رياضة

كورونا يغيّر شكل كرة القدم في أوروبا!!

تشغل تأثيرات الانتشار السريع لفيروس كورونا في أوروبا الصحافة العالمية، وبخاصة تلك التي تخصّ الشأن الرياضي وتحديداً معشوقة الجماهير الأولى، كرة القدم، حيث ظهرت بعد قرارات الفيفا واتحادات كرة القدم في أوروبا بتأجيل الدوريات المحلية والمسابقات القارية إلى نهاية نيسان أو بداية أيار القادمين، وبطولات ككأس الأمم الأوروبية وكأس العالم للأندية إلى العام القادم، تساؤلات مريبة حول الضرر الناتج عن هذا التأجيل القهري، فمن الناحية العملية، تكبدت الأندية خسائر هائلة جراء فترة التوقف الحالية، وهو الأمر الذي لم تسلم منه الاتحادات المحلية والقارية أيضاً وكذلك الشركات الراعية والمعنية بحقوق النقل التلفزيوني على وجه التحديد، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير لما يمكن أن يصبح عليه الوضع فيما لو تم استمرار التأجيل أو إلغاء الموسم.

المشكلة الحقيقية لا تكمن هنا وإنما تكمن بضرورة إنهاء الموسم قبل الثلاثين من حزيران القادم، وهو الموعد المحدد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل تجديد العقود بالنسبة للاعبين المنتهية عقودهم أو أولئك الذين دخلوا فترة الستة أشهر والذين يحق لهم الانتقال إلى أي ناد آخر دون الرجوع إلى ناديهم الأصلي، لأنه لا يمكن للاتحادات أو الأندية خوض المنافسات المحلية بعد هذا التاريخ لأنها ستدخل في معضلة تجديد عقود اللاعبين المنتهية أو التخلي عنها وهما أمران أحلاهما مر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها معظم الأندية في أوروبا والتي ستلقي بظلالها من دون أدنى شك على فترة الانتقالات الصيفية المقبلة التي تسبق انطلاق الموسم الجديد.

من الجلي أن وباء كورونا خلق واقعاً جديداً وخطيراً في عالم كرة القدم وستستمر تداعياته لسنوات مقبلة حتى لو تخلصنا من هذا الوباء خلال الأيام المقبلة، لذا ما يهم الأندية الأوروبية بشكل خاص البحث في خطة عملية ووقائية تكون قادرة على استئناف ما تبقى من الموسم وإنهائه بأقل الخسائر.

أما من الناحية الفنية، فالشغل الشاغل لمحبي كرة القدم هو تأثير كورونا على أسطورتي الكرة حالياً: البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي. فهل ستنتهي فترة سيطرتهما على الساحرة المستديرة أم سيتنحى أحدهما ويبقى آخر؟ أسئلة يصعب الإجابة عنها، ولكنه احتمال يظل منطقياً بالنظر إلى سن الثنائي وبالنظر إلى افتقادهما للتدريبات الجماعية لمدة.. لكنه أيضاً خيار من غير الوارد أن يحدث إذا نظرنا إلى ما يمتلكه الثنائي من عقلية احترافية بشكل عام. وعلى كل حال، فإن التأثير قد يأتي بصورة غير مباشرة، ولعل الإيقاف الطويل المتوقع يؤدي إلى خروج نجم آخر من خلف ظلهما ويبدأ في البزوغ وجني شعبية طائلة بما سيقدمه من إسهامات كبيرة. أي أن كورونا سيفتح الأبواب أمام العديد والعديد من السيناريوهات، وجزء منها أن الصراع بين الثنائي على الكرة الذهبية سيتغير حتماً وستدخل فيه عوامل أخرى، فهناك نجوم قد تقود فرقها من وحي مرضها إلى التتويجات، وحينها لن يتم النظر فحسب إلى شعبية ومهارات ميسي ورونالدو، بل سيدخل في الاعتبار أيضاً هذا العمل البطولي من النجم الجديد مثلاً، وقد يكون ميسي ورونالدو نفسيهما صاحبا العمل البطولي مع فرقهما.. لا أحد يدري، ولكن الأكيد أن كورونا ستؤثر على حقبة البرغوث والدون، سواءً بأن تضع نهاية تراجيدية لها، أو أن تدخل منافساً يسرق الأضواء ويشعل الصراع من جديد.