أخبارصحيفة البعث

طهران تنتقد سياسة “البنك الدولي” التمييزية

تتواصل الجهود الدولية لرفع العقوبات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران، أملاً في مساعدتها لمواجهة تفشي وباء كورونا المستجد، حيث أعلنت موسكو عن مبادرة “الممر الأخضر” لدعم الدول التي تواجه خطر كورونا وتفرض عليها واشنطن عقوبات، ولكن المبادرة الروسية ماتزال تصدم بموقف واشنطن المتعنت، والتي ماتزال ترفض وصول المساعدات الطبية لطهران، كما وتمنعها من تحريك أرصدتها المجمدة في البنوك حول العالم، والأخطر أنها تفرض فيتو على البنك الدولي لمنعه من تقديم قرض بخمسة مليارات دولار كانت قد طلبتها إيران مؤخراً.

وفي هذا السياق أعلنت إيران، أمس، ترحيبها بطرح روسيا إنشاء ممر أخضر بدلاً من الحرب الاقتصادية والعقوبات التي يفرضها الغرب على دول عدة في إطار الإجراءات الرامية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة باللغة الروسية: إن دولاً مختلفة أغلقت حدودها الجغرافية للسيطرة على فيروس كورونا لكنها فتحت حدود مساعداتها، ونحن نرحب بفكرة روسيا إنشاء ممر أخضر بدلاً من الحرب الاقتصادية والعقوبات.

وأشار ظريف إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصل معارضة المطالب الدولية لرفع الحظر الظالم عن إيران لمساعدتها في مكافحة فيروس كورونا.

بدوره أكد مندوب إيران الدائم في منظمة الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، ضرورة إلغاء الحظر الأميركي الأحادي ضد الدول من أجل مكافحة كورونا.

وجاء في رسالة وجهها تخت روانجي إلى رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة لمناسبة المصادقة على بيان الجمعية العامة تحت عنوان “التضامن العالمي في مكافحة كورونا”: إنه في هذا الوقت العصيب الذي تجتاح فيه نيران كورونا كل المناطق والدول في العالم، فإن التضامن والتعاون الدولي أمر ضروري لأن جميع الدول هي في جبهة واحدة في مكافحة هذه الجائحة”.

وأشار مندوب إيران إلى “المشاكل التي سببتها إجراءات الحظر اللا إنساني الأميركي ضد الدول المستهدفة التي تكافح فيروس كورونا”، مضيفاً أن “هذا الوضع لا يضر مواطني هذه الدول فقط، بل يضر أيضاً المكافحة العالمية لفيروس كورونا وصحة كل سكان الكرة الأرضية”، مؤكداً أنه وبغية المكافحة المؤثرة لفيروس كورونا، فإن “إلغاء إجراءات الحظر اللاقانونية الأميركية يخدم مصلحة العالم كله ويعد أمراً ضرورياً”.

في الأثناء جدّد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، مطالبته صندوق النقد الدولي بمنح طهران قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار، لمواجهة فيروس كورونا، وحثّ المنظمات الدوليّة، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، “على تنفيذ واجباتها”، وقال: “نحن عضو في صندوق النقد الدولي، ويجب ألا يكون هناك تمييز في منح القروض”.

كما انتقد روحاني العقوبات الأميركية على إيران، واصفاً إيّاها بـ”الإرهاب الاقتصادي والطبي”، مؤكداً أيضاً خلال كلمته أنّ بلاده ستحقق قريباً “الاكتفاء الذاتي في إنتاج عدة تشخيص كورونا”.

في سياق متصل، أشار رئيس البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، في منشور على حسابه الشخصي بموقع “إنستغرام”، إلى أنّه أرسل طلباً إلى رئيس صندوق النقد الدولي “لاستخدام حق إيران باقتراض 5 مليارات دولار بشكل سريع، وذلك لمساعدتنا في التخفيف من الآثار السلبية التي ترتبت على اقتصادنا بعد انتشار فيروس كورونا في البلاد”.

وكشف عن أموال إيرانية تم الإفراج عنها، بعد أن كانت مجمدة في لوكسمبورغ منذ العام 2015، مضيفاً: إنه تم صدور قرار قضائي بالإفراج عن أموال بقيمة 1.6 مليار دولار كانت مجمدة في لوكسمبورغ، رغم الضغوط الأمريكية، وأردف: إن الأموال المحررة كانت مجمدة في لوكسمبورغ منذ نحو 5 أعوام، مشيراً إلى أنه بفضل متابعات قضائية بدأها البنك المركزي الإيراني تمّ إحباط مساعي الولايات المتحدة لإيقاف ومصادرة أموال إيرانية مجمدة في أوروبا.

في الأثناء، أكد المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن عمليات مكافحة وباء كورونا كشفت كذب الادعاءات الأمريكية لجهة قدرة واشنطن في الهيمنة على العالم، وقال، خلال لقائه سفير روسيا في إيران لوان جاغاريان: “أميركا التي تدعي إدارة النظام أحادي القطب ليست قادرة اليوم على إدارة مكافحة تفشي كورونا في بلادها”، مشيرا إلى العالم يتجه بسرعة نحو التعددية.

وجدد عبد اللهيان التأكيد على أن إرهاب الإدارة الأميركية يعرقل وصول المساعدات الطبية إلى إيران في ظل الأوضاع التي يواجهها العالم من تفشي فيروس كورونا لكن الصين وروسيا وبعض الأصدقاء يتعاونون معها في مكافحة هذا المرض.

من جانبه قال السفير الروسي: “تعزيز العلاقات البرلمانية بين إيران وروسيا من الأهداف الإستراتيجية لموسكو وإن العلاقات الممتازة بين البلدين تتقدم بشكل جيد في جميع المجالات”، وأكد أنه سيتم إرسال مزيد من المساعدات الروسية إلى الشعب الإيراني لدعم عمليات مكافحة فيروس كورونا.