اقتصادصحيفة البعث

الـ 5 آلاف طن من البطاطا المستوردة لصالح “السورية للتجارة” محتجزة في مرفأ طرطوس

 دمشق – محمد زكريا

بعيدا عن القيل والقال الذي رافق مناقصة البطاطا الأخيرة والإجراءات السريعة التي واكبت التعاقد عليها، وكيفية رسوها على أحد العارضين، فإن الحديث عن تحقيق الهدف منها هو الأهم، فهي تقضي بنودها باستيراد 5 آلاف طن من البطاطا من مصر لصالح المؤسسة السورية للتجارة، وذلك بهدف سد احتياجات السوق المحلية وخفض أسعار المادة بأقصى سرعة ممكنة، لاسيما بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد منها  في السوق المحلية إلى 800 ليرة.

وبما أن الهدف هو كسر سعر المادة بأقصى سرعة ممكنة فإن هذا يدل على جدية الحكومة وتعاملها المرن مع ما يعترض المواطن من أزمات في ظل المتغيرات  الحالية، لكن ما يحصل على أرض الواقع يشي بوجود من يعرقل وصول المادة إلى السوق المحلية سيما وأن المعلومات المتوفرة لدينا تشير إلى  وصول الكميات المذكورة على متن ثلاث بواخر منذ أكثر من خمسة أيام، وهي في مرفأ طرطوس على المخطاف ضمن منطقة الانتظار، حيث تم الإعلان عن وصول  باخرة الصافي محملة بـ 2500 طن يوم الخميس الفائت ومن بعدها بساعات قليلة رست  باخرة سي ميوزيك محملة بـ 1250 طنا وبقية الحمولة على متن باخرة  ماريا كوين، وفق المعلومات التي حصلت “البعث” عليها من داخل  المرفأ، إلا أنه   لم يتم سحب العينات للتحليل من البواخر الثلاث إلى الآن، ولم يسمح لها بالدخول إلى أرصفة المرفأ  بغية إفراغ الكميات، وبالتالي التأخير في التفريغ يؤدي إلى تخريبها، وفي حال تضرر المادة ستكون هناك كارثة بيئية، كما أن البواخر الثلاث لم تأخذ في الحسبان هذا التأخير، والسؤال هنا: لمصلحة من هذا التأخير، وهل تحقق الهدف من المناقصة..! ولماذا هذا الإصرار من التجار على استيراد البطاطا من مصر حصرا، دون غيرها من الدول، علما أن السوق اللبناني والأردني هو الأقرب والأسرع في تلبية الطلب..!

رئيس اتحاد الغرف الزراعية المهندس محمد كشتو بين أن الاتحاد أبلغ المعنيين  بعدم الحاجة إلى استيراد البطاطا لأسباب تتعلق بأن الكميات المتوفرة في وحدات التبريد كافية وحصاد الإنتاج الربيعي من مادة البطاطا بدأ في بعض المحافظات مع الإشارة إلى أن التقديرات الأولية لحصاد العروة الربيعية لهذا الموسم تبشر بأكثر من 100 ألف طن، إلى جانب عدم إلحاق خسارات كبيرة بمزارعي البطاطا وخاصة في طرطوس.

كلام كشتو يتطابق وينسجم مع ما ذكره تقرير صادر عن الاتحاد العام للفلاحين من أن السوق السورية لا تشكو من نقص في إنتاج البطاطا، وإنما هناك عمليات احتكار يقودها تجار لهم مصلحة برفع أسعارها في السوق المحلية، من أجل استيرادها من مصر..!

تجدر الإشارة إلى أن أسعار البطاطا ارتفعت بشكل خيالي في السوق السورية حيث وصل سعر الكيلو إلى أكثر من 800 ليرة، في وقت تحدثت التقارير عن أن هناك إنتاجاً محلياً يغطي حاجة السوق ويزيد، إلا أنه يواجه صعوبة في الوصول إلى المستهلكين، بسبب احتكار هذه المادة من قبل البعض وتخزينها.