الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

فصح بلا قداديس.. ومئات الملايين يحيون العيد في المنازل

تحيي الطوائف المسيحية، التي تسير على التقويم الغربي، عيد الفصح المجيد من أمام شاشات التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والألواح الذكية، بعدما تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد بإلغاء القداديس في قسم كبير من العالم.

وكان هذا الأمر جلياً مع مشاهد البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.3 مليار شخص، في ساحة القديس بطرس، الخالية من المؤمنين مع إحياء الجمعة العظيمة. ويبدو التناقض واضحاً مع السنة الماضية حين ترأس البابا مع 20 ألف مسيحي بصمت رتبة درب الصليب حول صرح الكولوسيوم، الذي كان مضاءً كما هي الحال عليه منذ العام 1964.

وأحيا البابا فرنسيس بغياب المؤمنين قداس خميس الغسل التقليدي.

وفي فلسطين المحتلة،وللمرة الأولى منذ نحو مائة عام، أغلقت كنيسة القيامة أبوابها بسبب جائحة كورونا، ولم يتبق أمام المسيحيين المحتفلين بعيد الفصح سوى متابعة القدّاس عبر شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي.

وهذا العام، يحضر ستة من رجال الدين فقط القداس، مقابل نحو 1500 شخص حضروه العام الماضي، وستبثه الكنيسة لرعاياها عبر شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، كما فعلت الأحد الماضي خلال قداس أحد الشعانين، الذي بُث باللغة العربية، وحضره أكثر من 60 ألف شخص حول العالم، تبعاً لأمين سر بطريركية القدس للاتين إبراهيم شوملي، والذي أضاف: “حاولنا التكيف مع الوضع وتنظيم احتفالات مركزية نبثها عبر الشاشات ونخلق جواً إيجابياً داخل المنازل”، ويتابع: “بالرغم من كل الطاقة السلبية التي حولنا، لا بد وأن نلتمس شيئاً من الإيجابية”.

وفي البلدة القديمة في القدس المحتلة، التي هجرت شوارعها وأزقتها وأغلقت جميع المرافق الحيوية فيها منذ أسابيع، تزين السيدة الفلسطينية سوسن بيطار زوايا منزلها للعيد.

ووصفت سوسن، التي تحدثت لفرانس برس عبر تطبيق زوم، مشاعر الحزن التي تمتلكها لعدم تمكنها من الاحتفال بالعيد مثل كل عام، وقالت: إن “الأجواء غريبة وتبعث على الاكتئاب”.

وجلست سوسن وحفيدتاها نايا وتاليا داخل المطبخ لتلوين بيض عيد الفصح الذي تقول إنه يرمز إلى الحياة الجديدة.

وحضرت الجدة عشر بيضات مسلوقة وماء وأصباغاً بالألوان الأزرق والبرتقالي والبنفسجي والأحمر. صبغت الطفلتان الصغيرتان البيض ووضعتاه على طبق بشكل أرنب.

وتقول حفيدتها نايا (3 سنوات) التي افتقدت فرق الكشافة التي تجوب عادة الأزقة خلال أحد الشعانين وهي تقرع الطبول وتعزف الألحان “أحب صبغ البيض بسبب الأرانب والألوان”.

أما سوسن التي حرصت على إضفاء أجواء البهجة على منزلها وعائلتها فتؤمن بأن “كل شيء يحدث لسبب”.

واحتفلت سوسن وابنتها وعائلتا ابنيها بأحد الشعانين في حديقة منزلها المكون من طابقين، وشاركت فرانس برس صور العائلة وقد جهزت استوديو تصوير صغير. وتظهر الصور “الاستوديو” الذي زينته من وحي المناسبة ففرشت أرضيته بسجادة خضراء ووزعت على أطرافه سعف النخيل المزينة ومجسمات الأرانب.

لكن كل هذا لم ينس سوسن التي جهزت أيضا الكعك التقليدي المحشو بالفستق الحلبي والتمر والجوز افتقادها “للصلاة في الكنيسة”. تقول سوسن “نحن على بعد خمس دقائق فقط من القبر المقدس لكن لا يمكننا الوصول إلى هناك (…) شعور يفطر القلب”.

وشهد العام الماضي، مشاركة أكثر من 25 ألف مسيحي بعيد أحد الشعانين في مدينة القدس، بينما هذا العام لم تخرج المسيرة التقليدية من دير “بيت فاجي” على جبل الزيتون لتصل إلى كنيسة القديسة حنا داخل البلدة القديمة كما جرت العادة.

وفي أكابولكو، المنتجع البحري في المكسيك، اقترح الكهنة الكاثوليك على المؤمنين بمناسبة الخميس المقدس تقديم سر الاعتراف بدون النزول من سياراتهم.

وخلت مدينة ميديغورييه في البوسنة، التي تعد قبلة للمسيحيين خصوصاً قبل عيد الفصح، من زوارها المعتادين.