رياضة

بعد الصافرة   تحول إيجابي.. ولكن!!

“ما حك جلدك مثل ظفرك” أكثر الأمثال الشعبية التي تنطبق على واقع رياضتنا قبل وبعد خوض تجربة الاحتراف التي شابها، ومازال، الكثير من المنغصات والأخطاء، فمعظم التجارب السابقة في استقدام اللاعبين والمدربين الأجانب، سواء على مستوى المنتخبات الوطنية أم على صعيد الأندية، حصدت فشلا ذريعا، وأكثر ما حققته أنها أرهقت صناديق الاتحادات والأندية على السواء، وأهدرت الكثير من الأموال وبالعملة الصعبة، وكان من الممكن الاستفادة منها وتوظيفها ضمن مسارات محددة ومبرمجة داعمة للخبرات والكفاءات ا‎لوطنية، وما أكثرها في المجال التدريبي على وجه التحديد، خاصة أولئك الذين خاضوا تجارب احترافية خارجية وحصدوا سمعة طيبة.

ما دفعنا للإشارة إلى هذه القضية المهمة هو ما حصده نادي الاتحاد من خيبة حقيقية جراء تعاقده، بداية الموسم الكروي، مع المدرب التونسي قيس اليعقوبي ومساعده، وما ترتب على النادي من مبالغ خيالية وغير مسبوقة في تاريخ أنديتنا تم صرفها دون أن تحقق أي تقدم ملموس، لا في النتائج ولا في الترتيب.

على العموم، خيرا فعلت إدارة نادي الاتحاد بتعاقدها مع المدرب الوطني محمد عقيل، ولعله إلى جانب ما سيقدمه شقيقه من دعم معنوي ومادي سينجح في إحداث فارق حقيقي وإيجابي في مسيرة الفريق المستقبلية؛ فالمدرب الجديد، وبالنظر إلى تجاربه التدريبية الناجحة داخليا وخارجيا، ولما يملكه من خبرة وكفاءة وشهادات تدريبية عالية المستوى، قادر على إحداث هذا الفارق، ولكن يبقى ذلك مشروطا ومرهونا بمدى استجابة إدارة النادي لمتطلبات واحتياجات نهوض الفريق وتوفير البيئة المناسبة للإقلاع مجددا وبروح وهوية جديدتين.

ويبقى الأهم الاستفادة من أخطاء التجارب السابقة، وتحديدا تجربة المدرب التونسي، ووضع رؤية متكاملة لواقع الفريق، خاصة ما يتعلق بالتعاقدات مع اللاعبين، والتي أثارت الكثير من الجدل واللغط لدرجة السخط في أوساط النادي وجماهيره العريضة. فهل سيكسر العقيل القاعدة، وينجح في مهمته الجديدة والصعبة، ويحدث التحول الإيجابي المنشود، ويضع الفريق على السكة الصحيحة ليكون ندا ومنافسا قويا للفوز بلقب بطولة الدوري؟! نأمل ذلك.

معن الغادري