دراساتصحيفة البعث

الأمريكيون لا يستطيعون دفع ثمن اختبار كورونا

ترجمة: علي اليوسف

عن موقع “غلوبال ريسيرتش” 29/3/2020

هناك الكثير من النقاش بين علماء الفيروسات حول عدد الحالات المؤكدة المصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية. حقيقة الأمر أن قاعدة البيانات الموجودة لدى إدارة مركز السيطرة على الأمراض غير موثوقة على الإطلاق. لماذا؟ لأن الناس في جميع أنحاء أمريكا لا يستطيعون دفع ثمن اختبار فيروس الإكليل التاجي، ما يعني ببساطة أن ملايين الأمريكيين الذين قد يكون لديهم الفيروس لا يتم حسابهم.

تشير أحدث الأرقام الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض (27 آذار 2020) إلى أن 85356 شخصا على الأقل “معروف أنهم مصابون” بالفيروس التاجي. وفي وقت كتابة هذا التقرير، تم تسجيل أكثر من 1246 حالة وفاة في الولايات المتحدة بسبب الفيروس (أي عدد حالات أكثر من الصين أو إيطاليا).

أين وكيف يقومون بجمع البيانات؟

تشير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى “الحالات المبلغ عنها”، وهي تجمع “الحالات الافتراضية” مع “الحالات المؤكدة”.. إنها فوضى مطلقة فيما يتعلق بتصنيف وتكامل جمع البيانات المحلية والفيدرالية.

ولا تؤكد البيانات الإيجابية المفترضة عدوى الفيروس التاجي حيث يتضمن الاختبار الافتراضي “التحليل الكيميائي لـ عينة تثبت “احتمالية وجود مادة”، لكنها لا تؤكد الإصابة بالفيروس التاجي، إلا أن مركز السيطرة على الأمراض يضيفها إلى فئة “الحالات المؤكدة”.

بعد ذلك، يجب إرسال الاختبار المفترض إلى مختبر صحي حكومي معتمد للتأكد. ويشير الاختبار التأكيدي إلى “تحديد المادة المحددة [الفيروس التاجي] من خلال مزيد من التحليل الكيميائي”.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية لا تقوم بجدولة البيانات الافتراضية، ما يعني أن بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تتعارض تماما مع معايير منظمة الصحة العالمية، وهذا ما يمكن أن نسميه إحصاءات قذرة.

ببساطة، لا يستطيع ملايين الأمريكيين ببساطة دفع ثمن الاختبار، ما يعني أن البيانات الرسمية غير موثوقة على الإطلاق؛ وإذا أصيبوا بالعدوى، فلا يمكنهم تحمل العلاج الطبي اللاحق.

أغنى دولة على كوكب الأرض ليس لديها نظام للصحة العامة، ويترتب على ذلك أن هناك العديد من حالات الاختبار “الإيجابية” التي تم اختبارها بعد ذلك دون علاج، ما يساهم في انتقال الفيروس بلا هوادة.

اختبار الفيروس التاجي

في نظام الرعاية الصحية الخاص بشكل أساسي، هل يمكنني الحصول على الاختبار؟ وإذا خضعت للاختبار، فهل سيتم علاجي ويمكنني تحمل تكاليف العلاج؟

وبافتراض أنك قادر على تحمل الاختبار، فهل هذا سيتبعه علاج؟ وهل سيساعد في ردع انتشار الفيروس؟

في ولاية فلوريدا، كان السعر الحالي لاختبار فيروس كورونا، في أوائل شباط (في بداية الطوارئ الصحية العمومية لمنظمة الصحة العالمية)، في عيادة خاصة، حوالي 3000 دولار، ولم يكن مشمولا بشركات التأمين الخاصة، بينما سعر اختبار الفيروس، للأشخاص غير المؤمن عليهم في كاليفورنيا، ووفقا لتقارير، يتراوح بين 100 دولار و250 دولارا. في الآونة الأخيرة، وعد الكونغرس بأنه سيغطي تكاليف الاختبارات، ولكن لايزال بإمكانك “مواجهة فواتير باهظة” للخدمات الطبية.

تقول مجلة Harvard Business Review إننا بحاجة إلى “طريقة رخيصة” لتشخيص الفيروس التاجي، ولكن هل “الاختبار الرخيص” هو “اختبار موثوق”؟ وهل يضمن للمريض علاج متابعة فوري؟

بالنسبة للأشخاص الذين هم تحت الحصار، والذين كانوا عاطلين عن العمل في الشهر الماضي، والذين يضطرون لدفع رهونهم العقارية وشراء الطعام، ما الذي يبقى لمصروفات الطوارئ الطبية؟!