تحقيقات

الجواميس ثروة حيوانية لا تعيش إلا في الجزيرة السوريّة

تتفرد مدينة القامشلي دون غيرها بتربية الجواميس، لوجود أهم عنصر من عناصر حياتها واستمراريتها، وهو نهر الجغجغ، بالإضافة إلى ذلك تختص بتربيتها أسر معينة، توارثت تربيتها من الآباء إلى الأجداد ويتابع تربيتها أبناؤها، وقدأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، يعيشون معها أجمل لحظاتهم، والأهم أنها مورد رزق لهم . عدد كبير من الأسر المربية للجواميس التقت بهم “البعث” و أشاروا إلى مدى تعلقهم بالجواميس، وما يميز هذه الحيوانات أنها تعطي نوعا من الأكلات الشعبية ليست موجودة في أي بقعة بالقطر إلا في ربوع هذه المنطقة، و تسمى “الكيمر”، و لأهميتها وقيمتها خصص لها سوق في المدينة وتباع بسعر باهظ حيث وصل سعر الكيلو اليوم إلى 5 آلاف ليرة سورية.
الباحث في التاريخ أنيس مديوايه قال :إن فكرة تربية الجواميس جاءت من العراق قبل عشرات السنين، فقد كانت متوفرة هناك، واستقدمتها عدد من الأسر، حتى توارثوها وحافظوا على تربيتها، وهي لا تعيش إلا بجانب الأنهار، وموجودة فقط في مدينة القامشلي، وعدد قليل في منطقة المالكية على الحدود السورية العراقية، وكان هناك سوق قديم في القامشلي للخضار تأسس مع بداية القامشلي، ومع مرور الوقت تحول الاسم إلى سوق الكيمر، وهناك أكثر من 20 محلاً من المحلات ال40 التي يتم بيع الكيمر فيها فقط و هي مادة غذائية يرغبها فيها الكثيرون نظرا لنكهتها الطيبة.
أحد أقدم المربين “راكان الناصر” أكّد أنّ تجربته في تربية الجواميس انطلقت وهو صغير، وقبل ذلك عاشها والده وجده، وأضاف ..أن الأسر التي تعمل في تربيتها موجودة حصراً في حي طي بالقامشلي، وذلك لوجود نهر الجغجغ وأشار المربي حمد الحميدإلى إلى أن الحرب فرضت متاعب وتحديات كبيرة للاستمرار في تربية الجواميس فقد كان لديه 44 رأسا من الجواميس، واليوم لا يملك سوى 3 جواميس، ويأمل من مديرية الزراعة والأعلاف تقديم العلف المطلوب للجواميس بشكل دوري ودون انقطاع .
مدير زراعة القامشلي المهندس عادل سليمان أشار إلى دور المديرية بتوثيق عدد الجواميس بشكل دقيق، من أجل مراسلة دائرة الأعلاف وتأمين ما يلزمها  من علف، وهناك 3384 جاموساً مسجلاً لدى مديرية الزراعة، ومربوها يأخذون ما يحق لها من علف في دائرة الأعلاف.
أمّا ياسر سيد علي مدير أعلاف الحسكة فقد أكّد أن الدائرة تقدم كل ما يترتب عليها من واجبات والتزامات تجاه الجواميس، وفي كل دورة للتوزيع يأخذ المربون مادة العلف، و الدورة عبارة عن شهرين، ومستحقات علف الجواميس 100 طن بمختلف أصنافه، وأضاف: يتم منحهم الجريش والشعير والنخالة، وهي متوفرة وتقدم لهم دون توقف وانقطاع، لكن ما يحصل أن عدد المربين كثير، فهناك أكثر من 80 ألف مرب على مستوى مناطق وبلدات الجزيرة السورية، و هذا يتطلب أياما كثيرة حتى ينجز التوزيع بسبب العدد الكبير، والجميع يرغب بالحصول على مستحقاته خلال ساعات، هذا الأمر يشكل صعوبة كبيرة ، ولكن للجميع مستحقاته، ومن لا يأخذ علف جواميسه فالعذر والتخلف من المربي، فرغم الحرب وآثارها السلبية على مختلف جوانب الحياة، حافظت مؤسسات الدولة ودوائرها  على تقديم مختلف احتياجات المواطن، ومن ذلك دعم الثروة الحيوانية (الجواميس).
عبد العظيم العبد الله