة المشكلة أنه يتم العمل على إعادة تهيئة وتأمين ما تحتاجه القلاع التاريخية في طرطوس من بنى تحتية وخدمية وصولا لإمكانية وضعها بالاستثمار المناسب, وأضافت: تشكل هذه القلاع والحصون ذاكرة جمعية للسوريين حيث تم تكليف المكتب الفني الاستشاري في المحافظة ومديرية الآثار والسياحة وممثل عن كل من نقابة المهندسين وجامعة طرطوس لإجراء كشف فني كامل للقلعة ووضع التوصيات التي تساهم في الحفاظ على السلامة العامة للسكان والشكل المعماري للقلعة والاستفادة منها سياحيا وثقافيا واجتماعيا، مع الإشارة إلى أن القلعة تبعد عن طرطوس 20 كم، و12 كم عن ناحية السودا، ويعود بناؤها إلى القرن الحادي عشر حيث كانت بحوزة محمد بن علي حامد، وجدد بناءها سنان راشد الدين عام 1160م، وفي العام 1213 هاجمها يوهمند الثاني الصليبي بعد أن قتل ابنه، ومن ثم فك الحصار عنها، وخضعت للظاهر ببيرس، وتضم منشآت كثيرة بعضها متهدم والآخر مازال مسكونا من قبل بعض المواطنين حتى الآن، وهي مكونة من حارتين: الأولى تسمى حارة سنان راشد الدين وكانت تضم مسجدا وبعض الأقبية وآبارا لجمع المياه، وحارة السقي وهي أطلال. ويتم الدخول إلى القلعة عبر درج جانبي يؤدي إلى مجمع البوابات في الجهة الشرقية، وهناك مجموعة من البيوت الحجرية القديمة ذات أسقف خشبية. وقد سجلت القلعة بالعقار رقم 1495 باسم الجمهورية العربية السورية عام 1976، وفي عام 2010 باسم وزارة الثقافة – مديرية الآثار والمتاحف بموجب قرار القاضي العقاري.

لؤي تفاحة