محليات

بين قوسين                  خشية الانزلاق..!!

واقع الحال والظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار بصورة جنونية وغير مسبوقة لا ينفي قطعاً الجهود المبذولة للتخفيف ما أمكن من معاناة المواطنين نتيجة الإجراءات الحكومية الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا الذي بات يهدد العالم بأسره.

هذه الجهود وإن كانت منقوصة في بعض الجوانب والمفاصل خاصة ما يتعلق منها بواقع الأسواق الفوضوي، وعدم قدرة الجهات الرقابية والمعنية حتى اللحظة على لجم جشع التجار، تتكامل وتتفاعل على المستويين الحكومي والشعبي يوماً بعد يوم، ما أفرز الكثير من الحالات المجتمعية الإيجابية المتمثلة في حالة الوعي والنضج لدى المواطنين بمختلف شرائحهم من جهة، ومن جهة ثانية سرعة التدخل الإنساني والإغاثي من بعض الجمعيات الأهلية، إضافة إلى المبادرات الفردية القليلة نسبياً، خاصة تلك التي كانت بعيدة عن رصد الكاميرات كما يفعل البعض بقصد التباهي والتفاخر ليس إلا.

لا شك أن هذا التلاقي في الشكل والمضمون يعطي بعداً أخلاقياً إضافياً لمجتمعنا الذي أثبت خلال كل التجارب السابقة، على قسوتها ومرارتها، أنه أكثر تماسكاً وحرصاً على وطنه، وهو السر الذي جعله  يواجه كل التحديات و الأزمات بما فيها أزمة كورونا الحالية بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين.

والواضح في المعادلة الجديدة التي فرضها هذا الوباء تباين الأداء في إدارة الأزمة، والتي نجحت في بعض المفاصل وفشلت في جوانب أخرى. ولعل الهاجس الأكبر الذي يشغل الناس هو عدم الانزلاق والجنوح أكثر للانتفاع من الأزمة واستثمار الظرف واللحظة من قبل تجار الأزمات لتضييق الخناق أكثر على المواطنين، خاصة في قضية غذائه وتأمين احتياجاته وقوت يومه، وهو ما نضعه في عهدة خلية الأزمة ليس في حلب وحسب، وإنما في باقي المحافظات للضرب بيد من حديد وفرض العقوبات الأشد بحق كل من يعتدي على قوت المواطن ويسعى إلى إفراغ القرارات الحكومية من مضمونها الإنساني والاجتماعي والأخلاقي.

وهنا يبرز دور الإعلام الوطني بمختلف صنوفه وأشكاله كشريك مهم وأساسي لمواكبة التطورات اليومية بمنتهى الصدقية والشفافية والجرأة وتعرية كل الجشعين والفاسدين، والتصدي لكل المحاولات التي من شأنها نشر الفوضى وإضعاف ثقة المواطن بمؤسسات الدولة.

معن الغادري