تحقيقات

بعرين.. اختناقات في الصرف الصحي وطرق زراعية سيئة

كما يقول مواطنوها، فإن الواقع الخدمي غير مقبول في بعرين، إحدى بلدات الريف الجنوبي لمدينة مصياف، حيث تتعرض المنازل المحاذية للطريق العام الذي يربط القرية مع مدينة مصياف ومحافظة حمص إلى اختناقات في الصرف الصحي ما يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة، وتزداد المعاناة في الشتاء لأن قطر المجرور لايتناسب مع عدد المحاور الفرعية التي ترتبط به، إضافةً إلى أن مياه الأمطار، التي يتم تصريفها عبر المصارف المطرية، تصب بدورها فيه، وعليه يرى رئيس البلدة محسن حلاق أن من الضرورة استبدال هذا المجرور بآخر قطره 80 سم – كما يقول – علماً أنَّ نسبة التخديم بالصرف الصحي تبلغ حوالي 75%.

الطرق الزراعية

يشكو المزارعون من انعدام الطرق الزراعية في التلال المزروعة بأشجار الكرمة والزيتون، والمعاناة يومية وخاصة ً أثناء القيام بالأعمال الزراعية وقطاف المحاصيل، وكذلك يطالبون باستكمال تعبيد الطريق الزراعي الذي يربط القرية بالأراضي الزراعية شمالي غربي القرية التي تبلغ مساحتها حوالي 6000 دونم، والطريق المذكور تم شقه وفرشه بالحصى منذ عام 2009 وحتى تاريخه لم ينجز بعد، ولا معوقات تمنع من إنجازه.

مدير الخدمات الفنية محمد مشعل قال: سيتم تسوية الطرق الزراعية حسب الاعتمادات المتوافرة.

الإنارة

كما يطالب الأهالي بإنارة الشوارع المظلمة ليلاً خشية تسلل الحيوانات المفترسة، ما يثير الرعب في نفوسهم، علماً أنَّ بعرين تحيط بها الهضاب من الجهة الشمالية والجنوبية ما يجعلها عرضة ً لتسلل الحيوانات الشاردة، ولكن إمكانيات البلدية المالية ضعيفة ولا تسمح بإنارة الشوارع، وبالتالي تحتاج إلى مساعدة من الجهة المعنية.

رئيس قسم كهرباء مركز مصياف صالح اليوسف قال إنَّ مسؤولية إنارة القرية تقع على عاتق البلدية وليست من مسؤولياتنا.

النظافة

وتعاني بعرين من معوقات كثيرة منها قلة عدد عمال النظافة الذين كان عددهم خمسة قبل الظروف الراهنة، أمَّا حالياً فهناك عاملان فقط لتخديم قرية مترامية الأطراف، وعدد سكانها حوالي 15 ألف نسمة. وقد تمت مخاطبة وزارة الإدارة المحلية لتعويض النقص ولكن الرد جاء بعدم الموافقة، كما تحتاج البلدة إلى تركس صغير للمساعدة في تحسين واقع النظافة.

معصرة الزيتون

ويطالب مزارعو بعرين بإنشاء معصرة زيتون في قريتهم لأهميتها الاقتصادية، حيث تخفف عنهم عناء وتكاليف النقل إلى معاصر القرى المجاورة، إضافةً إلى اختصار الوقت والازدحام أثناء موسم القطاف. علاوةً على أن هذا المشروع سيكون مصدر دخل دائم لبعرين وللبلدات الأخرى التي ستشارك في استثمار المعصرة، علماً أنَّ الجهات المعنية كانت تشجع على تنمية المشاريع الإنمائية المناسبة لواقع كل بلدية. وحسب كلام المزارعين، فإنَّ الدراسة الاقتصادية والموافقات جاهزة والعقار لبناء المعصرة موجود، ولا ينقص المشروع سوى الإرادة والتصميم من قبل الجهة المعنية التي ستمول المعصرة، بما يحقق فوائد اقتصادية وخدمية لصالح المواطنين في تجمع البلديات المساهمة.

.. لم يستكمل بعد

طلاب الحلقة الأولى في مدرسة الشهيد علاء عبيدو في بعرين يشكون من الازدحام الشديد في الغرف الصفية، وقد تم استخدام عدد من الغرف المسبقة الصنع والمستودع المدرسي – رغم حالتها السيئة وعدم ملاءمتها للعملية التدريسية في كل الظروف – كغرف صفية لإنهاء عملية الدوام النصفي، علماً أنَّه تم تأسيس بناء مدرسي للحلقة الأولى منذ العام 2013، إلى جانب ثانوية القرية، وحتى تاريخه لم يستكمل.

مدير الخدمات الفنية بحماه محمد مشعل أوضح أنه سيتم إعادة المتعهد للعمل لاستكمال البناء المدرسي.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا التأخير في استكمال البناء والرصيد مخصص منذ 7 سنوات؟!

إنَّ وعود الجهات المعنية بتحسين الخدمات للمواطنين كثيرة ولكن ترجمتها على أرض الواقع تصطدم في نهاية المطاف بعدم توفر الاعتمادات المالية.

يامن علي