محليات

مركز الإرشاد والتوجيه المهني.. تزايد الإقبال على تنمية المهارات الوظيفية وشراكة في ثلاثة مشاريع دولية

 دمشق ــ ميس خليل

لطالما شكل إيجاد التواصل بین خريجي المؤسسات التعلیمیة والفعالیات الاقتصادية هاجسا ينتاب كل طالب، ولعل مركز التوجیه المهني في جامعة دمشق يضطلع بهذه المهمة بحيث يعتبر مركزا رياديا يسعى باستمرار لتقديم خدماته للطلاب الراغبين بالاستفادة من دورات مهنية تشكل صلة الوصل بينهم وبين حاجات سوق العمل بعد التخرج، وبحيث يتم إيصال خدمات الإرشاد والتوجيه الوظيفي إلى طلاب السنوات الأخيرة من الدراسة الجامعية، إضافة إلى الخريجين الجدد؛ وتشمل هذه الخدمات مساعدة الطلاب على الدخول إلى سوق العمل من خلال تطوير مهاراتهم المتعلقة بتسويق الذات وبالتواصل، إضافة إلى تقنيات البحث عن عمل ومهارات كتابة السيرة الذاتية وأصول الجلوس في مقابلات العمل.

مدير مركز التدريب والتوجيه المهني الدكتور عبد السلام زيدان أوضح في تصريح لـ “البعث” أن المركز يقدم مجموعة من الدورات التدريبیة المطلوبة لسوق العمل وبشكل مجاني، ويعمل ضمن ثلاثة محاور، وهي تنمية المهارات العامة للطلاب من خلال سلسلة من الدورات، وتقديم الاستشارات الفردية المتعلقة بحالات خاصة ومساعدة الطلاب على اتخاذ قرارات محددة سواء كان خلال دراستهم الجامعية لاختيار اختصاص أو فرع أو لتوجهات سوق العمل بعد الدراسة الجامعية، والمحور الثالث مبادرات وأنشطة لربط سوق العمل بالجامعة.

شراكة دولية

وأشار زيدان إلى أنه خلال هذا العام الدراسي يساهم المركز في شراكة في ثلاثة مشاريع دولية، وهي تأسيس وحدة دعم الخريجين الجدد وهي خدمة احترافية موجهة بشكل خاص لحديثي التخرج تتم بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرانكوفونية، ويشارك أيضا في مشروع بحثي مشترك عبر الانترنت يسمى Global Course وتتم المشاركة لطلاب جامعة دمشق للعام الثاني على التوالي، وهي الجامعة العربية الوحيدة ضمن هذا المشروع الذي يضم جامعات واشنطن ونيوكاسل (بريطانيا) وطوكيو ورينمين (الصين) وغرونغن (هولندا)، ويهدف المشروع إلى تطوير التخطيط العمراني والسياسات المكانية لطلاب الهندسة المعمارية من خلال تبادل رؤى مختلفة وخبرات متنوعة من البلدان المشاركة ما يمكن الطلاب من الاستفادة من تجربة فريدة من الخبرات التدريسية المختلفة في هذه الجامعات والنقاش بين المشاركين؛

كما يساهم المركز أيضا ضمن فريق جامعة دمشق في مشروع تمكين المرأة الأكاديمية المسمى FREE ضمن برنامج بناء قدرات التعليم العالي Erasmus+ وهو مشروع رائد ضمن الجامعات في المنطقة العربية سيتم من خلاله تأسيس مركز للمساواة الجندرية والدعم للعاملات (مدرسات أو إداريات) ضمن قطاع التعليم العالي.

مجاني

وأوضح زيدان أن مسألة التدريب في المركز تتم بفضل المدربين الذين يوفرون خدمات التدريب بشكل مجاني للطلاب والخريجين، ويحتضن المركز مجموعة من المتطوعين والطلاب والمبادرات البناءة التي تساهم في إنجاز العديد ممن الأنشطة التي تتم من خلال المركز، كما وتتم الاستفادة من خبرات العديد من الطلاب في تخصصات معينة ليقوموا بنقل المعرفة والخبرة لزملائهم وهي مبادرات نشجعها بين الطلاب للتدريب المتبادل بينهم، منوها بأن هناك طموحا لافتتاح وحدات للإرشاد المهني والأكاديمي في كل تجمع للكليات تكون أقرب للطالب كون المركز بعيد عن الكليات نوعا ما، وهو مطلب مهم نرغب تنفيذه قريبا من قبل جامعة دمشق، كما هناك طموح لإعادة تفعيل أنشطة كثيرة كان يقوم بها المركز قبل الأزمة كتنظيم معارض فرص عمل ضمن الجامعات.

وعي طلابي

بدورها، نوهت المرشدة المهنية ومنسقة التدريب حنان مصطفى إلى أن الإقبال يتزايد سنويا على الاستفادة من خدمات المركز، إذ أصبح لدى الطلاب وعي أكبر لتنمية مهاراتهم ودورها في عملية التوظيف، ونجد تنافسا ملحوظا في سوق العمل ما عزز دور تطوير المهارات الإضافية للحصول على هذه الفرص والالتحاق بالشركات المرموقة. وبشكل عام يوفر موقع المركز برنامجا شهريا يتضمن من 6 حتى 8 دورات تندرج ضمن دورات تقنية فنية ودورات تنمية مهارات عامة، وعدد المستفيدين من الدورة 25 متدربا بشكل وسطي.

كما يتم التعاون حاليا – بحسب مصطفى – مع عدة جهات توفر فرص تدريب أو عمل، ويتم التحضير لنشاط مخيم الأعمال، وهو مسابقة تنفذ عادة في المركز من خلال حل مشكلة مقدمة من إحدى الشركات من قبل مجموعات طلاب من اختصاصات متنوعة تتنافس للحصول على أفضل حل للمسألة المطروحة والحصول على الجائزة المالية للمسابقة؛ كما ازداد التعاون مع الشركات والجمعيات الأهلية المرخصة لتوفير فرص تدريب وهي تؤمن صلة وصل مباشرة مع سوق العمل مثل الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية التي تؤمن بيئة عمل حقيقية لمتدربي المركز.

دورات تخصصية

ومن حيث نوعية الدورات والخدمات الحالية، بينت مصطفى أن التخصص أصبح أكبر مثال على ذلك، فهناك دورات في تقنيات التنفس والصوت لطلاب الإعلام، ودورات إعداد مدرب حساب ذهني، والتعامل مع الأطفال المعرضين للخطر، والتواصل عبر الدمى لطلاب التربية، وهناك البورصة وآلية التداول لطلاب الاقتصاد، وبرامج التصميم الغرافيكي والإعلان لطلاب الفنون الجميلة، إدارة المخاطر المصرفية، وإعداد موظف مصرفي محترف، ومهارات العمل المصرفي، والتحليل المالي المصرفي والحوكمة والامتثال في المصارف لطلاب الاقتصاد اختصاص مصارف، والعنف القائم على النوع الاجتماعي – الدعم النفسي لطلاب علم الاجتماع والتربية.

أما عن منهجية العمل المتبعة في المركز لتطوير دوراته، فذكرت مصطفى أن المركز يقوم بإجراء تقييم في نهاية كل دورة لتحديد جودتها ومدى استفادة الطلاب وما هي نقاط القوة والتحديات.