تحقيقات

رغم عدم جدواها طبياَ..وصفات شعبية لعلاج كورونا تغزو بيوت السوريين

متابعاً كل العلاجات الممكنة والفعالة على مواقع التواصل الاجتماعي، يمضي أبو لؤي الرجل الخمسيني بحثه في الطب العشبي عن علاج لفايروس كورونا، ورغم عدم إصابته بأي عارض من أعراض الوباء شائع الذكر ، يداوم الرجل مؤخراً بشكل يومي على استنشاق البخار الناتج عن غلي أوراق الكينا بعد أن قرأ وسمع أن هذه الوصفة يمكن أن تكون علاجاً فعالاً  ضد كورونا ومكافحة أي فايروس يدخل المجاري التنفسية، إضافة لتأثير هذه الوصفة  في تنقية الهواء وتنظيف الرئتين كما يقول، ورغم تأكيد أبو لؤي أن الفضول فقط والرغبة في الوقاية دفعاه لهذه الحالة من التجريب والبحث المستمر بعد أن أصبح الوباء هو الشغل الشاغل للعالم بأسره، وبات الحديث عنه أمرا لا مهرب منه في فترات الحجر الصحي والبقاء في المنزل، فإن الخوف بدا سبباً إضافياً ساهم في انتشار جملة من العلاجات الشعبية التي وجدت طريقها لمنازل السوريين دون أن يتيقن أي منهم إن كانت هذه الوصفات فعالة أو مجدية حقاً.
قشة الغريق
وتكثر الوصفات التي خرجت إلى التداول الشعبي وبدأ الناس بالبحث عنها وتجريبها من باب الوقاية في وسائط التواصل الاجتماعي، حيث لا زال الكثيرون يعتقدون في إمكانية محاربة الفايروس بواسطة الطب الشعبي وشرب الأعشاب كاليانسون أو تناول العسل وحبة البركة والثوم والليمون، وغيرها من الوصفات الغريبة التي بات الجميع يتحدث عنها كشرب الماء الدافئ بشكل مستمر لقتل الفايروس في حال كان متواجداً في الحنجرة، أو شرب المواد الكحولية، وللأسف بات التعاطي مع هذه الوصفات يأخذ شكلاً من أشكال الإستغلال عند البعض، وارتفاع أسعار المواد المرتبطة بتلك الوصفات، ويكفي أن تبحث على مواقع التواصل الاجتماعي عن علاج كورونا لتجد عشرات وعشرات الوصفات المتداولة، ورغم أن مجربي هذه الوصفات لم يختبروا بعد فعاليتها إلا أن حديث معظمهم كان عن ضرورة التجريب، فحتى وإن كان دون جدوى فإنه لن يكون مضراً، لتبدو تلك الوصفات أشبه بقشة الغريق الذي يبحث عن أي وسيلة ينجو بها، لكن الحقيقة هي أن بعض تلك الوصفات قد تكون مضرة جداً.
الإلتزام بالقواعد
يتحدث الدكتور عمار فاضل وهو طبيب سوري مقيم في استراليا عن ضرورة الالتزام بالنصائح الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة السورية التي قامت بالتوعية حول الإجراءات المطلوبة في هذه المرحلة لمكافحة انتشار فايروس كورونا، ويؤكد لنا عدم جدوى الوصفات الشعبية المتداولة على صفحات الإنترنت، والتي مع الأسف انساقت إليها معظم الفئات الشعبية، وحتى بعض النخب المتعلمة، ويتحدث عن عشرات الرسائل التي ترد إليه يومياً للاستفسار عن بعض تلك الوصفات الغريبة، كالعسل والعكبر وحبة البركة والليمون واستنشاق بخار الماء، وغيرها من الوصفات التي تكون مضحكة في بعض الأحيان كتناول الملوخية مع الحامض والثوم، ويقول: إن أي علاج دوائي خاص بعلاج الفايروس يكون ضمن برتوكول دوائي متفق عليه عالمياً أو يضعه الأطباء مسبقاً في كل دولة ينتشر فيها الفايروس، في المقابل يتحدث الفاضل عن قواعد بسيطة يمكن الالتزام بها كالإبقاء على مسافة الأمان ١.٥ متر بين الاشخاص، وبالنسبة لمن يرتدي الكمامات الواقية فيجب عدم لمس الوجه الأمامي للكمامة حتى لو كنت ترتدي الكفوف، فهذه الحركة تزيد من احتمالية إصابتك بالفايروس، وممنوع لمس الوجه، وضرورة أن تكون الرسائل الإعلامية ملتزمة بهذه القواعد، والمطلوب من جميع الأشخاص حتى الإعلاميين المحافظة على مسافات الأمان ،واتباع نظام صحي متوازن ،والالتزام بقواعد الصحة العامة، وغسيل الأيدي بالماء والصابون ، وتجنب الاختلاط من خلال البقاء في البيت وعدم مغادرته إلا للضرورات وتجنب اللقاءات والسهرات ضمن البيوت في الفترة الحالية وتجنب الشائعات الكثيرة التي تصدر هذه الفترة ومحاربتها.

محمد محمود