رياضة

بعد سنوات من السبات.. ريشة اللاذقية تعود بقوة وتشتكي إهمال الأندية

اللاذقية- خالد جطل

بعد سنوات من السبات استعادت الريشة الطائرة في اللاذقية عافيتها وبدأت تخطو بهدوء نحو الأمام لتكون ضمن أولى ثلاث محافظات في اللعبة للفئات العمرية إلى جانب الحسكة وحمص، “البعث” التقت الكابتن حسام حبوش رئيس اللجنة الفنية في اللاذقية الذي أكد أن اللعبة ورغم كل المصاعب تسير في الطريق الصحيح ولاعبونا باتوا رقماً صعباً في كل البطولات.

وعاد حبوش بالذاكرة إلى بداية اللعبة قائلا:الريشة الطائرة دخلت اللاذقية عام 1985 على يد مروان السيد “مدرس تربية رياضية”  والذي اتبع عدة دورات و كان أول قام بالتدريب في وقت كانت اللعبة غير معروفة حينها في مختلف محافظات القطر ، وتم استقدام مدرب كوري اسمه هيروش للاستفادة من خبراته، وتابع: ضم الجيل الأول للعبة عدداً من اللاعبين ومنهم فادي الأخرس ، وعبد الرحمن راعي، ومن الجيل الثاني عبد الكريم جعفر ومحمد جوني وبلال حلبي  ويحيى وليد ، واللاعبات نجوى بوغا واعتدال خزيم وسونيا نعيم والتي كانت لاعبة ومدربة، ومن سوء حظنا أن السيد ترك اللعبة لأسباب إدارية ولم نستفد من خبرته ،وحينها تميزت اللاذقية بفئة السيدات في حين افتقدت فئة الرجال مدربا متميزا يطور مستويات اللاعبين، كما عانت اللعبة من غياب الإمكانيات والدعم وتأثرت فنياً لافتقادنا المدربين و الأدوات في حين كانت تشهد تميزاً وتألقاً في عدد من المحافظات ومنها دمشق وحلب والحسكة، حيث تتوفر الإمكانيات المادية والفنية ، ما جعلها تدخل في سبات عميق رغم عشق اللاعبين لها . اتحاد اللعبة حاول تنشيطها وتوسيع قاعدتها ، وما بين 2005 و2010 تم إرسال مدرب وطني جوال إلى المحافظات التي تفتقد المدربين المختصين لتفعيل اللعبة بشكل أفضل من السابق وكان مدربنا الوطني إسماعيل أحمد يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه.

عودة ميمونة

وأضاف حبوش :عام 2010 عدت للعبة من خلال اتباعي عددا من الدورات التدريبية الفرعية والمركزية حاضر فيها مدربنا الوطني إسماعيل أحمد في الجانب التدريبي وأحمد خالوصي في الجانب الإداري ولم أتوقف عندها بل كنت حريصاً وبشكل شخصي على اكتساب المزيد من الخبرة فنياً وإدارياً، وبدأت العمل عام 2011 في المراكز التدريبية حيث قمنا باستقطاب اللاعبين من المدارس وكانت نواة العمل حوالي 50 لاعبا ولاعبة، تم تقسيمهم لمجموعات وكان التدريب يومياً في ثلاث صالات “التربية، الباسل، مدينة الأسد الرياضية”، ومن خلال عمل مدربينا على مدار الأسبوع وبعد أقل من عام بدأنا نحصد ثمار تعبنا وحصدنا برونزية على مستوى الجمهورية بفئة الأشبال وكانت مفاجأة للجميع أن اللاذقية بدأت بالتطور خلال فترة زمنية قصيرة وبات لنا حضور بالفئات العمرية، إلى جانب تميزنا بفئات الناشئين والشباب ، وبرزت لدينا أسماء عدة وقد حصدوا عددا من الميداليات المتنوعة على مستوى الجمهورية، وقد مثل لاعبنا مصطفى حبوش منتخبنا الوطني تحت 16 سنة في بطولة غرب آسيا 2018 في لبنان وأحرزنا الميدالية  الذهبية، كما حقق لاعبنا ربيع زوزو المركز الثالث في بطولة الأولمبياد الوطني ولدى الإناث تم دعوة لاعبتنا نور سليمان إلى المنتخب.

تأرجح في الإمكانيات

وحول أهم متطلبات تطور اللعبة قال حبوش: تأمين مستلزمات التدريب والتي تعتبر مكلفة مادياً فما بين عامي 2012 و2020 قدم اتحاد اللعبة دعما ماديا تقارب نسبته 30 % من القيمة الكلية لتكاليف عملنا ، ونتلقى من اللجنة التنفيذية ما يقارب 20 % ويبقى 50 % يتم تأمينه بجهود شخصية، وبالنسبة لنا نقدر الواقع الصعب الذي أدى لما وصلنا إليه وعملنا جاهدين كلجنة فنية ومدربين لمواصلة تطوير اللعبة رغم المصاعب المادية، وكان لتواجد كوادر إدارية باللاذقية دور مميز جعلها تستضيف نصف بطولات الجمهورية في السنوات العشر الأخيرة، وأخر بطولة أقيمت قبل فترة زمنية قصيرة وكانت لعمر تحت 13 و11 سنة ، وكلجنة فنية عملنا بخبراتنا الفنية والإدارية لإنجاحها لكننا وللأسف لم نتلق ولو كلمة شكر من الاتحاد ، ويمكن القول بأن اللعبة عاشت فترة انتعاش من حيث الدعم والرعاية خلال تولي السيد مصطفى عادل سلمان رئاسة نادي تشرين حيث قدم للعبة الكثير وكان حريصا على تفعيلها بالشكل الأمثل ، لكن ومع ابتعاده عادت الأمور لما كانت عليه من إهمال إدارات الأندية والتي للأسف لا تضعها ضمن أولوياتها.

رقم صعب

حبوش أكد أن أن القادم أفضل بفضل تصميم كل كوادر اللعبة ، وما يسعدنا أنه ورغم كل المصاعب باتت اللاذقية في مقدمة اللعبة مع محافظتي الحسكة وحمص ، وطموحنا هو المحافظة على ما وصلنا إليه وتطوير اللعبة أكثر ، وأن تعود القوة لفئتي الرجال والسيدات ، وهذا ليس ببعيد كوننا بدأنا نحصد النجاح بلاعبين صغار وكل ما نطلبه هو دعم الاتحاد لنا لتجاوز المصاعب المادية وتأمين مستلزمات اللعبة، ويبقى الطموح الأكبر هو دعم منتخباتنا الوطنية بلاعبين من اللاذقية، فلدينا ما يقارب 200 لاعب ولاعبة بكل الفئات يتدربون في ثلاثة مراكز بإشراف اللجنة الفنية للعبة التي تضم حسام حبوش رئيساً وناريمان نصور أميناً للسر وبتول مصطفى عضواً وبتواجد فعال ومتفان للمدربين عمار بدور وتوفيق ميا وعبد الرحمن راعي ونجوى بوغا ولدينا 25 حكما (أولى وثانية وثالثة) .