الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

“تسونامي” المصابين يغرق مستشفيات لندن.. ولا إصابات جديدة في الصين

لا يزال فيروس كورونا المستجد يرعب العالم، ويفرض على نحو ثلث سكان الكرة الأرضية التزام منازلهم، خوفاً من تفش أكبر للوباء أصاب مئات الآلاف.

وتفاقم الوباء في العالم، خلال الآونة الأخيرة، ليقترب عدد المصابين بفيروس (كوفيد 19) في كافة الدول من نصف مليون مصاب، ووصل عدد المصابين إلى هذا المستوى القياسي، بعدما أضحت إيطاليا والولايات المتحدة على وشك تجاوز أعداد الصين التي ظهر فيها الفيروس أواخر العام الماضي.

وشهدت مستشفيات العاصمة البريطانية لندن تدفقاً كبيراً في أعداد المصابين، مع اقتراب انشغال جميع أسرّة العناية المركزة، وقال مسؤولي الصحة: إن الأسرّة الجديدة يشغلها المرضى بسرعة كبيرة جداً، في الوقت الذي لا يعمل فيه نصف عمال القطاع الصحي بسبب المرض أو إجراءات الحجر الذاتي.

ويتوقّع الخبراء أن يتجاوز سكان العاصمة البريطانية هذه الأزمة إذا ما التزموا بإجراءات الحجر المنزلي وطبقوا خطوات التباعد للحد من انتشار الفيروس.

من جهتها، أعلنت روسيا أنها أوقفت جميع الرحلات الدولية بموجب مرسوم حكومي يتضمن سلسلة تدابير جديدة لمكافحة تفشي الفيروس، وقلّصت مؤخراً بشكل كبير رحلاتها الدولية، ولم تعد تسيّر سوى رحلات بين العاصمة موسكو وعواصم أخرى تشغلها شركة “ايروفلوت” الروسيّة حصراً.

وفي هذا الإطار، أعلن عمدة موسكو عن إغلاق جميع المتاجر، باستثناء الصيدليات ومحال البقالة، وهذا الإجراء يشمل إغلاق المطاعم والمقاهي والحانات بين 28 آذار الحالي و5 نيسان المقبل، فيما أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو عدم وجود أيّ إصابات بين صفوف القوات المسلحة الروسيّة، وقال في اجتماع حكومي: إن القوات المسلحة أجرت حتى الآن 3241 اختباراً للجنود للكشف عن الفيروس التاجي، وجاءت النتائج سلبية.

وفي الصين،، بدأت الحياة في مدينة ووهان التي تعتبر بؤرة انتشار الوباء، تعود إلى طبيعتها، بعد أن أعلنت السلطات المحلية عدم تسجيل أي إصابة محلية جديدة فيها، فيما أفادت السلطات الصحية بعدم تسجيل أي حالة إصابة محلية بالفيروس خلال اليومين الأخيرين، وأوضحت لجنة الصحة الوطنية أنه تمّ تسجيل 67 إصابة بالفيروس في البلاد خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وأن جميع تلك الحالات كانت لأشخاص قدموا من الخارج.

يذكر أن الصين سجلت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 6 حالات وفاة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 3 آلاف و277، وقد تمكنت من التحكم بانتشار الفيروس إلى درجة كبيرة، وبدأت إدارات المدن بتخفيف حالة الطوارئ.

وفي لبنان، قرر مجلس الدفاع الأعلى تمديد قرار التعبئة العامة في البلاد إلى الثاني عشر من الشهر القادم لمكافحة الفيروس، وعرض المجلس خلال اجتماعه برئاسة الرئيس العماد ميشال عون مجريات تنفيذ قرار التعبئة العامة المتخذ منذ منتصف الشهر الجاري وأوصى بتمديده حتى الـ 12 من نيسان القادم والطلب من الأجهزة الأمنية مواصلة تنفيذه، وأكد عون خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الحكومة حسان دياب ورؤساء الأجهزة الامنية ضرورة التزام اللبنانيين في بيوتهم وإغلاق جميع المحال والمؤسسات باستثناء تلك المعنية بالمواد التموينية والمحروقات.

