الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بعد “روزفلت”.. كورونا يجتاح الحاملة “شارل ديغول”

بعد أزمة تفشي الفيروس التاجي (كورونا) بين طاقم حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت”، يبدو أن العدوى وصلت إلى حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”، حيث أفادت القوات المسلحة الفرنسية أن حوالي 40 بحاراً وضعوا تحت المراقبة الطبية الصارمة، عقب ظهور أعراض وباء كوفيد – 19 عليهم، وأن الحاملة “شارل ديغول” في طريق العودة إلى الميناء، وسينقل إليها فريق متخصص في كشف الحالات مع المعدات اللازمة لذلك، بهدف عزل الذين تتأكد إصابتهم، منعاً لتفشي الوباء على السفينة”، لافتة إلى أن الحاملة موجودة حالياً في المحيط الأطلسي، وأبحرت عائدة إلى ميناء تولون الفرنسي قبل الموعد المحدد في 23 نيسان الجاري، وأن البحارة الذين ظهرت عليهم الأعراض عزلوا كإجراء احترازي لحماية باقي الطاقم، و”لم يسجل لدى البحارة المصابين أي تفاقم في وضعهم الصحي”.

يأتي ذلك فيما أعلنت فرنسا تسجيل 1427 حالة وفاة جديدة في يوم واحد، ليتجاوز بذلك عدد الوفيات في البلاد 10 آلاف حالة.

وتجاوزت الإصابات 78 ألف إصابة حتى الآن، في حين تماثل أكثر من 19 ألف شخص للشفاء.

وجاءت الإشارة الأولى الدالة على أن حاملات الطائرات قابلة للعطب أمام الفيروس التاجي، حين اضطر بريت كروزييه، قبطان حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس روزفلت” إلى توجيه رسالة قوية إلى البنتاغون، دعا فيها قادة بلاده العسكريين إلى اتخاذ إجراءات أشد صرامة لوقف تفشي الوباء بين الطاقم المؤلف من 5000 بحّار.

وأخذت هذه القضية الحساسة أبعاداً جديدة، بعد أن سرّبت وسائل إعلام أمريكية نص الرسالة، ورد البنتاغون بإعفاء القبطان من قيادة حاملة الطائرات.

وفي تطوّر لاحق، أُعلن أن أعراض الوباء ظهرت على القبطان المقال قبل أن يغادر حاملة الطائرات، وأن إصابته بالفيروس التاجي تأكّدت، وهو يتلقى العلاج الآن في مصحة القاعدة البحرية الأمريكية في جزيرة غوام.

وكان كروزييه قد خاطب في رسالته قادة البنتاغون قائلاً: “لسنا في حالة حرب. البحارة ليسوا مضطرين للموت. إذا لم نتصرف الآن، سنفشل في الاعتناء بشكل صحيح ببحارتنا، ضماننا الأكثر موثوقية”.

ودعت تلك الرسالة الاستثنائية إلى تفريغ حاملة الطائرات من جميع أفراد الطاقم، وعزلهم وفحصهم، وتطهير وتعقيم الحاملة بالكامل.

هاتان الواقعتان التي فقد في أولهما القبطان الأمريكي منصبه وصحته، أكدتا أن القلاع البحرية الضخمة، مثل المدن الكبيرة، معرّضة أكثر لخطر انتشار الأوبئة، بل هي أكثر ضعفاً في مواجهة مثل هذا الخطر بسبب ضيق الحيز بالنسبة لعدد أفراد الطاقم، ناهيك أن فيروس كورونا، شل تماماً تقريباً حاملة الطائرات الضخمة، وجرّدها ضمنياً من أسلحتها الفتاكة.

وفي تعليق على هذه القضية، رأت صحيفة ” نيويورك تايمز” أن الفيروس التاجي تمكن من التسلل إلى أسلحة أمريكية حساسة مثل حاملات الطائرات، لافتة إلى أن ضعف مثل هذه الأسلحة يكمن في استحالة تحديد مسافة للتباعد الاجتماعي المطبقة في المدن، لمنع انتشار العدوى، ولفتت إلى أن الكثير من أماكن نوم البحارة، مزود بأسرة من طابقين، علاوة على ضيق المداخل والمخارج والممرات والحمامات والمنافع الأخرى، ما يجعل تفشي الوباء في حاملات الطائرات، أكثر سهولة.