تحقيقات

في زمن “الكورونا” .. احذروا إشاعات مواقع التواصل الاجتماعي وأخبارها الكاذبة!”للتدقيق”

تشكل اليوم مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لنقل الإشاعات بشكل كبير، نظراً لكونها غير مراقبة، ومتاحة أمام الجميع، حيث بإمكان أي شخص أن يطلق إشاعة ويروجها بمجرد كبسة زر على جهاز جوال بين يديه بأيسر السبل، وأقلها كلفة، والملاحظ أن هذه الإشاعات يصدقها غالبية المتلقين لها على اختلاف مستوياتهم الثقافية وأعمارهم، والأخطر في الأمر أن الكل يعمل على نقل الإشاعة من دون تفكير أو معرفة بمدى صحتها من عدمها، ويحدث ذلك في زمن الأزمات والكوارث، حيث تكون الأجواء مناسبة لنقل الإشاعات وانتشارها.
ولعل الأخبار عن فيروس كورونا الذي يرعب العالم حالياً هي أكبر دليل على ذلك، فاليوم يتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً ومواد فلمية كثيرة عن هذا الوباء الذي حل في العالم وأصبح ضحاياه بالآلاف ، منها ما هو صحيح ، ومنها ما هو كاذب يحدث آثاراً كبيرة على شريحة المتلقين ويجعلهم عرضة للقلق والاكتئاب وحتى المرض نتيجة الضغط النفسي الذي يعانونه!.
كذب وتشويش للحقائق!
برأي الدكتورة رولة الصيداوي أخصائية علم النفس أن للشائعات أخطاراً كبيرة على المجتمعات والأسر والأفراد، لما فيها من كذب وتشويه للحقائق وبث الخوف في قلوب الناس وخاصة الضعفاء وبث القلق في العقول ، وخطورتها تكمن في أن الإشاعة لم تعد تطال الأفراد فحسب بل تعدى تأثيرها حدود الدول لتكون إحدى أدوات حرب باردة قوامها الأخبار الكاذبة المتعمدة، مشيرة إلى أن ما رافق فيروس كورونا من كم هائل من الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها منذ بداية انتشاره ولغاية اليوم يعطي مثالاً واضحاً على ذلك، مؤكدة على أهمية الوعي في التعامل مع هذه الإشاعات والأخبار عن هذا المرض وغيره وذلك بالرجوع دائماً إلى المصادر الموثوقة عند الجهات المعنية في الدولة.
سمات نفسية مضطربة
وبينت الصيداوي أن الفرد الذي يقوم بنشر الشائعات يتصف سلوكه بسلوك عدواني وسمات نفسية مضطربة ، وهو سلوك ناجم عن فقدان حس المسؤولية الاجتماعية لأنه يخرب المجتمع ويزعزع أمنه دون إدراكه حقيقة ما يفعل لأن الأسباب من وجهة نظره مبنية على وضعه النفسي وأحياناً لأسباب أخرى مثل الحرمان العاطفي والفقر، ويرجع ذلك لارتباط كبير بين مروج الشائعة واضطراب الشخصية الذي يطلق عليه الشخصية المضادة للمجتمع (سيكوباتي) والسيكوباتية تصيب الجانب الخلقي في الشخصية دون أن تصيب القدرات العقلية.
كيف نحمي أنفسنا؟
ورداً على سؤال حول كيفية حماية أنفسنا من خطر الإشاعات، أكدت الصيداوي على ضرورة لزوم التثبت والتبين من حقيقة الأمر وأخذ المعلومة من مصدرها الأساسي كونه هو المعني والأقدر على تفنيد كل التفاصيل ومعرفتها ، و أن نوّعي أبناءنا لكي لا يكونوا عرضة لتلقي ونشر الشائعات المغرضة.
وأضافت: على من يسمع الشائعات عدم نشرها ونقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكي لا يساهم في بث أخبار كاذبة ، و أيضاً حتى لا يفقد مصداقيته عند الناس بعد تبين الحقائق، بمعنى أن علينا كمتلقين التفكر في العواقب و نتائج نشر الشائعة من خوف وقلق وغيره من حالات لا تحمد عقباها، ودعت الصيداوي دور الثقافة والمعرفة لإقامة ندوات توعوية حول خطر الإشاعات وحول كيفية وقاية أنفسنا من الأخطار كوباء كورونا الذي ما زال البعض يأخذه على محمل الاستهزاء والسخرية غير مدرك لخطورته.
نحتاج للمصدر الموثوق!
برأي إيلانا خليل معلمة مدرسة أن الإشاعات أداة تخريبية للمجتمعات، مشيرة إلى حالة الرعب التي عاشتها مع أبناء أسرتها جراء انتشار الكثير من الأخبار والأقوال الكاذبة حول فيروس كورونا، وتمنت أن يكون هناك مصدر رسمي دائم الحضور لنفي كل خبر كاذب حول هذا المرض أو غيره من الإشاعات.
* وشكا فراس علي “موظف” من عدم قدرته على الرد الصحيح على أسئلة أولاده جراء سماعهم لأخبار كاذبة تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي سواء الخاصة بفيروس كورونا أو أمور أخرى تتعلق بالحرب على سورية، متمنياً على وسائل الإعلام الرسمية أن تكون حاضرة بشكل فوري لنفي أي إشاعة قبل أن تنتشر وتؤذي المتلقين!.
* وأشاد عدي حمدان “معلم” بقانون الجريمة الإلكترونية الذي حدّ بشكل كبير من انتشار الأخبار الكاذبة، داعياً لإحداث مظلة الكترونية آمنة لدعم الصفحات الوطنية الكبرى من أجل نشر الحقائق ومحاربة الأخبار الكاذبة التي عانى منها المواطن السوري على مدى سنوات الحرب الماضية نتيجة غياب الحقائق حولها!.
معلومات أكيدة!
بحسب خبراء علماء الاجتماع، ” نملك جميعاً نزعة نقل الأخبار السلبية أكثر من الإيجابية، وأن الإشاعة تزدهر خلال الكوارث والأزمات بنتيجة الغموض وعدم اليقين، وهنا تكون لوسائل الاتصالات ومواقع التواصل القدرة على النشر السريع لمعلومات وأخبار غير دقيقة ومضللة “.
غسان فطوم