تحقيقاتصحيفة البعث

الحياد.. أفضل حل لنزاعات الصغار!!

قد تشعر الأم التي أنجبت أكثر من طفل انها تعيش أحيانا حالة من البؤس والعذاب، فهي لا تدري كيف تتصرف مع أطفال يتشاجرون ويختلفون، فالسلام لايعم دائما في منزل فيه طفلان متقاربان في السن، وبين الأخوة والأخوات تدور صراعات لا نعرف من البادئ فيها. وقد تكون هذه الخلافات ملجأ يجعل طعم الحب العميق بين الأخوة لذيذا جدا، لكن كيف يمكن لأم تحمل على كتفيها الكثير من الأعباء أن تحل هذه المشكلات الصغيرة.

كل الأمور تسير على ما يرام بين طفلين أحدهما عمره عشر سنوات وشقيقه ذي الثماني سنوات.. إنهما يلعبان منذ ساعات، وفجأة يعلو الصراخ. الصغير يبكي لأن أخاه دفعه إلى الأرض، والكبير يقول: “لا لم أفعل ذلك أبدا”.. إنه مشهد يتكرر يوميا بين طفلين متقاربين في السن في أي منزل، وهو مشهد اعتيادي تعيشه الكثير من الأمهات، فالأخوة والأخوات يتأرجحون بين نوعين من المشاعر، فمن جهة تربطهم الصداقة، ومن جهة أخرى يقعون في مواقف التنافس، وهم لا يحتملون المشاركة في أي شيء: لا المكان ولا الألعاب، ولا على وجه الخصوص اهتمام وحب الوالدين. وكل طفل يطالب بمكانته وبخصوصياته، وعند أبسط الأمور تنفجر الخلافات!

وهناك خطوات تخفف من المشاحنات، منها أن على الأم عدم التدخل عند حصول شجار بين الأطفال. فالأطفال يتشاجرون أحيانا أمام الوالدين لإجبارهما على التدخل والفصل بينهم، وإذا كان من الصعب فك خيوط المشكلة يفضل الوقوف في خط المحايدة، فعند اتخاذ موقف لصالح أحد الطفلين تزداد المنافسة؛ أما عدم التدخل فقد يحل المشكلة تلقائيا، وعندما يلاحظ الطفلان أن محاولاتهما لمعرفة من هو المفضل عند والدته قد باءت بالفشل يعاودان اللعب متناسين المشكلة من أساسها. كما ينبغي على الأم التقليل من فرص الغيرة، فأصل المشاحنات يعود غالبا إلى مواقف يمكن تغييرها. وإذا كان الخلاف مثلا على لعبة، فمن الأفضل شراء لعبتين متشابهتين أو متقاربتين منذ البداية، فإن لم يتم ذلك سوف يشعر كل من الطفلين أن لعبة أخيه هي الأجمل والأفضل. وإذا كان الطفلان يتقاسمان الغرفة نفسها فلتكن لكل واحد منهما زاوية خاصة به. كما لابد من منح كل من الطفلين الوقت الكافي للاستماع إليه وملاعبته، مع الأخذ بعين الاعتبار العدالة والمناصفة بينهما. فقطعة حلوى أكبر من الأخرى يمكن أن تشعل فتيل الشجار. ويجب تجنب المقارنة بين الطفلين كأن يُقال مثلا أن “الكبير أكثر ذكاء من الصغير”، إذ يمكن التحدث عن صفات كل طفل دون القيام بعملية مقارنة.. وعدم إعطاء كل واحد صفة تلازمه، كأن يُقال إن الكبير عدواني بينما الصغير لطيف. وينبغي ألا نشعر أيا من الأطفال بأنه بائس وضعيف لأنه قد يستغل هذه الصفة ويأتي باكيا شاكيا باستمرار. ويمكن القول: إذا كانت المنافسة موجودة بين الأخوة والأخوات، فإنها تكون أكبر بين الأطفال من الجنس نفسه، لأن روح الصراع تكون أقوى، وبخاصة عندما يكون هناك فارق ضئيل في السن (عام أو عامان)، ففي مثل هذه الحالة بقدر ما يكون الأخوان متقاربين بقدر ما تكون المنافسة، وبالتالي فالخلافات بينهما أكثر. والمنافسة تخف عادة بين أخوين متباعدين في السن إلا إذا كان تدليل الوالدين للصغير مبالغا فيه.

إبراهيم أحمد