رياضةصحيفة البعث

رياضة الريف.. مشاكل مزمنة رغم النجاحات وغياب المال معضلة كبرى!

ربما تكون محافظة ريف دمشق الأكثر نجاحا رياضيا خلال السنوات العشر الماضية بالنظر إلى واقعها المليء بالمنغصات والمصاعب، حيث استطاعت أن تكون في الريادة في كثير من الألعاب وتحجز مكانا دائما في منصات التتويج وتكون رافدا لمنتخباتنا الوطنية.

لكن، ومع بدء الدورة الرياضية الجديدة ووصول قيادة جديدة لفرع رياضة الريف، بات الحديث ضروريا عن إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي تعاني منها، بعد أن ظلت الحلول الإسعافية هي المسيطرة لفترة ليست بالقصيرة نتيجة الظروف المختلفة.

ولعل أكبر عائق يمكن الإشارة إليه يتعلق بالشق المادي الذي يرخي بظلاله على قدرة لاعبي الريف على التطور أكثر والوصول لنجاحات أكبر، وهذا الأمر له أسباب كثيرة تحتاج لحلول لا تبدو مستحيلة شريطة توفر الرغبة في العمل وإرادة تغيير الواقع.

فالناظر لأندية الريف، يجد أنها الأكبر عددا على مستوى القطر مع تجاوزها عتبة الـ60 ناديا، وهو رقم مخيف بما يتطلبه من مقومات، لكن الملفت في هذا العدد هو سوء التوزيع الجغرافي بوجود ناديين أو ثلاثة لا يبعد أحدهما عن الآخر سوى كيلومترات قليلة.

هذا التمركز الخاطئ سبب مشكلة أخرى تتعلق بممارسة الألعاب ذاتها وخاصة كرة القدم، في بقعة جغرافية محصورة، فيما تعاني الألعاب الأخرى من الإهمال. وهنا تبرز فكرة مواصلة تطبيق الخارطة الرياضية التي وضعتها قيادة اللجنة التنفيذية السابقة، وبدأت في تنفيذها.

وبالحديث عن أندية الريف التي تمارس كرة القدم، نجد أنها في غالبيتها تعاني الأمرين لتأمين احتياجاتها مع وجود أرضية مهيئة لها، لكن شعبيتها الجارفة تجعل الأندية تساير رغبة الجمهور، وإن كان على حساب نجاح فرقها، لتكون الكارثة الكبرى هي عدم وجود منشآت مناسبة، أو مقرات حتى، وبالتالي تنتفي إمكانية وجود استثمارات، ليغيب المردود المادي، وتقع الأندية تحت رحمة المحبين والداعمين، أو تنتظر الإعانات التي يقدمها الاتحاد الرياضي سنويا، والتي لا تكاد تكفي للعبة واحدة شهريا!!

وفي موضوع الاستثمار، يجب أن تكون هناك دراسة متأنية لكل الاستثمارات القائمة حاليا، مع توفير المزيد منها بعد إنهاء ملف الملكيات المشتركة الذي يفترض أن يمنح الأندية مزيدا من الأراضي التي يجب أن تعرف كيف تديرها رياضيا وتجاريا.

جملة النقاط السابقة يفترض أن تكون حاضرة في أذهان القائمين على رياضة الريف مع اجتراح حلول قابلة للتنفيذ، وإن كان بشكل تدريجي، فمن يعرف طبيعة محافظة ريف دمشق رياضيا يدرك أنها قادرة على تحقيق الكثير إن توفرت أبسط المتطلبات وخاصة المادية منها.

مؤيد البش