وتداعت أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا ونيويورك، تحت وطأة رعاية المصابين، حيث يبحث المسؤولون هناك بشكل دؤوب عن أجهزة تنفس صناعية لإبقائهم على قيد الحياة.

وإثر إدراك حجم التهديد، صادق مجلس الشيوخ الأميركي على حزمة إنقاذ اقتصادية غير مسبوقة بقيمة 2.2 تريليون دولار لمساعدة شركات وموظفي وأنظمة الرعاية الصحية. ويأمل ملايين الأميركيين أن يمنحهم هذا الإجراء شريان حياة، بعد أن فقد كثيرون وظائفهم ودخلهم بسبب قواعد التباعد الاجتماعي اللازمة لإبطاء انتشار الفيروس.

لكن رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عاتب قادة العالم لإضاعة الوقت الثمين في مكافحة الفيروس الذي قتل أكثر من 21 ألف شخص، وترك ملايين من دون عمل، وأثر على الاقتصاد العالمي.

وفي الولايات المتحدة، التي ارتفع عدد الوفيات فيها إلى 1050، مع نحو 70 ألف مصاب، نشبت معركة سياسية شرسة بين من يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة لفرض حصار طويل ضد الوباء، مثل حاكم نيويورك أندرو كومو، وبين الرئيس دونالد ترامب.

وبرزت نيويورك كنقطة عالمية للفيروس، وقال كومو إن العدوى تتضاعف كل بضعة أيام تقريباً، وتحول مركز المؤتمرات في المدينة إلى مستشفى مؤقت، وشهدت الولاية 280 حالة وفاة، وفقاً لإحصاء أعدته جامعة جونز هوبكنز.

هذا وأقر مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع مشروع قانون بتريليوني (ألفي مليار) دولار للاستجابة للكارثة، وأرسله إلى مجلس النواب، فيما أعلنت البحرية الأميركية، عن إصابات جديدة بين أفراد طاقم حاملة الطائرات “ثيودور روزفيلت”.

واجتازت إسبانيا الصين في عدد الوفيات بعد وصولها إلى الرقم 3600، وأضحى البلد الأوروبي في المرتبة الثانية بعد إيطاليا التي توفي فيها 7500 شخص.

وقالت ليديا بيريرا، ممرضة في مستشفى دي لاباز التي يوجد بها ألف سرير في مدريد: إن ثمة حاجة ماسة لمزيد من العاملين في المجال الطبي، وأضافت: “نحن ننهار”، وتابعت “مشاهدة المرضى يموتون بمفردهم يقتلنا جميعاً من الداخل”.

ومع ارتفاع عدد الوفيات في أوروبا إلى أكثر من 12 ألفاً، مددت إسبانيا حالة الطوارئ التي ستسمح لها بفرض عمليات إغلاق أوسع نطاقاً، في حين أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما أطلق عليه “عملية الصمود”، المدعومة من الجيش لمكافحة الوباء، في حين، بدأت فرنسا في إجلاء مواطنين مصابين من منطقة “الألزاس”، التي يتفشى فيها المرض، شمال شرقي البلاد باستخدام قطار طبي خاص فائق السرعة.

وبدأت الهند فرض أكبر إغلاق في العالم، في محاولة لإبقاء 1.3 مليار شخص داخل منازلهم، بينما ارتفع عدد الحالات المصابة لما يقرب من 1100 حالة، في باكستان، ما دفع الحكومة لإقناع أكثر من 200 مليون شخص في البلاد بالبقاء في منازلهم.

وفي الأردن، حيث سجلت 172 إصابة، أصدرت الحكومة أمرا ينص على عقوبات مالية وسجنية لمن يخالفون قرار حظر التجول الذي يسعى إلى الحد من انتشار الوباء.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الكويتية تسجيل 13 إصابة جديدة بالفيروس، كما أكدت تماثل 6 حالات للشفاء ليرتفع عدد المتعافين إلى 49.

وبلغ عدد المصابين بالفيروس 488 ألفا، فيما وصل عدد الوفيات إلى 22 ألفا و58، بينما تماثل 117 ألف شخص للشفاء.